شتانَ ما بين فئة المؤمنين وفئة المنافقين
موقع أنصار الله ||مقالات ||نوال أحمد
في الحرب على اليمن بدت هناك فئة هزيلة ذليلة خانعة فقدت كُـلّ معاني العزة وَالكرامة اليمنية حينما تخلت عن قيمها ومبادئها وَوطنيتها وباعت موقفها وارتضت لنفسها أن تكون منحازة وَمرتهنة لقوى العدوان تقاتل في صفوف المعتدين، فأصبحوا صغاراً ورخاصاً حين خانوا شعبهم ووطنهم وعندما باعوا ذممهم وموقفهم إزاء حفنة من الريالات والدراهم السعوديّة والإماراتية، عندما يتظاهرون بحبهم للوطن الذي قد باعوه وشاركوا المعتدين في تدميره وخرابه مقابل بعض الإغراءات الدنيوية، كشفوا عن قبح حقيقتهم وخبث نفسياتهم حين جاهروا بخيانتهم لوطنهم وشعبهم وغرقوا في بحر العمالة والخيانة والارتزاق وتمرّغوا في وحل العبودية والذلة والهوان.
تنكروا لهُــوِيَّتهم الإيمَـانية وتخلو عن انتمائهم الديني والوطني ووقفوا جنباً إلى جنب في صف العدوان وقوى الغزو والاحتلال وتعاونوا معهم على الإثم والعدوان وساعدوهم على احتلال أرضهم وقتل شعبهم، وأصبحوا لهم عبيداً يُساقوا كالقطيع في صفوف الضلالة والضياع، يتغنون بالوطنية وَإذَا بهم قد باعوا الوطن والمواطن وقبضوا الثمن البخس من الذلة والهوان، مجدوا الطغاة والتحقوا بهم وهم مطأطئو الرؤوس مسلوبو الكرامة مفتقدو الحرية مستعبدون في سبيل إرضاء السعوديّ والإماراتي الذين هم في الأَسَاس عبيداً للأمريكي والإسرائيلي.
ليكشفوا عن سوء وخبث نواياهم المبيتة وزيف تلك الادِّعاءات الكاذبة التي لمعوها والشعارات الوهمية التي رفعوها وسقطت أقنعتهم وتكشفت للجميع حقيقتهم مع طول أمد العدوان والحصار على اليمن وشعبه الصامد العزيز.
ولأن السيادة لا تولد في الغرف المظلمة ولا تتأتى في أجواء الذلة والعمالة؛ لأَنَّ السيادة تولد من ميادين الكرامة وَالجهاد، حَيثُ يوجد البناء والتأهيل والتدريب والإعداد، وفي أجواء العزة والحرية والاستقلال، فقد تولدت من رحم المعاناة هذه الفئة المؤمنة المجاهدة الصادقة لرجالٍ شدو الرحال إلى ميادين القتال وهم على قلب رجل واحد متوحدين خلف قيادة واحدة وانطلقوا حاملين الإرادَة مدافعين عن السيادة مخلصين لله وللدين والشعب والوطن، فئة انطلقت مع الله وَفي سبيل الله دون خوف ولا تراجع ولا استسلام، إنهم فئة من الرجال الأحرار الكرام الشامخين أولو البأس وَالعزم والشجاعة، من تجري في عروقهم دماء الحرية والكرامة، من يرابطون على ثغور الوطن ووقفوا وقفة الثبات لتحصين البلاد ليكونوا هم حراسها الأمناء الصادين والمتصدين لكل الطغاة الطامعين والمواجهين للغزاة المحتلّين، هؤلاء الرجال المؤمنين الصادقين هم من جعلوا من أجسادهم سوراً منيعاً وصنعوا من أنفسهم ودمائهم درعاً حصيناً حمايةً لهذا الشعب والحفاظ على كرامته وخيراته وثرواته، رجال باعوا أنفسهم من الله طمعاً في جنته ورضوانه، رجال حركتهم آيات القرآن والتوجيهات الإلهية، لم تحَرّكهم الإغراءات الدنيوية ولا الأطماع والمكاسب المادية، رجال يحملون في قلوبهم سلاح الإيمَـان وفي أيديهم سلاح الحديد دفاعاً عن دينهم وأرضهم وأعراضهم، يجاهدون في سبيل الله وفي سبيل الحرية والكرامة يبذلون الأرواح رخيصة؛ مِن أجلِ دينهم وأرضهم ويقدمون الأنفس قرابين دون مساومة أَو وعود دنيوية، هبوّ إلى ميادين الجهاد والرباط وَبرزوا في ساحات الوغى أحراراً أباة مستبسلين، وبكل إيمَـان وشجاعة وعزم وإرادَة ورجولة ينتصرون لدينهم وأرضهم وشعبهم ولقضايا أمتهم يجاهدون في سبيل الله وَلا يخافون في الله لومة لائم.