الصرخةُ وآياتُ الجهاد والقتالِ والنفِير
موقع أنصار الله ||مقالات || مطهر يحيى شرف الدين
عند قراءتي لآيات الجهاد في سورة التوبة وما فيها من أوامر وتوجيهات إلهية ينبغي على جميع المسلمين القيام بتنفيذها يتبادر إلى ذهني شعار: “الله أكبر -الموت لأمريكا -الموت لإسرائيل -اللعنة على اليهود – النصر للإسلام”.
فيتبين من ظاهر وألفاظ ومعاني تلك الأوامر وجوب مواجهة أعداء الله بالجهاد والقتال والنفير والمقاومة والثبات، ولو لم يكن من الكافرين والمشركين واليهود إلا أنهم فاسقون ومفسدون ومستكبرون وظالمون وناكثون للإيمَـان من بعد العهود، ويشترون بآيات الله ثمناً قليلًا، ولا يرقبون في مؤمنٍ إِلًّا ولا ذِمَّةً.
ناهيك عن جرائم وانتهاكات أئمة الكفر والنفاق أمريكا وإسرائيل بحق أكثر شعوب الأرض لكفى ذلك استحقاقهم أن يبوؤوا بغضبٍ من الله وسخطه وأن تُضرب عليهم الذلة والمسكنة.
الأمر الذي يجب علينا أن ننهض بالمسؤوليات الجهادية والواجبات الدينية وأن نترجم الموقف الإلهي الصارم من أعداء الله إلى مواقف جماهيرية شعبيّة عدائية متنوعة الأساليب والمظاهر والأقوال والأفعال؛ لكي تجسد منطلقاً قرآنياً بحتاً.
ولذلك فَــإنَّه من الطبيعي جِـدًّا بل من نافلة القول أن تصاحب الحروب والصراعات في الميادين عناوين وشعارات معبرة عن المواقف والتوجّـهات، فحين يأمرنا الله سبحانه بالجهاد والقتال والنفير ضد من يرون أنفسهم الأقوى والأكثر هيمنةً وإمْكَانيات وقدرات على هذه الأرض فلا بدَّ مع ذلك أن يكون هناك حضور للشعارات التي تُعبر عن عظمة الله وجبروته وأن ما في الأرض وكلّ ما في الوجود لا يساوي شيئاً أمام قدرة الله وملكوته، كما تعبر أَيْـضاً عن دونية وصغار وانهزام العدوّ.
فمن تعتبر نفسها وصية على شعوب العالم وهي أمريكا يجب عليها أن تدرك وتعي أن سياستها الاستعبادية في المنطقة لم تعد تُجدي مع وجود الأحرار ضمن محور مقاومة الاستكبار العالمي الذين استبصروا بنور الله وأصبحوا أعزاء بعزة الله وأقوياء بقوة الله.
إذاً وَنحن نواجه جبروت وقوة المخلوق الذي يهيمن ويسيطر ويسعى في الأرض فساداً وحصاراً وَتحريضاً وقتلاً وتدميراً وإجراماً ماذا يجب على الأُمَّــة الإسلامية إزاء ذلك، وما هي المسؤوليات والمواقف التي يجب عليها أن تتخذها!
هل تظل معقودة اللسان ومكتوفة الأيدي؟ هل عليها أن ترفع شعارات وعناوين تعبر عن الانبطاح والاستسلام؟ أم عليها أن تظل في سباتٍ وفي غفلةٍ وحياد؟ أَو أن تتعامل مع عدوها بنعومة ولين وذلة إرضاءً للعدو أَو خشيةً منه! وهي التي أراد الله لها أن تكون خير وأسمى وأجل أُمَّـة أخرجت للناس.
فأين نحن من أوامر الله لنبيه -صلوات الله عليه وآله- في قوله سبحانه: “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ”، وقد ذُكرت هذه الآية في القرآن الكريم مرتين بذات اللفظ والمعنى.
وأين نحن من قوله تعالى: “أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ”، وقوله سبحانه: “مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ”.
إذَاً الله سبحانه يريدنا أن نتعامل مع العدوّ بغلظةٍ وشدة، وأن نظهر العزة والنصرة للإسلام والمسلمين، يقول سبحانه: “قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً”، ويقول سبحانه: “وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ”، ويقول: “وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ”، ويقول تعالى: “قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ولا يَدِينُونَ دِينَ الحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ حَتّى يُعْطُوا الجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وهم صاغِرُونَ”، والمقام هنا لا يتسع لذكر كُـلّ آيات القتال والجهاد والنفير في سبيل الله.
ولذلك وبعد أن نقرأ ماذا يريد الله منا دون أن نلقي بالاً أَو اهتماماً لذلك حتى بصرخةٍ تجسد ما يجب أن يكون عليه أبناء الأُمَّــة من عزةٍ وشدةٍ وَعلوٍ وشموخ، وما يجسد قوة الله وجبروته وعظمته، وما يظهر مشاعر العداء ضد أعداء الله الصاغرين، فما هو البديل إذَاً وماذا يمكن أن نقول؟ وما هو الموقف الآخر الذي يرضي من له رأي آخر من الذين لا يزالون في غَيَابَةِ الجُبِّ، ويظنون أن أمريكا وإسرائيل ليست عدواً للدين الإسلامي وللأُمَّـة الإسلامية وأنها تعمل على إفشاء السلام في العالم وأنها حامية الحقوق والحريات!.
فيا من سكتم وآثرتم الحياد دون أدنى موقف يترجم توجيهات الله، وبما أنكم في موقع المتفرج الصامت على جرائم ووحشية أمريكا وسياستها الاستعبادية الخبيثة، فلتحتفوا ولتهنؤوا بأمريكا وسياستها ولتصمتوا على جرائمها ووحشيتها لتكونوا من الصاغرين ومن الذين يكتمون الشهادة ولا يريدون إزهاق الباطل ولا ينتصرون للحق الأبلج فينطبق عليكم قوله سبحانه: “وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللَّهِ، وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ”، ويقول سبحانه: “وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ”.