أمريكا تعيثُ في الأرض فساداً
موقع أنصار الله ||مقالات ||د. فؤاد عبدالوهَّـاب الشامي
من خلال متابعة الموقف الأمريكي من الحروب الرئيسية في الوقت الحالي، وهي: العدوان على اليمن، والحرب السودانية، والحرب الأوكرانية، سوف نجد أن أمريكا هي من تغذي هذه الصراعات، وتعمل على إطالة أمدها، وكلما بُذلت جهود دولية أَو إقليمية لإطفائها عملت على إشعالها من جديد.
إذا نظرنا إلى العدوان على اليمن فسوف نجد أنه أُعلن من أمريكا، وهي من قدمت المعلومات الاستخبارية والخدمات اللوجستية اللازمة لهذا العدوان؛ حتى يستمر وينجح في تحقيق الأهداف التي رُسمت له، ومع مرور السنين تراجعت القدرة على الحسم لدى دول العدوان؛ ما اضطرها إلى البحث عن مخرج من مستنقع اليمن، فتم تقديم مبادرات أممية وإقليمية لإنهاء العدوان، وبعد حوارات عديدة توصلت صنعاء إلى تفاهمات مع الرياض؛ لتنفيذ هُدنة، ومن ثم تجديدها على شروط صنعاء، وعندما رأت أمريكا اتّفاقَ السلام في اليمن يلوحُ في الافق سارعت بإرسال ممثِّلِها ليندركنيغ إلى المنطقة؛ لإعاقة تنفيذ هذا الاتّفاق، دون مراعاة للظروف السيئة التي يعيشها 30 مليون يمني، ومتجاهله رغبة حلفائها في السلام، وواضعة نصب عينَيها مصالحها فقط.
وأما القضيةُ الثانيةُ: فهي حرب الإخوة في السودان؛ فالأطراف المتحاربة ولاؤهم الكامل لأمريكا و”إسرائيل”، ولديهم الاستعداد لتنفيذ التوجيهات الأمريكية إذَا قضت بوقف الحرب، ولكن رغبة أمريكا بالانفراد بالسودان والاستفادة من موقعه ومن ثروته الهائلة جعلها توعزُ إلى الأطراف المعنية بإشعال حرب جديدة في المنطقة، على أن تكون نتيجتها النهائية إخراجَ روسيا والصين من السودان؛ ليكون صاحب الأمر والنهي في شؤونها أمريكا وإسرائيل فقط ودون منافس.
وإذا ما تطرقنا إلى حرب أُوكرانيا فسوف نجد أن السبب الرئيسي لإشعال هذه الحرب هي أمريكا التي رفضت الاستماعَ إلى مخاوف روسيا الأمنية؛ نتيجةَ توسع حلف الناتو في أراضي أوكرانيا، وبعد مماطلة في تنفيذ اتّفاق (منسك) الذي وقع بين روسيا وأوكرانيا برعاية أمريكا استمرت عدة سنوات، اضطرت روسيا لإرسال قواتها إلى الأراضي الأوكرانية، وكلما تقدم طرفٌ بمبادرة لوقف الحرب اعترضت أمريكا، وكلما شعرت أمريكا أن روسيا على وشك تحقيقِ نصر حاسم يُنهِي الحرب أرسلت الأسلحةَ والأموال إلى أوكرانيا؛ لمساعدتها على الصمود في وجه روسيا، وبذلك يمتد أمد الحرب، ولن تنهي أمريكا الحرب إلَّا إذَا حقّقت أهدافها.