المجـزرة الكبرى !!!
موقع أنصار الله ||مقالات || عبدالله علي صبري
تهرب الكلمات وتضيع العبارات، حين تبحث عن وصف دقيق لمجزرة صالة عزاء آل الرويشان، التي أقدم عليها تحالف العدوان السعودي الأمريكي، متجاوزا كل الخطوط الحمراء التي تعارفت عليها الإنسانية في أزمنة السلم والحرب، حتى يخيل لك أن العدو المتوحش قد انسلخ عن بشريته وإنسانيته، وغدا أخطر وأقذر من الحيوان المفترس الذي لا يقتل لمجرد القتل!
المجزرة الدامية التي استهدفت المئات من المدنيين في صالة العزاء، وأسالت شيئا من الضمير العالمي المتجمد حيال الحرب على اليمن، ما كان لها أن تحدث لولا أن وراءها نفسيات مريضة تبرر للعدوان وجرائمه، بل وتفاخر وتتباهى كلما أمعن آل سعود في التوحش والإجرام، وكأن الوجع اليمني محصور بفئة دون أخرى.
ويحسب لهذه الجريمة النكراء أنها أسقطت ما تبقى من أوراق التوت، التي حاول العدوان ومرتزقته أن يداروا بها سوأة جرائمهم بحق الإنسان اليمني، فانكشفت عوراتهم دون رتوش، وهم ينتشون بالجريمة، ويصفقون لها، ثم وهم ينكرونها ويتنصلون عن تبعاتها، وبلغت خستهم ذروتها حين اضطر سيدهم الأكبر في واشنطن، إلى تعنيفهم والتبرؤ من جريمة اقترفها الأمريكان، لكن بأيادي المنحطين من آل سعود ومرتزقتهم في الداخل والخارج!
وللأسف الشديد ثمة الكثير من عيال العاصفة ومسوخها، ما زالوا على غيهم، وهم يلوكون الكلمات المتعفنة، بحثا عن تبريرات ساقطة. وحتى بعد أن اعترف آل سعود مضطرين، وزعموا أنهم سيحققون في هذه الجريمة، لا يزال المرتزقة وأذنابهم يغردون خارج السرب، ويختلقون أباطيل هي أبشع من الجريمة البشعة ذاتها.
وبالطبع لا نتوقع من أمثال هؤلاء صحوة ضمير، فهم ممن قد ران على قلوبهم، والغالبية منهم ضالعون في جرائم مماثلة، وقد كانوا ولا يزالون يشكلون طابورا خامسا للعدوان عبر الرصد والإحداثيات التي يقدمونها لغرف العمليات، ولا شك أن التحقيق المحايد في الجريمة الكبرى لصالة العزاء، سيكشف عن خلايا قذرة كانت جزءا من المخطط الإجرامي، ويعرف عناصر هذه الخلايا أنهم الحلقة الأضعف في المخطط، وقد يتخلص العدو السعودي- الأمريكي منهم، أو يقدمهم كبش فداء في نهاية المطاف.
لكن ما لا يمكن القبول به واستساغته، أن تبقى الفئة الصامتة على حيادها، وكأن هذه الجريمة وما سبقها من جرائم بحق المدنيين والنساء والأطفال، شأن خاص بفئة أو حزب معين من اليمنيين، وكأن الضحايا من بلاد واق الواق، وليسوا يمنيين من أبناء جلدتنا، وينتمون إلى طينة الوطن الأكبر، بل أن البعض لا يزال تائها في تحديد موقفه، حتى وقد وصلت نيران العدوان إلى أسرته وقبيلته!
ولهؤلاء أقول: كلنا مشروع قتيل لتحالف العدوان، سواء برزنا في الجبهات، أو استكنا في البيوت..وإنها لطامة كبرى إن لم نتحرك بعد أن رأينا كيف يستهتر العدو بدمائنا، ويوغل في أذيتنا، ثم لا يزال ينتظر منًا أن نسديه الشكر والتقدير على صنيع ما فعل!!!