جمعةُ رجب تاريخٌ يماني إيماني
موقع أنصار الله ||مقالات ||بشائر المطري
تحالفات المنافقين مع الأعداء واضحة، يجب أن يرتقي وعي الشعوب للحذر من شرهم، حركة النفاق تكبل الأمة من الداخل كي لا يكون لها موقف بالشكل المطلوب.
مما هو معروف ومذكور في كتب التاريخ الطويلة، ومما تناقله أجدادنا عن إرث اليمانيين الوفير بدخولهم الإسلام، وذلك في أول جمعة من شهر “رجب” الأغر، برسالة من رسول الله -صلوات الله عليه وآله- كُلف بها الإمام “علي” -عليه السلام- للذهاب لليمن.
وكان الحدث المهم هو أنهم أسلموا لله من دونما قتال، أفواجاً صغيرهم وكبيرهم، رجالهم ونساؤهم، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على قُرب اليمانيين لهذا الدين بمعتقداتهم وحكمتهم وشجاعتهم ونخوتهم وكرمهم وإحسانهم ورقة قلوبهم كما وصفهم النبي الكريم بقوله: هم أرق قلوباً وألين أفئدة، فقد رقت قلوبهم لهذا الدين العظيم ولرسوله، فحملوا على عاتقهم أن يبايعوه ويكونوا بذلك تحت قيادته، فكانت وما زالت أدوارهم بارزةً في صدق التولي، والبطولات الإسلامية ونشر الدين والدفاع عنه.
وحينما تم الأمر بدخولهم الإسلام، كان لا بُـدَّ من إرسال الجواب إلى (رسول الله) -صلوات الله عليه وآله- من رسوله إلى اليمن الإمام (علي) -عليه السلام- ليبشره بهذا فأرسل له يبشره بذلك فسجد رسول الله لربِّه شكراً واستبشاراً بأهل اليمن.
فجاء أمر من رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- للإمام علي ببناء الجامع الكبير بصنعاء، وأن يولي قبلتَه “جبل ضين”، وحينما رأى الإمامُ (عليٌّ) -عليه السلام- صدق تولي وانتماء اليمانيين، وحبهم الصادق لرسول الله وأهله، كتب على إثر مشاعِرِه منظومة أبرز أبياتها:
“فلو كنت بواباً على باب جنة
لقلت لهمدان ادخلوا بسلام”.
فكان حقاً على اليمانيين إحياء هذه الذكرى في نفوسهم ونفوس أهاليهم، وأن يجعلوها عيداً يحيون شعائره، فهي ذكرى انتشال اليمانيون من براثين الضلال إلى النور.
ولا زلنا إلى الآن متبعين سِيَرَ أجدادنا الأوائل في اتّباع نهج محمد وآله والسير على دربهم.
ما زال أعداءُ محمد والإمام علي يكنّون لنا العداءَ، ويحاربوننا لاستمساكنا بهُــوِيَّتنا الإيمانية المنبعثة من نور القرآن الكريم.
يجب علينا كمنتمين لهؤلاء العظماء، أن نقتدي بهم، وأن نحافظ على ثقافتنا الإسلامية، وعلى حشمتنا وأخلاقنا أينما كنا، ولنعكس ذلك على واقعنا.