الرئيس لعدوٍّ مراوغ.. رسائلُ باليستية وتحذيراتٌ جدية
موقع أنصار الله ||مقالات || منير الشامي
رسائلُ قوية لدول تحالف العدوان من الرئيس المشاط، خلال لقائه الممثِّلَ الأمميَّ في اليمن، هانس غروندبرغ، مؤخراً، وبكل قوة ووضوح يثبت للقاصي والداني أن قرارَ صنعاءَ بيدها وحدَها، وأن لديها من العزيمةِ والشجاعةِ والقدراتِ الحربية ما يكفيها لمواصَلة الحرب لخمسه عقود قادمة وأكثر؛ ما يعني أن تصريحاته رسائلُ تحذير جديةٌ لنظام الرياض ولأمريكا وبريطانيا، ودعوة لهم بالجنوحِ إلى سلامٍ حقيقيٍّ، وتأكيدٌ عن جهوزية صنعاء التامة لاتِّخاذ قرار التصعيد، في حال عدم مبادرة الرياض ومن يتحكم في قرارها للمضي نحو سلام حقيقي.
جولةُ المفاوضاتِ الأخيرة في صنعاء بين وفدنا الوطني والوفد السعوديّ برعاية عُمانية، تم التوصلُ فيها إلى تفاهمات وُصفت بالإيجابية، وتم الاتّفاق فيها على مواصَلة التفاوض بعد إجازة عيد الفطر إلا أن الرياض تقاعست عن مواصلة اللقاءات التفاوضية بعد زيارة المبعوث الأمريكي لها أواخرَ شهر رمضان، واكتفت بنشر عبارته الكاذبة “مطالب الحوثيين مستحيلة” في الصفحة الأولى بصحيفة عكاظ.
وذلك ما يؤكّـد أن الأوامر الأمريكية وصلت الرياض عبر المبعوث الأمريكي بإيقاف المفاوضات التي ترعاه؛ ما دفع الرئيس المشاط إلى كشف الحقيقة كاملةً للممثل الأممي بصراحة مطلقة، ومحذراً من عواقب عودة التصعيد، الذي بات الخيارَ الأقربَ لقيادة صنعاء خُصُوصاً والمعاناة التي يعيشها الشعب اليمني لم تتغيّر، بل تزيد تفاقمًا؛ وهو ما لن تقبله قيادة صنعاء، ولن تقبل أَيْـضاً البقاءَ في حالة اللا حرب واللا سِلم أكثرَ مما مضى والشعبُ يعيشُ أسوأ كارثة إنسانية حدثت في العالم للعام التاسع على التوالي.
إصرارُ معرقلي السلام على إبقاء الشعب اليمني في هذا الوضع قد ضاعف قناعةَ الشعب اليمني بأن حقوقَه الإنسانية والحرية والاستقلال لن تأتي أبداً من طاولة المفاوضات، في ظل تبعية نظام الرياض للأمريكي والبريطاني، بل سينتزعها بخيار الصمود والمواجهة، وأن خيارَ التصعيد أصبح أكثرَ قُربًا من خيار المفاوضات العقيمة؛ فالرياض لا تملك قرارها وليس بيدها، بل بيد الأمريكي الذي يتحَرّك لإفشال أي تقارب يتم التوصل إليه بين صنعاء والرياض؛ وهو ما يدفع نظام الرياض إلى المماطلة والتسويف وعدم الوفاء بما تم الاتّفاقُ عليه في كُـلّ جولة مفاوضات؛ إرضاءً للأمريكي والبريطاني وتنفيذاً لتوجيهاتهما في عرقلة التوصل إلى اتّفاق حقيقي لسلام شامل.
وطالما أن نظام الرياض مستعدٌّ للتضحية بأمنه ومصالحه تقرُّبًا وزلفى للأنظمة المستكبرة فَــإنَّه بموقفه هذا يدفع قيادة صنعاء للمضي في خيار انتزاع الحقوق بالطرق التي قد ذاقوا طعمَها من قبلُ.