٦ سنوات على الجريمة الكبرى
موقع أنصار الله ||مقالات ||عبدالفتاح البنوس
رغم مرور ست سنوات على جريمة العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي الأبشع والأشنع والأكثر وحشية وإجراما والتي استهدف من خلالها الصالة الكبرى بشارع الخمسين بأمانة العاصمة خلال مراسيم استقبال العزاء في وفاة والد نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن في حكومة الإنقاذ اللواء جلال الرويشان والتي سقط خلالها المئات من المعزين بين شهيد وجريح بينهم قيادات بارزة في الدولة ، إلا أن شواهد وآثار وتداعيات تلكم الجريمة والمذبحة البشعة ما تزال قائمة وحاضرة حتى يومنا هذا .
ست سنوات ولا يزال الحزن يستوطن منازل وقلوب أهالي الضحايا الذين كانت المصيبة والكارثة التي نزلت عليهم فوق مستوى توقعهم ، فعلى الرغم من وحشية وصلف وإجرام قوى العدوان وتلذذها بسفك دماء اليمنيين من خلال غاراتهم الهمجية ؛ إلا أن آل الرويشان وكل الضيوف الذين توافدوا في الثامن من أكتوبر ٢٠١٦على الصالة الكبرى لأداء واجب العزاء لم يتوقعوا أن تصل الدناءة والجرأة والوحشية لدى تحالف البغي والعدوان إلى الدرجة التي تستهدف فيها صالة عزاء وسط العاصمة تعج بأعداد هائلة من المواطنين قدموا لتقديم واجب العزاء والمواساة ، ولكن النزعة الإجرامية لدى آل سعود وتحالفهم دفعت بهم إلى ارتكاب الجريمة الكبرى في الصالة الكبرى ليؤكدوا المؤكد بأنهم أحقر وأتفه وأسفه البشر .
ست سنوات وآثار الدمار الذي طال الصالة الكبرى ، وقائمة الشهداء الأبرار الذين سقطوا ضحايا تلكم المجزرة الوحشية والمعاناة التي يكابدها أهاليهم وذويهم ما تزال قائمة ، فبعد ست سنوات لا يزالون يستحضرون تلكم اللحظات العصيبة التي عاشوها وهم يتنقلون بين مستشفيات العاصمة بحثا عن ذويهم، بعد أن وصلتهم فاجعة الجريمة ، يسترجعون شريط الذكريات مع أحبتهم الذي سجل أجمل وأروع اللحظات ويشعرون بمرارة وألم الفراق ، يتذكرون أوجاعهم بفقدان أحبتهم ، والتي تمثل امتدادا لأوجاع ومعاناة كل ضحايا العدوان، ومعهم كل أبناء شعبنا اليمني .
ست سنوات على جريمة الصالة الكبرى ولا تزال الأمم المتحدة والمجتمع الدولي المنافق تتعامل مع العدوان على بلادنا على أنه صراع يمني – يمني، ولا تزال تتعامل مع السعودية على أنها وسيط للسلام وداعمة لليمن واليمنيين ، متجاهلة تلكم الجريمة البشعة وما قبلها وما بعدها من الجرائم الوحشية التي ارتكبتها طائرات السعودية والإمارات وأمريكا وإسرائيل في حق أبناء شعبنا منذ فجر ٢٦مارس ٢٠١٥وحتى اليوم .
لا بواكً على ضحايا مجزرة الصالة الكبرى ، لا تحقيق دولي ، ولا بيانات إدانة صدرت ولا يحزنون ، فالقاتل السفاح يضخ الأموال ويقدم قرابين الولاء والطاعة ويشتري المواقف الدولية والأممية والحقوقية بالمال ، وما دام المال والنفط السعودي يصبان في الخزانة الأمريكية، وما دام بايدن يسير على خطى سلفه ترامب في ابتزاز السعودية والحصول على أموالها وثرواتها تحت يافطة الحماية، فلا نتوقع صحوة ضمير من قبل الأمم المتحدة، ولا نتطلع إلى ما يسموه العدالة الدولية، وعلينا أن نيمم وجهتنا ونطرق أبواب العدالة الإلهية، الكفيلة بإنصاف أهالي الضحايا وكل من طاله ضرر اليهودية السعودية والإمارات العبرية على مدى سنوات العدوان والحصار .
بالمختصر المفيد: جريمة الصالة الكبرى لن تسقط بالتقادم ، حالها حال بقية الجرائم والمذابح التي ارتكبها تحالف البغي والإجرام والتوحش، والقصاص اليمني من القتلة آت لا محالة، طال الزمن أو قصر، ولا يمكن المساومة أو المزايدة على دماء الشهداء والضحايا الأبرياء .
الرحمة والخلود للشهداء، والشفاء للجرحى، والخلاص والحرية للأسرى والمفقودين ، والنصر والعزة والكرامة والتمكين لليمن واليمنيين، والخزي والعار والهزيمة والذل والإنكسار للبغاة المعتدين والمرتزقة الخونة المنافقين.. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون..
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله .