المسيرةُ القرآنية (مشروعٌ جامع)
موقع أنصار الله ||مقالات ||مرتضى الجرموزي
مع بزوغ فجر المسيرة القرآنية وانطلاقتها الأولى ذات الأهداف السامية والثقافة الإيمَـانية الجهادية بقيادة الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي، كانت البداية بالقلم والكلمة والثقيف القرآني قبل أن تكون بالسلاح الذي أُجبرت على حمله دفاعًا لا عدواناً ولا انتقاماً من أحد.
لكنها في البداية وما زالت تحمل مشروعًا ثقافيًّا توعويًّا إيمَـانيًّا وجامعًا بلا حدود جغرافية تفصل عن جغرافيا العالم، وليست مسيرة جهة ما أَو طائفة بعينها وليست لحزب سياسي يحشد جماهيره وأنصاره للمنافسة وخوض الانتخابات وليست مناطقية ذات دعاوى فئوية وعنصرية بل هي مسيرة قرآنية عالمية ومشروع جامع عالمي ومتوسّع بفكر وثقافة وحقيقة نابعة من الهدى ومن نور القرآن تستقي ثقافة ومشروعية أهدافها.
مشروع متكامل لبناء الأُمَّــة البناء الصحيح البناء الشامل، ذات منطلقات إيمَـانية ثقافية وسلوكيات تربوية فكرية وجهادية عسكرية متى ما اقتضت الحاجة ودعت المسؤولية الملقاة على عاتق المنتمين لهذه المسيرة المباركة.
تصحيح ثقافات معوجّة وإماتة بدع استفحلت بشرّها الأُمَّــة وغيّرت مفاهيم الدين وقدمته ناقصًا تشوبه الشوائب والثقافة العمياء التي دجنت الباطل وصنعت أعلاماً وهمية لا ترتقي إلى كمال الإيمَـان بل نجدها جعلت الأُمَّــة تعيش الذل والإذلال لعقود وقرون استقوى عليها اليهود والنصارى في الوقت الذي خذلت من كان يجب نصرتهم.
مسيرة قرآنية ذات دعائم وركائز إيمَـانية وأهداف صادقة ومسؤولية جامعة بشروط قبول مستوحاة من القرآن الكريم ثقافة واتباع يحمله الأنصار بثقة قوية من الله، نهجٌ أَسَاسي عبودية مطلقة لله وافتقار دائم له وحاجة دائمة منه في مختلف الظروف.
ولأن المسيرة كما قلنا سابقًا وكما يتحدث السيد القائد ومن قبله الشهيد القائد فهي مستقلة جامعة لا تتبع جهة ولا تخص طائفة ولا تنتمي لمذهب بل هي جامعة بحنفية دين نبي الله إبراهيم مسلمة ومؤمنة برسالة النبي الخاتم -عليه وعلى آله أفضل الصلوات وأجلّ التسليم-.
تقع على أنصارها والمنتمين لها والقاعدة الشعبيّة العريضة مسؤولية كبيرة تجاه الأُمَّــة والشعوب خَاصَّة تلك المستضعفة والتي تقبع مكبلة بقيود الطاعة لولاة الأمر وإن سرقوا وزنوا وظلموا ونهبوا واستفحل شرّهم بكل صغيرة وكبيرة للأُمَّـة المغلوبة على أمرها.
ولهذا عندما أدرك اليهود والنصارى أن مشروعَهم آيلٌ إلى السقوط متزامناً مع صحوة الشعوب ونظرتهم المتأملة للمشهد اليمني والمؤملة الخير في قيادة وأنصار المسيرة سارع اللوبي الإسرائيلي والمخابرات الأمريكية لزعزعة الأوضاع وذلك للحفاظ على مشروع الخبث اليهودي وإبقاء الأنظمة العربية على كراسي السلطة ظلمًا وجورًا جثم على صدر الأُمَّــة عقودٍ غابرة تحت التبعية لليهود والسلام معهم في الوقت الذي حرضت وقاتلت الشعوب وخلقت الإشكاليات بين ذات الشعوب لإشغالها عن العبثية اليهودية والتدخل الإسرائيلي الأمريكي المباشر وإبعادها عن الهدف الأسمى والقضية (الفلسطينية) المركزية الأهم لدى الوسط العربي الرافض للهيمنة والاحتلال المباشر وغير المباشر.
ولهذا سعى ويسعى الصهاينة والأمريكان وعبر أدواتهم المنافقين لوأد المشروع القرآني ومسيرته الثقافية الجهادية في اليمن والحيلولة دون تجاوزه للحدود اليمنية والذي لو عرف عنه العالم وغاص في حقيقته الناصعة بياضًا لتغيّرت هذه الحياة بكلها ولوضعت اليهودية النصرانية عنها قيود التبعية والطاعة العمياء.
وها هو المشروع القرآني وأتباعه يتعرّضون لحربٍ ضروس وغاشمة تداعى إليها شذاذ الآفاق وعديمي الإنسانية وخونة الداخل العربي واليمني تحت قيادة يهودية أمريكية إسرائيلية قتلت خيرة شباب وأبناء المسيرة القرآنية بذنوب الدعوة إلى الله والتحرّر من العبودية للأمريكان وغيرهم تحت أية مسميات.
ومهما كانت جسامة الأحداث وعبثية اليهود والنصارى وخيانة الأنظمة العربية المطبعة فَـإنَّ الحق واضحٌ وجليٌّ ومكتوبٌ له الغلبة والظهور والانتصار وما النصر إلَّا من عند الله العزيز الحكيم ولينصرنّ الله من ينصره.