السيد القائد: جاهزون لكل الاحتمالات وسنتخذ الإجراء العسكري لإيقاف نهب ثرواتنا
السعودية ستتحمل كل الالتزامات الناتجة عن العدوان
أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن العدوان على بلدنا فشل ولم يصل إلى تحقيق هدفه، ومتاح أمامه أن يتوقف وأن يخرج السعودي والإماراتي بطريقة منصفة وصحيحة.. مضيفا أن المطلوب هو وقف العدوان وإنهاء الحصار والاحتلال ومعالجة ملفات الحرب فيما يتعلق بالأسرى والتعويض وإعادة الإعمار.
السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في كلمة له، اليوم الثلاثاء، بمناسبة الذكرى السنوية للصرخة في وجه المستكبرين، جدد التأكيد أن على أن الأمريكي والبريطاني لا يزال يسعى ألا يتحقق سلام حقيقي خلال تنفيذ الاستحقاقات العادلة لشعبنا العزيز فالأمريكي يريد أن يستمر العدوان والحصار وحرمان شعبنا من ثروته الوطنية، ويريد السيطرة على الجزر والمياه الإقليمية.
وأكد أن حالة العدوان مستمرة بكل أشكالها وتم تخفيف التصعيد في بعض الجوانب لتستمر المؤامرات بأشكال متعددة.
وقال السيد : ليسمع كل العالم، استمرار حالة الاستهداف لبلدنا معناه أن نستمر في التصدي لهذا العدوان بكل ما نملك بعون الله فالمسؤولية علينا جميعا قائمة في أن نبذل الجهد وأن نواصل جهادنا في التصدي لأعدائنا ومؤامراتهم.. موضحا أنه لا يمكن أن يبرر لنا أحد استمرار الحصار والاحتلال والتمنع عن الخروج الصحيح من العدوان على بلدنا.
وأضاف : ما إن بدأت المساعي العمانية بالوصول إلى بوادر حلول معينة ، يأتي السعودي ليتحدث عن نفسه كوسيط، وهذه نكتة فكل العالم يعرف أن الذي أعلن نفسه قائدًا للتحالف في الحرب على بلدنا هو السعودي، فلماذا يحاول أن يقول إنه وسيط؟.
وجدد التأكيد على أن السعودية ستتحمل كل الالتزامات الناتجة عن هذا العدوان وإذا أرادت السلام فلتتحمل التزاماته .. وأضاف” بقدر ما أعطينا مساحة لجهود الإخوة في عمان، لكن لا يمكن أن نستمر إلى ما لا نهاية فيما يظن الآخرون أنهم يكسبون الوقت لتنفيذ المؤامرات.
وأكد أن الأعداء سيدركون عاقبتهم السيئة ورهاناتهم الخاطئة كما كانت في السنوات الماضية.. موضحا أن السعودي إذا كان يصور نفسه أنه يملك قرارات مستقلة، فليثبت استقلاليته في ملف اليمن وليتعامل بإنصاف .. مؤكدا أن السعودي لا يمكن أن يجلب السلام والأمن والاستقرار لنفسه ولتحقيق طموحاته الاقتصادية إلا بسلام الشعب اليمني ورفع الحصار عنه.
وشدد على أن قوى العدوان ليس لها الحق في أن تفرض هذا الحصار على شعبنا وحرمانه من ثرواته الوطنية.. مؤكدا أننا سنتخذ الإجراء العسكري أمام كل محاولة لنهب ثروات شعبنا في أي محافظة من محافظات اليمن وسنحمي ثروات شعبنا سواء كانت في البر أو البحر وليس فقط على مستوى النفط والغاز بل الثروات السيادية ومنها المعادن.
وأكد أن أي عقود مع المرتزقة والخونة لا تمثل شيئًا وهي غير قانونية ولا اعتبار لها.. مضيفا أنه لا يمكن أن نقبل أي إجراءات في ظل مؤامرات الأعداء التي يتآمرون بها على أبناء بلدنا فنحن الآن في حالة عدوان وفي المحافظات المحتلة هناك احتلال، ومن يأتي في ظل المعتدي المحتل ليرفع صوته فلا قيمة له.. وأضاف : من يرفع صوته حين يرفعه المحتل تصبح مسألته مسألة تحرك في إطار ما يريده المحتل وليس تحركًا مسؤولا من أجل شعبنا.
ولفت إلى أن ما يُعمل في إطار مؤامرات المحتل المعتدي الأجنبي لا قيمة له وليس موقفا حرًا ومسؤولا ونحن نتعامل معه على هذا الأساس.. مشيا إلى أن أعلى مسؤول في مسميات الخونة يمنعه أبسط ضابط مخابرات إماراتي أو سعودي من العودة إلى عدن ولا يعود إلا بإذنهم فإذا كان الأمر والقرار في المحافظات المحتلة للضابط السعودي والإماراتي فما بالك بالأمريكي والبريطاني؟.
كما أكد أننا معنيون بمواصلة الجهود في التصدي للعدوان والجهوزية لكل الاحتمالات في أي لحظة وأي وقت و إذا تصور الآخرون أنهم سيكونون بمنأى عن آثار وتبعات عدوانهم وحصارهم فهم واهمون.
ولفت إلى أن حجم معاناة شعبنا وحرمانه من ثرواته لا يمكن أن يستمر دون حساب، وهذه السياسة في التعامل مع بلدنا لا يمكن القبول بها.. مضيفا أن طريق السلام واضح، وموقفنا ثابت والتزامنا تجاه شعبنا وشهدائنا واضح.
وقال السيد : صرختنا في وجه المستكبرين مستمرة وكانت حاضرة في موقفنا الثابت الذي لم يتراجع في كل المراحل لا بالترغيب ولا بالترهيب وصرختنا في وجه المستكبرين منذ بداية عدوانهم كانت صرخة قوية تجسدت في موقفٍ شاملٍ في التصدي للأعداء.. لافتا إلى أن مشروعنا القرآني أقوى من أي مرحلة مضت بالرغم من كل ما قد حورب به منذ بدايته وحتى اليوم.
وشدد على أنه مهما كانت المؤامرات فنحن معتمدون على الله ومتوكلون عليه وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا.
أمريكا تتجه نجو الانحدار
وأوضح السيد أن المتغيرات الدولية توضح أن أمريكا تتجه نحو الانحدار، وأن قدرتها الاقتصادية التي تنطلق من خلالها في السيطرة على بقية البلدان بدأت تضعف شيئا فشيئا فأمريكا تواجه مشاكل وأزمات عميقة داخلها وهي أصبحت أكثر بلد عليه ديون في العالم.
وأضاف أن المتغيرات التي توثر على أمريكا تمتد تأثيراتها على العدو الصهيوني، وكيان العدو يتجه نحو مأزق حقيقي يتحدث عنه قادته.. مؤكدا أن صمود الشعب الفلسطيني ومجاهديه يزداد ويثبت حضوره وفاعليته في التصدي للعدو الصهيوني اليهودي وقد رأينا في العدوان الأخير على غزة كيف كان صمود حركة الجهاد الإسلامي والمقاومة الفلسطينية التي واجهت العدوان بقوة.
وتابع أن الجبهة اللبنانية حاضرة بقوة وعنفوان والعدو يعيش حالة الخوف منها بشكل مستمر.. لافتا إلى أن الأمريكيون في العقد الماضي سعوا لحسم المعركة في المنطقة ليتفرغوا لمنافسة الصين وروسيا ..مؤكدا أن الأمريكيون لم يتمكنوا من حسم المعركة لا في سوريا ولا العراق ولا فلسطين ولا اليمن، كما أن الأمريكي لم يتمكن من إحداث تغيير لصالحه في الجمهورية الإسلامية في إيران رغم المؤامرات التي نفذها.
وقال السيد : بعد فشل الأمريكي في المنطقة اضطر للتهدئة بشكل عام وأعطى عملاءه هامشًا على مستوى العلاقات الإقليمية.. موضحا أن الموقف السعودي والإماراتي لم يتجاوز المربع الأمريكي والبريطاني، إنما هو في هامش مسموح أمريكيًا.
المشروع القرآني برنامج عمل يبني الأمة ويواكب المستجدات
أوضح السيد أن الذكرى السنوية للصرخة مناسبة مهمة للمزيد من التعبئة ورفع مستوى الوعي بأهمية موقف الحق تجاه أعداء الله فالمناسبة ذات أهمية كبيرة لتوضيح الحقائق تجاه ما ووجه به المشروع القرآني من تشويه ومحاربة.
ولفت السيد إلى أن الصرخة هي شعار المشروع القرآني في التصدي للهجمة الأمريكية والإسرائيلية على أمتنا الإسلامية. موضحا أن التثقيف القرآني يربط الأمة بالقرآن في موقفها ويرفع مستوى وعيها تجاه أعدائها ويحيي فيها شعور المسؤولية.
وقال السيد المشروع القرآني جاء والأمة تمر بمرحلة حساسة وخطيرة في ذروة الهجمة الأمريكية والإسرائيلية بذريعة مكافحة الإرهاب وهدف الهجمة المعادية في ذلك الحين كان إحكام السيطرة التامة على أمتنا في كل شيء من بشر وأرض وثروات طبيعية.. لافتا إلى أن الكثير من الأنظمة والزعماء فتحوا المجال للأمريكي لفعل كل شيء في منطقتنا كالقواعد العسكرية وفرض السياسات الاقتصادية والتدخل في التعليم والإعلام.
وأكد أنه في تلك الفترة كان لا بد من موقف للتصدي للهجمة المعادية ولذلك أتى المشروع القرآني بالصرخة والتثقيف القرآني وبرنامج عمل يبني الأمة ويواكب كل المستجدات فمن مميزات المشروع القرآني أنه يحرك الناس في إطار تعبئة عامة، فالموقف الرسمي والنخبوي بحاجة لحشد كل الجهود الشعبية.
وأضاف السيد أن أمريكا وإسرائيل يدركون ما يعنيه الموقف الشعبي عندما يعبر الشعب عن رفضه للسيطرة الأمريكية الإسرائيلية.
وأوضح أن المشروع القرآني كسر حاجز الخوف عند الناس بعد أن كانوا يخافون من إبداء سخطهم تجاه الاستهداف الأمريكي الإسرائيلي لأمتنا، لأن حالة الخوف خطيرة فهي تكبل الشعوب والأمة عن التحرك تجاه مؤامرات أعدائها لكن المشروع القرآني كان محرِرًا من حالة الذلة التي أثرت على الكثير من الناس إلى درجة ألا يجرؤوا حتى على الكلام.
وأكد السيد أن المشروع القرآني أفشل مساعي الأعداء في ترسيخ الهزيمة في نفوس الناس، وكسر حاجز الصمت بعد أن عمل الأعداء على تكميم الأفواه.. ولفت إلى أن الشعار كسر حاجز الصمت ومساعي الأعداء لتكميم الأفواه لانهم لم يكتفوا بفرض حالة الهزيمة النفسية وانما عمليا حاولوا منع الناس عن ان يتكلموا ، وحرصوا على أن تكون الساحة مفتوحة ففشلوا.
وأضاف أن الشعار ثبت بوصلة العداء نحو العدو الحقيقي للامة لأن الأمة شهدت حربا دعائية وتضليليه فسعى الاعداء لفرض حالة السخط نحو من يمثلون عائقا امامهم نحو الأمة ويتصدون لمخططاته .
ولفت إلى أن الشعار يحصن الأمة من الاختراق ويتصدى لمسعي التطويع والموالاة، لأن ما ركز عليه الأعداء هو أن يحولوا الأمة إلى حالة التطويع فتكون منقادة لهم خاضعة لأمرهم متجهة لتنفيذ مؤامرتهم وأن تكون موالية لهم وأن توجه كل امكاناتها وجهوها لخدمتهم ومصالحهم على حسابها هي وعلى حساب حريتها واستقلالها.
وأضاف السيد أن الشعار فضح الحكومات العملية والزعماء العملاء الذين جندوا أنفسهم لخدمة المؤامرات الاسرائيلية فلم يطيقوا هذا المشروع وتوجهوا لمحاربته، كما أن الشعار كشف التكفيريين وكشف حقيقتهم فلم يتحلوا هذا المشروع وحاربوه بكل شدة .
وأوضح السيد أن من مميزات الشعار أنه في الاعتبار الشرعي في ظل مسؤوليتنا هو يمثل براءة من أعداء الله المستكبرين، و هذه مسالة هامة لان زعماء الحكومات اتجهت للولاء للأعداء والمشاركة لهم في برنامجهم ومؤامراتهم التي تستهدف المستضعفين وكلها ظلم وعدوان واجرام ..
وأشار السيد إلى أن الصرخة في عباراتها تعبر عن رؤية وموقف ، ابتداء بالتكبير الله أكبر” الذي رفعه رسول الله – صلوت الله عليه وآله – ومعه المسلمون في مقام الجهاد و الموقف من أعداء الله وترسيخ الايمان بان الله اكبر من كل شيء و هذه الروح الايمانية التي تجعل الانسان يحتقر كل الطواغيت مهما كانت امكانياتهم.
وأشار إلى أن شعار الصرخة هو موقف يعبر عن كل الأمة وليس مؤطراً في اطار مذهبي أو جغرافي او فئوي، لا في عباراته ولا في مضمونه ولا في دلالاته هو موقف عام وله فاعليته وهو مشروع ناجح وأثبت انه نهج فيه الدلائل على انه مؤثر فالانزعاج الجنوني الأمريكي تجاه الصرخة فمنذ أواخر العام الاول للصرخة وبعد نزول السفير الأمريكي الى محافظة صعدة وجه السفير بالعمل على منع الشعار بمنع الشعار وحينها بدأت الاعتقالات ومنعت الهتافات ورفع والملصقات ومنع رفع الشعار في المساجد وبدأت الاعتقالات ثم اتجهت الأمور اكثر واكثر وتصاعد مقف السلطة تبعاً للموقف الأمريكي وتصاعد الموقف كلما انتشر المشروع فانزعج الامريكي ودفع السلطة لمحاربة الشعار وسجن الهاتفين بالشعار وفصل الموظفين .
وأضاف السيد أت الأمريكي دفع أيض بالسلطة للحرب والدمار والعدوان الشامل الذي استهدف المناطق والقرى التي ينطلق في اطارها هذا المشروع بالرغم من عدم وجود اي مبرر قانوني تستند اليه السلطة.
وأوضح أن الأمريكي كان منزعجا من الشعار ودفع السلطة آنذاك للمواجهة أكثر فأكثر، فتصاعد الموقف الرسمي تبعا للموقف الأمريكي فالسلطة في ذلك الحين كانت مطمئنة بأنها تحظى بغطاء أمريكي على كل جرائمها والسفير الأمريكي كان يطلب من الكل أن يواجهوا المشروع القرآني.
كما أكد أن المكبرون والرافعون لشعار الصرخة لم يكن لديهم أي دعم دولي ولا إقليمي بل تحركوا بإمكاناتهم البسيطة جدا فهم كانوا يعيشون أقسى الظروف المعيشية.. موضحا أن السلطة آنذاك ارتكبت جرائم وحشية بحق كل من يرفع الشعار وكانت مطمئنة للغطاء الأمريكي.
وقال السيد: فشلت كل الجهود في القضاء على المشروع القرآني العظيم، بل كان يزداد صلابة ويحقق الانتصارات إلى أن وصل إلى المستوى الذي هو عليه اليوم.
وأشار السيد إلى أن من أهم عناوين المشروع القرآني الدعوة لمقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية.. موضحا أن أهم ما في المقاطعة أنها توقف دعم العدو بالمال فهو يستفيد مما تقدمه له الأمة من أموال هائلة.. لافتا إلى أن المقاطعة هي عامل بناء للأمة عندما تتجه للإنتاج بدلا من الاعتماد على ما يأتيها من الأعداء، وهذا الأمر يساعدها على بناء واقعها الاقتصادي.
وأكد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن كل الأحداث والوقائع شهدت بصوابية المشروع القرآني سواء بالمتغيرات داخل الأمة أو خارجها.. لافتا إلى أن مسار التطبيع مع العدو فضيحة كبرى وخطوة خائبة بكل الاعتبارات..
ودعا السيد القائد إلى مسيرات كبرى في ذكرى الصرخة في وجه المستكبرين .. معبرا عن أمله في أن يكون الحضور غدًا في مسيرات الصرخة كبيرًا ومشرفًا ليعبر عن موقف شعبنا تجاه مؤامرات الأعداء فالحضور في مسيرات الغد يعبر عن ثبات شعبنا على مواقفه تجاه قضايا أمته وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.