تَساقُط الذرائع بعد حربٍ عبثية
موقع أنصار الله ||مقالات ||أحمد المتوكل
بدأ العدوان السعوديّ الإماراتي الأمريكي على اليمن في السادس والعشرين من مارس عام 2015م، وأعلن عنه من واشنطن وباللغة الإنجليزية على لسان السعوديّ عادل الجبير، ومن واشنطن كذلك في الوقت ذاته يقوم الأمريكي بالدعوة إلى الحوار والحل السلمي، وهو من يقود العدوان ويشرف عليه من خلف الستار، ولكنه يحرص كُـلّ الحرص أن يظهر أمام العالم بصورة المسالم الودود الحريص على مصلحة الشعوب، وأنه مع الإنسانية، فهو يحرص على سلامة سمعته ويظهر ما لا يُبطن، ويحارب من خلف جُدر كُـلّ من يقف ضد مشاريعه الاستعمارية، كما هو حال قادة فتنة ديسمبر وأذنابهم الذين أظهروا أنفسهم كشرفاء متصدين للعدوان وتكشفت عن وجوههم الأقنعة، وتبين ولاء الكثير منهم لتحالف العدوان وبغضهم ومحاربتهم للمؤمنين المتصديين له، وتبقى حفنة من الشرذمة القذرة الذين يشتغلون كجواسيس للعدوان ويتبنون مشاريعه، ويعتقدون أنهم أذكياء وقد استطاعوا خداع المؤمنين بإظهارهم للحق وإبطانهم للباطل، لكن الحقيقة هو أنهم {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أنفسهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ}.
كانت الذريعة الأولى للعدوان على اليمن: هي الدفاع عَمَّا تُسمى بالشرعية وبطلب من عبدربه منصور هادي، والذي ظهر بعد فراره من صنعاء وصرح بأنه لم يكن على دراية ببدء الحرب على اليمن بقيادة أمريكا، واستخدمته السعوديّة كشماعة مؤقتة، وسرعان ما انقلبت عليه وأنشأت مجلساً رئاسياً في فندق الرياض وبمجلس نواب في مجموعة الواتس أب!
الذريعة الثانية: محاربة إيران في اليمن، ومحاربة المد الفارسي! وليس لإيران أي وجود في اليمن، وليس لها أي حق في التحكم في إرادَة الشعب اليمني، وقد صرحت حكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية أكثر من مرة بأنها ليس لها أي تدخل في اليمن، وليس لها أي تحكم في سيادته وقراره، ولكن عقالات حكام الخليج فوق رؤوس خاوية من العقل والحكمة والإنسانية، تركض خلف راعيها الحالب لها وقائدها وموجهها في واشنطن.
الذريعة الثالثة: الدفاع عن الصحابة -رضوان الله عليهم-، وحشدوا آلاف الشباب من جميع أنحاء العالم باسم الدين والدفاع عنه وعن الصحابة الأجلاء بقيادة أمريكا أسد السنة وحاميتها! وتحت رايته، في الوقت الذي تقوم فيه أنظمة دول الخليج المُنفقة على هؤلاء المدافعين عن الصحابة بمولاة اليهود بما يُسمونه بـ”التطبيع” وبـ”الإبراهيمية”، وفي الوقت ذاته تقوم السعوديّة بسجن الدُعاة وفتح البارات والمراقص، واستضافة الفنانين والفنانات وإقامة الحفلات بمكبرات الصوت، وغلق مُكبرات صوت المساجد، ومنع مشاريع إفطار الصائمين والصد عن بيت الله الحرام، وتقوم الإمارات راعية الجماعات السلفية العميلة بفتح المعابد الوثنية بعد أن فتحت بلدها لشبكات الدعارة على طول البلد وعرضها، وبحماية رسمية منها، وبعد ذلك وأكثر يتذرعون بأنهم يدافعون عن الصحابة في اليمن!
لم نجد أحداً يسب صحابة رسول الله الطيبين الطاهرين، لا في اليمن ولا في سوريا ولا في العراق ولا في إيران ولا في لبنان، ولا في أية دولة من دول محور المقاومة، التي عانت وتعاني من الجماعات التكفيرية التي تُغرر بالشباب باسم الشعارات الدينية.
بعد أكثر من 300 ألف غارة على اليمن، وتدمير كُـلّ ساكن ومتحَرّك، وسفك دماء عشرات الآلاف من المواطنين، وقتل الشعب بالتجويع والحصار والحرب الاقتصادية، ذهبت السعوديّة للاتّفاق مع إيران، وأعادت علاقاتها الدبلوماسية معها بعد أن تذرعت بمحاربة إيران في اليمن، وجاءت أمريكا وبريطانيا لاحتلال منابع النفط في اليمن وإنشاء قواعد عسكرية في محافظة المهرة، وجاءت الإمارات بالإسرائيليين للسياحة والاستجمام في الجزر اليمنية، واتضحت الصورة اليوم أن هؤلاء هم الصحابة الذين يقصدون بالدفاع عنهم؛ ولذلك هم يكرهون الهتاف بالموت لأمريكا وإسرائيل واللعنة على اليهود.
بعد ثَمَانِي سَنَوَاتٍ من العدوان على اليمن تكشفت وجوه الكثير من الدول والجماعات والأفراد، وتساقطت ذرائع السعوديّة التي اتخذت محاربة المد الفارسي في اليمن كذريعة لاستمرار عدوانها، واتضح من هم الصحابة الأجلاء التي تدافع عنهم الجماعات التكفيرية “أذرع الصهيونية”، ويبذلون في سبيلهم دمائهم لتحقيق مشاريعهم الشيطانية.