في الأرض كان شهيداً وفي السماء صار شُهُباً
موقع أنصار الله ||مقالات || أبو زيد الهلالي
في حين استفحل الشر وطغى الطغيان حتى بلغ ذروته يستضعف طائفة ويذبح طائفة ويستقوي على الضعيف دون أية رحمة لا يفرق بين الذكر والأنثى ولا الصغير أو الكبير.
كان على الأرض رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه يذودون عن المستضعفين ويدافعون عن حمى الدين، ويدفعون شر المستكبرين دونما أي كلل ولا ملل تاركين أسرهم وحاملين أرواحهم في أكفهم باذلين أموالهم وأنفسهم يرخصونها في سبيل ما خرجوا؛ مِن أجلِه.
غايتهم رضا ربهم وهدفهم إعلاء كلمته ونصر دينه والدفاع عن المستضعفين في أرضه أخلاقهم محمدية وأعمالهم كانت قرآنية جسدوا من خلالها أعظم وأرقى درجات الإحسان فكانوا من المحسنين، وخير من جاء بالصدق وصدق به وهل بعد بذل الروح تكذيب.
عشقوا الشهادة فكانت سلاحاً فتاكاً في وجه كُـلّ ترهيب، وأخلصوا لله فكانوا أصلب من أن يسقطوا في أي ترغيب.
عَظُمَ الله في أنفسهم فصغر ما دونه في أعينهم، نفوسهم كانت عندهم غالية لا ثمن لها عندهم إلَّا الجنة، باعوا فكان الله المشتري وهو القائل سبحانه وتعالى: {إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْـمُؤْمِنِينَ أنفسهُمْ وَأموالهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالقرآن وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.
ولم تنتهِ مسيرتهم ولا حتى سيرتهم بعد الشهادة في أرض المشهد فلقد رأينا أرواحهم تحلق في السماء حتى ملئتها حرساً شديداً وشهباً بهم حُصنت أرضنا وسماؤنا.
عمن أتحدث لعمري إنهم خير من وطئ الثرى فلقد وعدهم الله من الذين أنعم عليهم وأرفقهم بين الصديقين والأنبياء والصالحين وحَسُنَ أُولئك رفيقاً، اللهم اهدنا صراطهم ووفقنا لمواصلة نهجهم وعدم الخيانة لعهدهم والسلام على الشهداء دائماً وأبداً.