الفرقُ بين قيادتنا وقيادة الرياض
موقع أنصار الله ||مقالات || منير الشامي
كلنا نتذكر أن قبائل من محافظة الجوف ومن غيرها احتشدت لمطالبة نظام الرياض المجرم بإطلاق سراح العكيمي المعتقَل لديه في الرياض.
وقد اعتصموا لعدة أسابيعَ في صحراء الجوف قُرب الحدود السعوديّة، ناشدوا خلالها المجرمَينِ سلمان وابنه بإطلاق سراح العكيمي باسم الدين وبحق الأخوة وبحق القَبْيَلة، وتوسلوا إليهما بكل عزيز لديهما، ولم يعيراهم أدنى اهتمام؛ فبعد أسابيع من اعتصامهم وتغنيهم بسلمان وابنه ومناشدتهم وترجيهم جاءهم في الأخير رداً واحداً من نظام الرياض هو طلبكم مرفوض وعليكم فض الاعتصام والعودة من حَيثُ أتيتم خلال ساعات ما لم فسيتم قصفكم بالطائرات.
والعكيمي ليس أسير حرب لدى الرياض، بل هو واحدٌ من أهم عملائه وخُدَّامه قضى معظم حياته في خدمته والتسبيح بحمده، وجريمته هي أن نظام الرياض سخط عليه وأحل عليه غضبه.
تأملوا الفرقَ بين نظام الرياض وقيادتنا الحكيمة قيادة صنعاء التي قصدها وفدٌ من قبائل أبين بمطلب إطلاق سراح فيصل رجب بعد أن تخلى عنه العدوان ونسيه كبارُ مرتزِقته الذين خدمهم عقوداً من الزمن.
واللواء رجب هو واحد من كبار مرتزِقة التحالف أُسِرَ في بداية العدوان وأُخذ من ساحة معركة حامية الوطيس وكان يقودُ مجاميعَ كبيرةً مع التحالف ضد وطنه وشعبه، إضافةً إلى ذلك فقد كان واحداً من قادة الحروب الست الظالمة التي شنها النظام السابق على صعدة؛ فهو ممن ملأ قلبه بالعداوة والبغضاء على أنصار الله من عام 2002م، ومع ذلك كله لم ترد قيادتنا الحكيمة وفد قبائل أبين الأبية بخفي حنين ولها الحق لو فعلت ذلك بلا ملامة عليها لعدة أسباب أهمها:
1- أن اللواء فيصل رجب من أهم القادة الأسرى ومثله يمكن أن تقايض به في المفاوضات مع قوى العدوان بعدد كبير من أسرانا الأبطال.
2- أن رجب من أهم قادة الحروب الست على صعدة وشارك وفيها باندفاع كبير وكان حريصاً على القضاء على كُـلّ أنصار الله لو استطاع، وممن كان له دور في سقوط مئات الشهداء وتدمير مئات المنازل.
3- أنه كان من أهم القادة العسكريين في النظام السابق ومن أهم قادة شرعية الفنادق وممن أجرم بحق وطنه وشعبه، ومع كُـلّ ذلك فلم تعد هذه الأسباب وغيرها ذات أهميّة عند قيادتنا بعد وصول قبائل أبين؛ لأَنَّ نظرتها وتقديرها للأمور ترتكز على مبادئ المشروع القرآني وعلى القيم الأخلاقية والإنسانية؛ ولأنها تقدم المصلحة الوطنية على كُـلّ المصالح، وتحمل مشروعاً قرآنياً ووطنياً يهدف إلى بناء الأُمَّــة لا هدمها، ويرتكز على الصفح والعفو وعلى تعزيز الإخاء والوحدة، ويدعو إلى الاعتصام بحبل الله والالتفاف حول المصلحة الوطنية الجامعة وإلى الاصطفاف ضد الأعداء الحقيقين للوطن وللشعب وللأُمَّـة بأسرها، أيضاً قيادتنا تنظر إلى الأسرى من زاوية إنسانية، وتسعى لتعزيز الروابط الاجتماعية وكلّ ما يوحِّدُ الصف، كما أنها تتصف بالحلم والشهامة، وهاتان الخصلتان من أبرز خصائص الهُــوِيَّة الإيمَـانية التي تميزها، وبالتالي يستحيل أن تعتذرَ عن تلبية مطلب الوفد، وقد أشرت إلى ذلك على صفحتي بتويتر حينما وصل وفد القبائل إلى صنعاء بتغريدة قلت فيها لقد قصدوا قيادة لو طلبوا منها ألف أسير لما رجعوا إلا بهم؛ فهي بحق كما قال الشاعر بسام شانع: “أعظم قيادة فوق سطح الكوكب وأعز وأكرم قوم في المعمورة”، وهذا هو الفرق بينها وبين أحقر وأنذل قيادة فوق سطح الكوكب ومرتزِقتهم الذين لو قصدهم وفد قبلي لإطلاق أسير لاعتقلوهم ونكّلوا بهم واعتبروهم أسرى.