العدوانُ غير جاد في السلام

‏موقع أنصار الله ||مقالات ||د. مهيوب الحسام

إذا كان تحالُفُ العدوانِ بأصيلِه وأدواته التنفيذية جادّاً وصادقاً في وقف عدوانه المُستمرِّ منذ ثماني سنوات على الشعب اليمني العظيم فَـإنَّ هذا الأمر لا يحتاجُ لمشاورات أَو حوارات أَو مفاوضات ولا وسطاء فهو بالمبدأ ليس بيد الشعب اليمني المعتدى عليه إلا مضطراً ولا بيد وسطاء وإنما هو فقط بيد العدوان الذي أعلن عدوانه على هذا الشعب ظلماً فقتل أبناءه ولا يزال بالقتل المباشر وبالحصار والتجويع ودمّـر مقدراته واحتل أراضيه ونهب ثرواته، والأمر لا يحتاج لعناء فكما أعلن عدوانه عليه أن يعلن وقفه ورفع حصاره وخروجه وسحب قواته من الأراضي اليمنية التي أحتلها وتحمل تبعات عدوانه.

عندها فقط يمكن بدء الحوار ليس على كيفية خروجه وسحب قواته من الأراضي اليمنية وإنما على كيفية تحمل تبعات عدوانه ومن ثَم قيام علاقات متبادلة مبنية على الندية والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية قولاً واحداً، أما لجوء العدوان إلى التسويف والمماطلة وغيرها من الطرق الأساليب الالتفافية والالتوائية؛ بهَدفِ كسب الوقت فهو دليلٌ على سوء نواياه وأنه ليس بواردِ وقف عدوانه وأنه لا يزال غيرَ جاهز للسلام وإنما يراهن على الوقت لشن المزيد من عدوانه كعادته بعد كُـلّ حوار معه.

ومن الواضح أن العدوان حتى الآن لا يريد حلاً ولا يسعى إليه ولا يرغب فيه إنما يريدُ ومن خلال بيع الوَهم بوعود بوقف عدوانه مع تجزئة ليس الحل وإنما الوعود التي تبقي على قواته المحتلّة في الأراضي اليمنية ونهب الثروات وتعيين الحكام من واشنطن وتل أبيب والرياض وهو الثمن الذي يريد أن يقبضه مقابل هذه الوعود الكاذبة، فأي منطق هذا الذي لا يقبله عاقل على وجه الأرض، ما بالك بهذا الشعب العظيم بقيادته الثورية والسياسية الذي توكل على الله واتخذ خياراته الصائبة وقراره الحاسم بمواجهة هذا العدوان منذ اللحظة الأولى له وبتوفيق الله يحقّق أروع الانتصارات؟!

وليس أدل من أنه غير جاهز للسلام هو التصريحات المتضاربة لمسؤوليه والأهم ما صرّح به سفيرُ المستعمر البريطاني مؤخّراً بأن بلادَه تدعم إجراءات العدوان الاقتصادي على الشعب اليمني وتقف خلف رفع قيمة الدولار الجمركي بنسبة 50% لتصل قيمته إلى 750 ريالاً، وهو الأمر الذي يضاعفُ أسعارَ المواد الغذائية والأَسَاسية لحياة الناس ويؤدي إلى مزيدٍ من القتل بالحصار والتجويع، وهو ما يعني أنه غير جاد وغير راغب في السلام وأن لجوءَه للوسطاء ليس سوى مراوغة مفضوحة ومكشوفة لكسب مزيد الوقت اللازم لتصعيده العسكري المباشر.

طالما بقي العدوان مُستمرّاً بعدوانه وإجرامه فَـإنَّ الشعب اليمني العظيم المعتدى عليه بتوكله على الله وبقيادته وجيشه كما كان وأكثر بصموده وصبره وثباته حاضر للدفاع عن نفسه وأرضه وعرضه ودينه، لن يتردد لحظة في خوض معركة الدفاع حتى تطهير كُـلّ شبر من أراضيه المحتلّة وطرد الغزاة المحتلّين وانتزاع حقوقه كاملة غير منقوصة في الحرية والسيادة والاستقلال وبعون الله سيلحق عدوان اليوم وغزاته بغزاة ومحتلّي الأمس وللعدوان في التاريخ العبر.

قد يعجبك ايضا