عبقرية قائد ربط بين الحاضر والماضي والمستقبل
موقع أنصار الله ||مقالات || منصور البكالي
بعبقرية قيادية فريدة ربطت بين الحاضر والماضي والمستقبل، يواصل قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي “يحفظه الله” انطلاقته في استنهاض الأُمَّــة وشعوبها، للعودة الصادقة والمخلصة إلى الله وإلى كتاب الله الذي يقدم أرقى وأفضل الحلول السليمة للواقع العربي والإسلامي وكل البشرية، والمشكلات التي تتفاقم في وجوه الأجيال الصاعدة، عله يجد آذاناً واعية وعقولا تفهم وتعي خطورة المرحلة وكيفية الخروج منها، وضمان الفوز برحمة الله في الدنيا والآخرة.
توجيه المحاضرات الرمضانية خلال الأعوام الماضية وما تحمل في طياتها ومحتوياتها من المضامين والأفكار والرؤى المتنوعة سياسيًّا ودينياً وفكرياً وعسكريًّا وثقافيًّا واقتصاديًّا وأمنيًّا، وأخلاقياً، تتجاوز اعتبارها موجهة للداخل اليمني -أَو للمنتمين إلى مكون أنصار الله أَو من تحالف معهم من بقية المكونات السياسية اليمنية في مواجهة العدوان، أَو لمن يتضامن مع مظلومية شعبنا اليمني من أبناء الشعوب الحرة في المنطقة والعالم- بل هي خطابات ودروس موجهة لكل أبناء الأُمَّــة بمختلف شعوبها، ومكوناتها الطائفية والمذهبية، وفيها من الحلول والرؤى ما يقدم الحلول للبشرية مختلف الشعوب والأعراق، والمعتقدات، وتتفق في مكنونها مع جوهر القيم والمبادئ الإنسانية المدعاة بشموليتها الواسعة.
من يتابع محتويات ومضامين محاضراته المنطلقة من القرآن الكريم، يجد نفسه أمام قائد يسعى لإصلاح النفس البشرية وتزكيتها، وتهذيبها، والانتقال بها من مستنقع المقاصد الدنيوية والمطامع والنزوات الشخصية -في هذه الحياة -التي تشهد كُـلّ أنواع الصراعات والحروب والجرائم والظلم والوحشية، التي يدفع فاتورتها الإنسان والقيم الإنسانية هنا وهناك، إلى رحاب تحقيق المصالح العليا الضامنة للحياة الكريمة والأمنة والعادلة لكل بني البشر في هذه الحياة أَيْـضاً، وما يضمن للإنسان سعادته الدائمة وفوزه الأبدي، مقدماً الحلول السماوية التي قدمها الله، في القرآن الكريم، وأرادها الله، وبعث؛ مِن أجلِها جميع الأنبياء والرسل “عليهم السلام” كهداة ومنذرين للأمم التي بُعثوا فيها، وأُرسلوا إليها، وكُلفوا من قبله هو جل في علاه بتقديم رحمته للعالمين.
العبقرية التي يقف أمامها المتابع والمحلل لسعة مدارك قائد الثورة وسعة علمه -في هذا العصر، وشدة قربه والتصاق أفكاره ومفاهيمه وحججه بالقرآن الكريم، ومحاكاته لمشكلات بني البشر في هذا العالم الفسيح، ومناقشته لها وتوضيحه لأسبابها، وتبيينه لطرق حلها، وحثه المُستمرّ للدفع بالإنسان للقيام بمسؤولياته بإخلاص وإحسان وصبر وتقوى لمواجهتها والتغلب عليها، وسعيه الدؤوب لإبراز الشواهد واستحضار الأمثلة والأدلة الدينة والتاريخية المشتركة والمتعارف عليها بين أبناء الشعوب وثقافاتهم المتنوعة -لم يسبقه إليها أية عبقرية ثورية أَو سياسية أَو دينية على مر التأريخ، ليقدم اليوم نموذج آخر لعبقرية ربطت بين الحاضر والماضي والمستقبل، وفي مرحلة يبحث العالم ذو الفضاء الإعلامي والمعرفي المفتوح عن مصدر نجاة، وعن من ينقذه من التداعيات والتبعات التي تسببت بها النماذج والأنظمة القاصرة.
فلا الماركسية ولا الاشتراكية ولا الرأسمالية نجحت في إنقاذ البشرية مما هي فيه من الحروب والصراعات والمشكلات، ولا أي نظام آخر ولا أي منظِّر أَو فيلسوف يستطيع تقديم محتوى بخطط وبرامج تخاطب الفطرة السوية، وتقدم لها الحلول والضمانات السليمة، وتقودها إلى الفوز والفلاح في الدنيا والآخرة، كما هو النظام المنبثق من رحم الرسالة المحمدية، ومعجزة الخالدة والباقية في القرآن الكريم التي يعيد قائد الثورة اليمنية تقديمها للعالم بشكلها الصحيح وبمفاهيمهما الحقيقة والواقعية، مستغلاً مختلف الوسائل المتاحة والممكنة، ومجسداً لها في واقع شعبه العملي عسكريًّا وسياسيًّا واقتصاديًّا وثقافيًّا، برغم الحجم المهول من محاولات التشويه والتظليل المُستمرّ من قبل الأعداء.
وأمام عبقرية تنطلق لإحياء مشروع الرسالة الخاتمة -وما جاء به خاتم الأنبياء والمرسلين محمد “صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ”، في واقع أُمَّـة تخلت الكثير من الأنظمة السياسية لشعوبها عنه وعن ما جاء به، متبعة نسخ عقائد باطلة وثقافات مغلوطة تعبر من خلالها عن ذلك الانتماء -نؤكّـد لشعوب أمتنا وشعوب العالم أن الله هيَّأ لهذه المرحلة قائداً مقتدراً لإعادة تقديم هدى الله ورحمته إلى العالمين، بمضمونه وشكله الصحيحين، وقولاً وعملاً.