رسالةٌ إلى ضاحي
موقع أنصار الله ||مقالات ||عبدالمنان السنبلي
عفواً ضاحي:
لا تحدثني عن فتوحات الماضي البعيد..
لا تحدثني عن القادسية واليرموك وبلاط الشهداء وعمورية وحطين وعين جالوت..
لا تحدثني عن فتوحاتٍ، لو أفنيتم أعماركم كلها مراجعين ومدققين في دفاترها، لما أصبتم لكم فيها نصيباً أَو سهماً واحداً..
حتى لو ادعيتم غير ذلك..
وحتى لو اختلقتم لكم تاريخاً من العدم.
ذلك أن لكُلٍّ تخصصه..
وتلكم الفتوحات أصلاً لم تكن من تخصصاتكم.
ولن تكون من تخصصاتكم أبداً.
لذلك لا تحدثني عنها..
وحدثني فقط عن ما يتناسب وتخصصاتكم من الفتوحات والمغامرات..
حدثني مثلاً عن فتوحاتكم ومغامراتكم في شواطئ أُورُوبا وتركيا وبيروت وشرم الشيخ..
وعن آخر الفتوحات في دبي..
أخبرني عن أول قنينة ويسكي فتحت
وآخر قارورة ويسكي فتحت أَيْـضاً..
أخبرني عن أفخم ملهىٌ ومرقصٍ ليليٍ افتتحت..
وعن عدد المراقص والملاهي والبارات والحانات التي دانت وخضعت لكم جميعاً..
أخبرني عن ليالي رأس السنة..
وعن حكايا وخبايا اختلاط اللحم الحرام باللحم الحرام..
وعن بابا نويل..
وعن قصة اقتياده والمجيء به إلى دبي؟!
أخبرني عن فتحكم لأبواب التطبيع وانفتاحكم الكامل على الكيان الصهيوني..
وعن فتح سفارة لكم هناك..
وعن صلاتكم عند حائط المبكى..
أخبرني عن افتتاحكم الكنائس والمعابد..
وعن احتفالاتكم الموسمية بأعياد الفصح والكريسمس..
أخبرني وحدثني عن كُـلّ أَو بعض من فتوحاتكم ومغامراتكم العظيمة هذه، والتي لا أرى أحداً يشبهكم فيها من العرب إلا قليل..
ولا تحدثني –يا ضاحي– عن بطولات وفتوحات عمرو بن معد كرب الزبيدي مثلاً أَو خولة وضرار ابني الأزور أَو مالك الأشتر أَو عبدالرحمن الغافقي أَو السمح بن مالك الخولاني أَو الحاجب بن أبي عامر المنصور المعافري أَو غيرهم من أُولئك العظماء حتى لا تصيبك الصدمة حين تعرف أنهم كانوا جميعاً يمنيين وليس إماراتيين..
قللك فتوحات إماراتية.. قال!