رسالة إلى الوفد العُماني الشقيق
موقع أنصار الله ||مقالات ||عبد القوي السباعي
تفاؤلاً في تأسيس أرضية صلبة للسلام العادل والمشرف في اليمن, والدفع قدماً بكل عملٍ طموح يسعى إلى تحقق الأمن والأمان والاستقرار والرخاء لكل أبناء المنطقة عموماً, حل وفد سلطنة عُمان الشقيقة ضيفاً عزيزاً مكرماً على صنعاء التاريخ والحضارة؛ قيادة وحكومة وشعباً.
وأقول جازماً, أن مواقف الأخوة في السلطنة أمام ما يمر به اليمن (الأرض والانسان), لا يمكن نكرانها, وأن جهودهم المبذولة ودورهم الإيجابي ومشاعرهم النبيلة نحو البلد خلال السنوات الماضية من عمر العدوان, كان وما يزال وسيظل محل تقدير وامتنان كافة أبناء الشعب اليمني.
لكني وبعيداً عمّا يطرحهُ السياسيون والعسكريون والمتحاورون, أوجه لهذا الوفد الزائر رسالة باسم المواطن اليمني البسيط, الذي لا يهمهُ ما يمكن تداولهُ في أروقة الاجتماعات, ولا بنتائج اللقاءات حول الموائد المستديرة, بقدر ما يهمهُ فعلاً صدق النوايا والتوجه نحو صناعة الحلول وترسيخها وفرضها واقعاً ملموساً.
لأن المواطن اليمني البسيط بات فاقداً للثقة بكل من يحوم حول الحلول دون أن يشخص المشكلة, لذلك, أدعوكم إلى تقمّص شخصية المواطن اليمني البسيط, وانظروا إلى مشكلته, ومن ثم باشروا بإعطاء الحلول والمعالجات التي غابت عن الكثير خلال الفترات السابقة.
أدعو كل فردٍ منكم أن يتخيل أن هذا الوضع الذي يعيشه هذا اليمني هو وضعك أنت في السلطنة (لا سمح الله), تخيل أن بعض الساسة والعسكر في عُمان لم يعودوا معجبين بالنظام القائم في السلطنة, لأنه سلبهم الامتيازات والحقوق التي كانت بأيديهم سابقاً, وبصرف النظر عن صحة وصوابية هذا الموقف من عدمه, ذهبوا إلى الخارج وجمعوا وأعدوا عدتهم, وأرادوا أن يأتوا إلى “مسقط” للاستلاء على الحكم, وقاموا بمساعدة أعداء عُمان باحتلال أجزاء منها ودمروا كل ما هو جميل فيها وقتلوا الألاف من أبنائه وهدوا المساكن في النساء والأطفال, وهجروا وشردوا الألاف وحاصروا وجوعوا الملايين على مدى ثمان سنوات.
تخيل حجم المعاناة, وضخامة المآسي, ومرارة الآلام التي يمكن أن تواجهها أنت وأسرتك وكل من تعرفهم في محيطك جراء ذلك, تخيل عمق المؤامرة التي تستهدف وطنك وشعبك في سيادته, وفي ثرواته, وفي أمنه وأمانه, وفي وحدته وتماسك نسيجه الاجتماعي, وفي طعامه وشرابه, وفي دوائه وتعليمه ومستلزمات حياته.
تخيل أنك وفي خضم هذا الواقع المتشابك والمعقد, مطالب بأن تحكم بعد أن شخصت المشكلة, من عليه أن يستجيب لمطالب شعبك المحقة والعادلة؟, هل صرف مرتبات كافة موظفي الدولة من ثروات البلد النفطية والغازية وفتح جميع المطارات والموانئ مطلب تعجيزي إلى هذه الدرجة؟، هل سعيك في الدفاع عن أرضك وكرامتك وحماية ثرواتك تعد جريمة بنظر القانون والضمير الأممي؟.. تخيّل وتخيّل..!
بالأخير أقدم خالص اعتذاري لأعضاء الوفد العُماني الأشقاء, إنما هي محاولة مني لرسم واقع لا أتمنى أن يأتي يوماً ما على أية دولة عربية شقيقة يتعامل فيها باعت وخونة الأوطان على أنهم شرعية, بينما يتعامل أبناؤه الحقيقيون على أنهم لا شيء وفق معايير قوى الهيمنة والاستكبار العالمية.. والله من وراء القصد.