المكذِّبون بمحمد بين الماضي والحاضر

‏موقع أنصار الله ||مقالات ||يحيى المحطوري

تابعتُ في الأيّام الماضية بعضاً من ردود الأفعال لشخصيات يمنية وعربية، على إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف، فتعجبت في البداية من وقاحة وقبح وجفاء هؤلاء مع سيد البشر، وهم يدعون الإيمَـان برسالته والانتماء لدينه.

وزال العجب تدريجيًّا، عندما عدتُّ إلى بعض الآيات القرآنية التي تحدثت عن تعامل أجداد هؤلاء مع النبي صلوات الله عليه وآله، وبعض ردودهم عليه.

فقد اتهم بعضُهم رسولَ الله بالسحر

وَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ.

وقال بعضهم محتقرا لإنزال القرآن على محمد وأنه ليس جديرا بذلك

وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ.

وتعجب بعضهم:

بَلْ عَجِبُوا أَن جَاءَهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَٰذَا شَيْءٌ عَجِيْبٌ.

وَعَجِبُوا أَن جَاءَهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ، وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ.

واشترط آخرون أن يكون الرسول ملكاً لا بشراً:

وَقَالُوا لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الأَمْرُ ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ.

وجاءهم الرد سريعا بأنهم سيبقون في التباساتهم الناتجة عن كفرهم المسبق لا عن قلة البينات ووضوح الآيات.

وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ.

وقال آخرون:

وَقَالُوا مَالِ هَٰذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ، لَوْلَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرً.

واستنكروا ضعف إمْكَاناته المادية.

أَوْ يُلْقَىٰ إِلَيْهِ كَنزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا، وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا.

وقد وجّه اللهُ رسولَه الكريم أن لا يتأثر بأقوال هؤلاء، وأن يقوم بمهمته الأَسَاسية في إنذارهم، والله هو الوكيل على كُـلّ شيء.

فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَو جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أنت نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُـلّ شَيْءٍ وَكِيلٌ.

لم يكن العربُ وحدَهم هم المنشدين إلى هذه النظرة والمعايير المادية فقد حكى القرآنُ كيف خدع فرعونُ قومَه بما يملكه من مظاهر الزينة ومتاع الدنيا.

وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلاَ تُبْصِرُونَ.

أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلاَ يَكَادُ يُبِينُ.

فَلَوْلاَ أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَو جَاءَ مَعَهُ الْمَلاَئِكَةُ مُقْتَرِنِينَ.

فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ.

وحين أرى رفض البعض لإحياء ذكرى رسول الله وتشويههم لها وكيف يستنكفون منها.

فأتذكر كيف بلغ بعض العرب في جحودهم وكفرهم إلى أن قالوا.

وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ.

مؤثرين العذاب على أن يتقبلوا ما جاء به محمد صلوات الله عليه من الحق.

أما من آمنوا به وتحَرّكوا معه فقد برزت فيهم نوعيات سيئة وغير مؤدبة إطلاقاً.

وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَو لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ.

وبعضهم تعاملوا مع توجيهات الله لرسوله بهذه الطريقة.

وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَ بَعْضُهُمْ إلى بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُمْ مِنْ أحد ثُمَّ انصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَ يَفْقَهُونَ.

وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلاَ نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ.

طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ.

ونحن بين خيارين: إما أن نكون من الفئات السابقة، أَو نكون من الملتزمين بتوجيهات الله حين يقول:

قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ.

وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مبينًا.

وحين يقول مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلاَ يَرْغَبُوا بِأنفسهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ.

وَلاَ يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً وَلاَ يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ.

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com