عروضُ الردِّ على أهداف العدو من الهُــدنة
موقع أنصار الله ||مقالات ||منير الشامي
العرض العسكري المهيب “وعد الآخرة” وما سبقه مُجَـرّد عروض بلا غاية بل كانت لها أهدافٌ حكيمة ومدروسة وفي توقيتها المناسب جِـدًّا وقد تحقّقت بنجاح.. ومنها:
الأول: رد مباشر من قيادتنا الحكيمة على هدف تحالف العدوان من الهُــدنة لتنفيذ مخطّطهم في المحافظات الجنوبية من خلال دعمهم لمرتزِقتهم في الانتقالي ودفعهم للتحَرّك نحو الانفصال وأوهام دولة الجنوب ومحاولة إعادة فرضها على إخواننا في المحافظات الجنوبية في لحظة أصبحوا فيها يترقبون انتهاء الهُــدنة وقلوبهم تمتلئ شوقا لرؤية قواتنا المسلحة تنطلق لتحرير المحافظات الجنوبية فأغلبهم رافضين للانفصال؛ لأَنَّهم يدركون أن تلك الدولة لا خير فيها وأنها إن عادت فلن تعود إلا بالتصفيات الدموية وأن الاستقرار فيها يستحيل أن يتحقّق، فالغازي لن يخرج والعمالة لن تنتهي وحتى وإن خرج المحتلّ فلن يتحقّق استقرار أبداً في ظل أطماع الغزاة القذرة تجاه اليمن شمالاً وجنوباً، ولذلك كان رد قيادتنا من خلال العروض العسكرية برسالة واضحة مفادها: لن تمر مخطّطاتكم على شبر من اليمن وفيه جيش لا يخشى سوى الله سبحانه وتعالى ولا غاية له إلا رضاه.
الثاني: أن اليمن بعد سبع سنوات عدوان يمتلك جيشاً قوياً تم بناؤه من الصفر وأن العروض قامت بها وحدات رمزية، وَإذَا كانت هذه الدفع الرمزية يتجاوز أعدادها عشرات الآلاف فعلى دول العدوان أن تسأل نفسها: كم يبلغ عدد الجيش اليمني اليوم وهذا الأمر هو ما أكّـده قائد الثورة في خطابه الذي ألقاه بعرض الحديدة؟
الثالث: التأكيد أن الجيش اليمني أصبح قوة عسكرية ضاربة تمتلك كُـلّ القوة البشرية المؤهلة بكفاءة عالية وخبرة عملية تعرفها دول العدوان أكثر من غيرها ومجهزة بكافة الأسلحة العسكرية المتطورة والمصنعة محلياً من الطلقة إلى الصاروخ والطائرة المسيرة ومن مختلف أنواع الأسلحة البرية والبحرية والجوية وأن هذه الأسلحة ما أنتجت إلا لتستخدم في الدفاع عن الشعب وثرواته وفي حماية الوطن وسيادته واستقلاله، وأنها ستُستخدم بالشكل المناسب وفي الوقت المناسب وتوجَّـه نحو الأهداف المناسبة بحراً وجواً وبراً، إن لم يغتنم العدو الهُــدنة ويتخذ منها سبيلاً نحو إحلال السلام.
الرابع: ليدرك العدو أن الجيش يمنيٌّ ولاؤه لله وللقائد وللشعب ومهمتُه حمايةُ الوطن والدفاع عن الشعب والذود عن مقدراته وصون سيادته واستقلاله وأن هذا الجيش يعشقُ الشهادةَ، ولا يجيد سوى التجارة الرابحة من الله ولا يحمل سوى أُمنيتين: النصر أَو الشهادة. وإذا تحَرّك نحو الساحات فلا يعود منها إلا بواحدة من أُمنيتيه، فثقافته قرآنية وهُــوِيَّته إيمَـانية وحكمته يمانية وغايتُه تطهيرُ الأقصى وتحريرُ القدس، فتلك قضيته الأولى؛ باعتبَارها قضية الأُمَّــة المصيرية ومتى ما مَنَّ اللهُ عليه بالتمكين فسيكون الدرعَ الحصينَ لشعوب الأُمَّــة المغلوبة على أمرها من الطغاة والمستكبرين.