مفهوم الولاية وفق الرؤية القرآنية

الولاية في مفهومها العام ليست مجرد فكرة خاصة أو صناعة مذهبية صنعتها طائفة معينة من أبناء الأمة. بل هي حالة قائمة في واقع البشرية، حتى خارج الساحة الإسلامية والغريب في الأمر هو الحساسية الزائدة، تجاه الولاية حسب ما قدمها القرآن الكريم فحالة الولاية حالة قائمة لدى أي طائفة في هذه الدنيا فلا يوجد فئة في هذا العالم من أبناء البشر إلا ولها ارتباط بجهة معينة ولديها رموزا معينين تقتدي بهم، وتستلهم منهم تعاليمها وتوجيهاتها، وتقدس ما يقدم من جانبهم من آراء ومن أفكار، وهذا شيء قائم حتى في خارج الساحة الإسلامية بين اليهود والنصارى والوثنيين وكل البشر هم على هذا الأساس.

إن من المهم تناول الحديث عن الولاية  بحسب ما قدمها القرآن الكريم في الآية القرآنية: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56)} [المائدة : 55 – 56] ثم في النص المرافق لها في حديث النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) وبلاغه (صلوات الله عليه وعلى آله)، نص يمكن أن نقول: نص نبوي تواءم مع النص القرآني، يعني مترابط كل الترابط مع النص القرآني.. وعلى صلة وثيقة بالنص القرآني ومتشابه معه في التسلسل: ((إِنَّ اللهَ مَوْلَايَ وَأَنا مَوْلَى المؤمِنِيْنَ، أَوْلَى بِهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِم، فَمَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيُّ مَوْلَاهُ))، كذلك ((اللَّهُمَّ وَآلِ مَنْ وَالَاهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، وَاخْذُل مَنْ خَذَلَهُ)) في مقابل {فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56)} [المائدة: 55 -56].

معنى ولاية الله تعالى من خلال قوله جل شأنه {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ}

ولاية الله هي ولاية شاملة، فالله هو ولي هذا الكون، وهو ملكه، وخالقة وفاطره ومالكه ومنشئه ومكونه وبارئه، لا شريك له في ذلك، ولا يملك أحد غيره في هذا الكون مثقال ذرة في السنوات ولا في الأرض ولا في أي جزء من هذا العالم.

فله جل شانه هذه الولاية أولاً أنه المالك في هذا الكون، وله ولاية الألوهية؛ لأنه هو وحده في كل هذا العالم المعبود بحق. لا معبود بحق إلا هو، وهو –حصرياً-يمتلك حق العبادة من كل الكائنات الفاهمة الواعية في هذا الكون، وله الملك على كل ما فيها من حيوان وجماد وغير ذلك. وله ولاية الربوبية، لأنه وحده رب السنوات والأرض وما بينهما رب العالمين، والجميع في هذا العالم بلا استثناء إنما هم عبيد له، وملك له ولا يوجد أحد يخرج عن هذه القاعدة، لا من الملائكة ولا من الأنبياء ولا من البشر ولا من الجن ولا من أي كائنات في هذا الكون وفي هذا العالم، الكل مربوبون والكل عبيد وهو جل شانه رب العالمين المالك لهم، المربي لهم المهيمن عليهم، فهو جل شأنه له ولاية الربوبية.

وبتني على هذا أنه جل شأنه الملك لهذا العالم، ملكوت السموات والأرض كله بيده. تحت سلطانه وتحت أمره وقهره، وهو المهيمن عليه بكله؛ ولذلك هو جل شأنه المدبر لشؤون السموات والأرض، فله –أيضاً-ولاية التقدير القائم، المستمر الذي هو فيه مستمر كما يعبر في القرآن الكريم: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الأعراف: 54] لم يخلق هذا الكون ثم يتركه هناك، ويبقى متفرجاً عليه إلى أين يتجه وماذا يحصل فيه!! بل هو متصرف فيه على الدوام، حي قيوم حسب التعبير القرآني، حي قيوم قائم على الدوام بلا انقطاع بتدبير وتصريف شئون هذا الكون بكل ما فيه.

يحيي ويميت يخلق ويرزق يعز ويذل وهكذا، تصرف شاملٌ {يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ} [الزمر: 5]، {يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ} [الحج: 61]، تصرف مستمر لا ينقطع في تدبير شئون هذا الكون وهذا العالم، فهو جل شأنه الملك الذي لم ينقطع ولم يتوان أبداً ولا لحظة ولا طرفة عين في تدبير شئون هذا الكون، يرعى فيه مصالح مخلوقاته بكلها بأجمعها، ويحكم هذا الكون في الولاية التكوينية، وهو مكون هذا الكون بسننه التي لا يمكن أن يخرج عنها شيء في هذا الكون أبداً.

ولاية الله تعالى وامتداداتها وفق ثقافة الغدير

كيف ننظر في ساحتنا الإسلامية إلى الولاية الإلهية في امتداداتها الأخرى، (امتداد الهداية، امتداد التشريع، امتداد الإرشاد والتوجيه للعباد) في ساحتنا البشرية.

تتفاوت النظرة الى امتدادات الولاية وتختلف من فئة الى أخرى من فئات المسلمين ويمكن تصنيفها الى ثلاثة اتجاهات كالتالي:

الاتجاه الأول: في العالم الإسلامي وهذا الاتجاه يعتبر أن الولاية الإلهية في الحد الأكبر هي ولاية خدمية؛ بمعنى-عندهم-أن الله سبحانه وتعالى معني بواقعنا أن يخلق وأن يرزق وأن يحيي ويميت وأن يشفي مرضانا وأن يمن علينا ويعطينا احتياجاتنا في هذه الحياة وينتهي دوره هنا دون التدخل في شؤوننا.

الاتجاه الثاني: لديهم نظرة أوسع إلى الولاية الإلهية أنها تتجاوز جانب تغطية احتياجاتنا في هذه الحياة، إلى جانب آخر وهو التشريع؛ بمعنى إنه يمكن لله جل شانه أن يشرع لنا باعتباره إلهانا، وأن يحل لنا شيئا ويحرم علينا شيئا آخر.  ولكن من دون أن يتدخل في أي آلية ضامنة للتنفيذ والانضباط ضمن شرعه ونهجه وتعليماته، فيقدمونه، أشبه ما يكون لديهم بمستشار قانوني يقول هذا جيد (سابر)، وهذا ما لا يصلح، دون ان يتدخل في آلية التنفيذ وفيما يضبط عملية التنفيذ وفيما يرعى مسار الأمة ضمن النهج الذي رسمه لها.

– كلا الاتجاهين يريان في مسألة القيام بما يعنيه أمر الأمة وتوجيه الأمة بالتوجيهات العملية والإدارية في واقع الأمة التي تبنى عليها السياسات والمسارات والمواقف وينظم على ضوئها واقع الأمة -حسب ما يرونه – إنه أمر ليس لله أي علاقة به، ولا صلة به، وإنه ينبغي الحيلولة دون أن يتدخل في الموضوع نهائياً، وإن هذا أمر إلى الآخرين، ومنشاء هذه الرؤية هو الحقد والعصبيات والجهل والعمى وخطورة هذه الرؤية تتمثل في التالي:

  • فتحت المجال للجائرين وللظالمين وللفاسدين وللمستهترين لأن يأتوا هم فيتبوؤوا هذا المقام، ثم لا ذاك بقي الذي هو الشرع في أحكامه وفي منهجه على حسب ما يفترض أن يكون قائما في واقع الأمة، ولا المشروع الإسلامي في أبعاده الأخرى وجوانبه الحضارية والتربوية وشؤونه الواسعة المرتبطة بطبيعة الدور العالمي المفترض لهذه الأمة، كل هذا وذاك ذهب ضائعاً.
  • هذه الرؤية أتاحت المجال وقدمت التبرير والشرعنة لأن يكون المعني بإدارة شؤون الأمة الإسلامية من هب ودب فالمعيار هو ان يتمكن من الاستحواذ على واقع الأمة بقوة السلاح وإغراء المال، وليكن كيف ما كان. (جاهلاً أو جائراً أو فاجراً أو ظالماً) ولا يمتلك أي معرفة، دينية أو غير دينية، ويكون في نفس الوقت إنسان متسلط، جبار، لا يمتلك الرحمة ولا الرأفة، وليس لديه أي مشروع للأمة نفسها، مفهوم الولاية عنده التسلط على الناس، وممارسة حالة التسلط بما يرتكبه من مظالم وجرائم، وما يجمعه من ثروات وفي نفس الوقت هم يوجبون على الأمة كلها أن تطيعه شرعاً، وتصبح طاعته عملاً إيمانيا وعباديا وقربة إلى الله سبحانه وتعالى، وأمرا يجب التسليم به، والخضوع والتقبل له..
  • هذه الرؤية الغريبة مثلت إساءة بالغة إلى الإسلام؛ فقد جعلت الإسلام مطية للجائرين والجاهلين والفاسقين والظالمين والطغاة الذين ظلموا الأمة، وعبثوا بها وأفقدوا الإسلام قيمته في مشروعه الحضاري، وفي مشروعه التربوي، وأثره العظيم لإقامة العدل في الحياة.
  • هذه الرؤية هي من جعلت العدل أمرا هامشيا وكأنه ليس من مطالب ومقاصد الإسلام، وقدموا صورة مختلة جداً عن المشروع الإسلامي كمشروع للحياة.
  • هذه الرؤية تمثل الكهنوت بكل ما تعنيه كلمة!! الكهنوت؛ لأنها أعطت سلطة مطلقة لا ترتبط بضوابط ولا بقيم ولا بمبادئ للطغاة والجائرين، وأعطتهم شرعية دينية في ذلك، وكأن الله سبحانه وتعالى العظيم العزيز والحكيم والعدل قد أعطاهم الشرعية والصلاحية الكاملة لفعل كل ذلك، في مقابل أن تخضع الأمة لهم. هذا هو الكهنوت!! الحالة التي كانت قائمة لدى الغرب في أوروبا في القرون الوسطى في سلطة الكنيسة التي كانت عبارة عن ناس، يتصرفون برغباتهم ومزاجهم وأهوائهم، وعلى أساس أن لهم سلطة وشرعية دينية، والآخرون عليهم أن يطيعوهم.

 

  • الاتجاه الثالث: من يحملون ثقافة يوم الغدير بحسب النص القرآني وهي ثقافة تقدم رؤية مختلفة وإيجابية وبناءة وعظيمة، ولا يفترض النفور منها، الذي يفترض أن تنفر الأمة منه هي الرؤية التي ينتج عنها تمكين الطغاة والظالمين والجائرين والجهلة، الذين لا يمتلكون أي معايير أو أي مؤهلات لأن يتربعوا على عرش الأمة، وأن يتدخلوا في كل شؤون الأمة.
  • ما ينبغي النفور والاشمئزاز منه هي هذه الرؤية العقيمة!! التي ألحقت الأضرار الفادحة بالأمة عبر التاريخ، وأوصلت الأمة الإسلامية أن كانت في أزهى عصور الدنيا أكثر الأمم غبناً وجهلاً وتخلفاً وضعة وسقوطاً وتبعية للأمم الأخرى، إذا فهذه الرؤية الغريبة التي يفترض النفور منها، والاشمئزاز منها، والانتقاد لها والاحتجاج الشديد عليها بأشد ما يمكن أو يكون من العبارات والمواقف.
  • الرؤية القرآنية وفق ما رود في سورة المائدة والتي كانت من آخر السور نزولا في القرآن الكريم، وفي الآيات التي كانت من آخر الآيات التي نزلت في سورة المائدة ومن هذا النص {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ} [المائدة: 55]، ولاية الله مثل ماهي، ولاية الملك الحصري لهذا العالم بكله، وولاية الألوهية وولاية الربوبية هي أيضاً ولاية تشمل واقعنا نحن البشر، فنحن عبيده مفطورون ومخلوقون ومربوبون له، هو ربنا وملكنا وإلهانا، وأوجدنا لهدف ولمشروع ولدور.
  • ولاية الله تمتد الى الجانب التشريعي، فهو الذي يمتلك الحق جل شأنه أن يقول لنا هذا حرام وهذا حلال؛ لأننا ملكه، وما بين أيدينا كله ملكه، ثم هو جل شأنه الذي له الحق؛ لأنه الحكيم العليم الخبير الرحيم القوي العزيز الذي له الحق أن يتخذ أي قرار شاء، وإذا اتخذ قراراً ما أو أمراً ما فباعتبار عزته وحكمته ورحمته، ليس مجازفة وليس عن جهل، وليس عن تصرف غير حكيم أو عشوائي أو غير ذلك، لا. فإذا له ولاية علينا في التشريع في أن يحل لنا وأن يحرم علينا، وأن يفرض علينا وأن يوجب علينا ما نعمل وينهانا عما ينبغي أن ننتهي عنه إلى غير ذلك.
  • له علينا ولاية الرعاية والتدبير يرعى شأننا، في تدبير أمورنا في إدارة أمورنا، وتمتد ولايته إلى جانب الهداية والإرشاد وهو جل شأنه من يقول في كتابه: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 257]، {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} [البقرة: 257].
  • النور والظلام كلاهما عبارة عن مفاهيم. عن عقائد عن أفكار عن تصورات وعن مشاريع عمل، فإما أن تكون الحالة الظلامية: مجموعة من الأفكار والمعتقدات التي تبنى عليها توجهات، وتبنى عليها أعمال وتبنى عليها مواقف، يبنى عليها مسار حياة، وإما أن تكون تلك الحالة الأخرى حالة النور كذلك، مفاهيم أفكار تعليمات، توجيهات. تبنى عليها توجهات، تبنى عليها حتى المشاعر النفسية، وتبني –أيضاً-عليها مشاريع عمل.
  • النور عبارة عن مشروع ومنهج في هذه الحياة؛ فيه المعتقدات فيه التعليمات. فيه التشريعات فيه التوجيهات، هو مسار حياة مرتبطة بواقع حياتنا في كل شؤننا، والحالة الظلامية هي مجموعة من الأفكار الظلامية الخطيرة جداً، السيئة جداً التي هي أباطيل وضلالات التي تنحرف بالبشرية عن المسار الصحيح الذي يوصلها إلى رضوان الله ويحقق لها الدور الذي تشرف به وتسموا به في هذه الحياة، وتؤدي من خلاله دورها في استخلافها في الأرض ومسؤوليتها في الأرض على أرقى مستوى.
  • عملية الإخراج من الظلمات إلى النور، تتم من خلال إرسال الله إلى عباده رسلاً، يأتون بهذه التوجيهات والتعليمات من الله سبحانه وتعالى، في كتب يأتون بها يترافق مع ذلك الدور العملي المباشر مع ما يقدمونه ومع ما يبلغونه.
  • الرسل والكتب هما الثنائيان المتلازمان لمشروع الهداية الإلهية؛ لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، تجمع وتأتي تلك المفاهيم. تلك التعليمات تلك التوجيهات المعبر عنها بالنور؛ لأنها تضيء لنا دربنا في هذه الحياة ومسارنا في هذه الحياة حتى لا نضيع ولا نتيه.
  • يأتي الرسل والأنبياء بهدي الله. بنور الله بوحي الله بكلمات الله بكتب الله، وضمن نشاط تبليغي وعملي وتربوي وحركة واسعة، يبلغون ويجاهدون ويربون ويقاتلون ويهاجرون ويعانون ويضحون ويكونون هم في آدائهم الحركي والعملي الحالة التي تجسد تلك التعاليم، تطبق تلك التعاليم، تحول تلك التعاليم إلى حالة عملية وحياتية قائمة في الواقع، جهد كبير ورئيسي.
  • ليست العملية التي يكلف بها الأنبياء عملية إذاعية؛ فالشخص الذي هو مذيع، مذيع في التلفزيون أو في إذاعة،

يقوم يقرا البلاغ، ثم تنتهي مهمته.

  • الأنبياء لهم دور كبير ورئيسي ومهم جداً في الساحة العملية، فالنبي هو من يحمل هذا المشروع كمشروع حياة، ويتحرك في الساحة على أساسه، ويربي الناس على أساسه، ويفهِّم الناس من خلاله، ويغير الكثير من المفاهيم، ويحدث تغييراً كبيراً في الساحة البشرية، في العادات، والتقاليد، والمفاهيم، والتصورات، والمواقف، ويتجه بالناس ضمن مسار عملي، ومشروع حياة يتحرك فيه.
  • الرسول مرتبط بشكل كبير ورئيسي ومحوري بتلك التعليمات، يكون هو أول من يفهمها، من يستوعبها من يؤمن بها من يـتأثر بها من يجسدها من يطبقها من يلتزم بها من يمثل القدوة في أدائها من يرعى في النشاط العملي في الواقع البشري العمل على إقامتها، وتوجيه الناس في إطارها، وتحريك الناس من خلالها، وتفهيم الناس بها حتى لا يفهمها الفهم الخاطئ أو الفهم الناقص أو الفهم القاصر وكذلك المواجهة على أساسها.
  • يأتي من يعارض هذه التوجيهات، ومن يحارب هذه التعليمات ويتصدى لهذه المفاهيم، ويناقش ويجادل ويسعى لإبطالها وإنكارها والتكذيب بها أو العمل بطريقة أخرى.
  • إذا فشلت حالة التكذيب وفشلت حالة الرفض لها والتصدي لها والإنكار لها جملة وتفصيلاً وانتصرت هذه الرسالة الإلهية بما فيها من مضامين. من توجيهات. من تعليمات من مفاهيم من توضيحات. من أفكار من تصورات. من عقائد بالنسبة لنا تصبح هكذا حالة قائمة في واقعنا.
  • تأتي تحديات ومخاطر أخرى احتوائية من جانب المبطلين عملية تحريف المفاهيم إما من خلال افتراء نصوص جديدة تضاف وتحسب وإما من خلال تحريف للمعاني التي حملتها النصوص المقدمة للأمة والتوضيحات المقدمة للأمة في كتب الله، وفي حركة أنبياء الله ورسل الله.
  • الخلاصة هي أن عملية إخراج الناس من الظلمات إلى النور ضمن الولاية الإلهية. تعني أن جانباً رئيسياً من مفهوم الولاية الإلهية مثلما هو خلق، مثلما هو رزق، مثلما هو أحيا وأمات، مثلما هو يدبر شؤون هذا الكون على نحو مستمر في حركته الكبرى؛ حركة النجوم وحركة الأقمار وحركة الشمس وحركة الأرض، وما في الأرض من كل التصرف الإلهي في الإحياء والإماتة والخلق، وكل العملية التكوينية والتدبيرية الواسعة جداً في هذا الكون؛ جانب آخر من جوانب ولايته هو هذا الجانب، {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} [البقرة : 257].هذا المشروع يقوم عليه الأنبياء، يؤدون دورهم.

ولهذا {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ} [المائدة: 55] يرعاكم رعاية شاملة، رعاية الملك والتصرف، رعاية الألوهية، رعاية الربوبية، رعاية التشريع، رعاية الهداية، رعاية النصر، رعاية التأييد، رعاية شاملة تشمل كل نواحي ومناحي حياتكم، ورسوله امتداد لهذه الولاية في واقعها البشري، من خلال حركة الرسل والأنبياء في تبليغ هدي الله وتعليمات الله ومنهج الله سبحانه وتعالى.

خلاصة الولاية وامتداداتها

  • ولاية الله هي ولاية الاله الذي نعبده ولاية الألوهية كالاه لنا ولاية الربوبية كرب لنا نؤمن به نعبده نخضع له نطيعه نثق به نتوكل عليه
  • ولاية الهداية هو الهادي الذي يهدينا يأمرنا ينهانا يبصرنا يعلمنا يختار لنا من يرشدنا ويزكينا ويعلمنا ويوجهنا ويصطفي لنا الأنبياء ويختار ويؤهل لنا أعلام الهدى ويرسم لنا معالم الصراط المستقيم.
  • وولاية الله هي ولاية الملِك فالله هو رب الناس وملك الناس واله الناس نتولاه ولاية الملك الذي له الحق بالتصرف في مملكته في عبادة يأمر ينهى يشرع يقنن يفرض يحلل يحرم وهذا العالم بكله مملكته فهو الملك والمالك والخالق والرازق والمحيي والمميت وهو الذي يحدد لنا من نتولاه ويقودنا في الحياة وهو من اليه ترجع الامور.
  • وولاية الله ولاية رحمة يرحم عباده يتولاهم برعايته يؤيدهم ينصرهم يسددهم ويوجههم من منطلق رحمته بهم يريد لهم ان يكونوا أحرارا يرسل أنبياءه لتحرير الناس من العبودية للطواغيت وهذا هو جوهر الإسلام جوهر رسالة الله سبحانه وتعالي الى العباد.
  • وبالتالي فولاية الله سبحانه وتعالي من جانبنا تعني (الارتباط الشامل بالله من كل واقع حياتك في كل شانك في كل أمرك في كل واقعك في كل ظروفك في سير حياتك في تصرفاتك ورؤاك ومواقفك).
  • أما معنى التولي لله: فهو ارتباط إيماني في كل جوانبك ابتداءً من واقعك النفسي في محبتك، وفي خوفك، وفي رغبتك، وفي رهبتك فأنت تتولى الله سبحانه وتعالى بمقدار ما أنت تحبه وتخافه، وترغب إليه وبمقدار ما أنت تثق به وتطيعه وتلتجئ اليه وتلتزم بهديه سبحانه وتعالى وتسير على منهجيته وتطيع من أمرك باتباعه وهذا الذي يحدد مستوى توليك لله ليس الكلام لوحده أو مجرد الإنتماء للمسيرة القرآنية هو الذي يعبر عن مستوى توليك لله سبحانه وتعالى.

ولاية الرسول صلوات الله عليه وعلى آله

  • في مقام ما هو امتدادٌ لولاية الله ارتباطنا بالرسول صلوات الله عليه وعلى آله وولايته من موقعه في الرسالة كرسول ولي في رسالته يبلغ رسالة الله يربينا يعلمنا يهذبنا ويزكينا وهو أولى بنا من أنفسنا فنتولاه تولياً صادقاً نحبه ونعظمه ونجله يكون له في نفوسنا قداسة ومكانةٌ عظيمة وله علينا حق الطاعة فهو لا يأمر الا بامر الله ولا ينهي إلا بنهي الله وله حق الاستجابة والالتزام كذلك الإمام عليٌ عليه السلام ثم التولي لأعلام الهدى من بعده الى عصرنا الحاضر والأمام علي عليه السلام وأعلام الهدى من بعده حينما نتولاه هو الذي يؤمن لنا الارتباط بالنبي صلوات الله عليه وعلى آله ويؤمن الارتباط بالقران ويمثل الامتداد السليم والنقي والقدوة العظيمة.
  • الدور الذي يقوم به الأنبياء في إطار الحركة التبليغية، هو دور عملي يحتم الله فيه طاعتهم؛ لإنجاح ذلك المشروع، ولتحويله إلى حالة قائمة في الواقع البشري، {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ} [النساء: 64]، ليست مجرد مواعظ أو تحرير صحفي، يحرر الأخبار ويبلغها، ويذيعها.
  • قال تعالى {لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ} [النساء: 64]، {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} [الأحزاب: 6] له هذه الولاية التي هي امتداد للولاية الإلهية ضمن هذا المشروع الإلهي، يبقى هو عبداً خاضعاً لله سبحانه وتعالى، يبقى في الواقع الذي يقول فيه -كما علمه الله أن يقول-{إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ} [الأحقاف: 9] ، يعني لا يمتلك سلطة التصرف المزاجي، ولا يمتلك أن يتصرف في الناس كما يريد.
  • أي نبي من الأنبياء لا يمتلك سلطة مطلقة يتصرف فيها بمزاج أو هوى، إنما يتحرك كعبد لله سبحانه وتعالى، وهو أول المؤمنين بنهج الله، وأول المسلمين، يطبق كل الالتزامات الدينية، وعليه التزامات إضافية أكثر مما على الأمة، وهو ذلك الذي هو عبد لله. خاشع لله. خاضع لله، ملتزم بنهج الله، مستقيم على أمر الله وتوجيهات الله، فيقول: {إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ} [الأحقاف: 9]، {اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} [الأنعام: 106]، {وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ} [يونس: 109]، {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ} [هود: 112]، لا تنحرف عن هذا النهج أبداً، ويبقى هو في مقدمة المؤمنين، الأكثر التزاماً. والأكثر طاعة، والأرقى والأعظم عبودية لله سبحانه وتعالى، لا يتفرعن ولا يتجبر ولا يطغى، ولا يتكبر على عباد الله، لا. هو القدوة في التزامه الديني، القدوة في التزامه بنهج الله وشرع الله، وخضوعه لأمر لله سبحانه وتعالى، وهو في نفس الوقت الذي يحمل من مشروع الله. من نهج الله قيمه في الرحمة والحكمة وإرادة الخير للناس على أرقى مستوى، فلا أحد يصل إلى مرتبة الأنبياء في رحمتهم بالناس، في عطفهم على الناس، في حنوِّهم على الناس، في حرصهم الكبير، وأن يعز عليهم ما يلحق بالناس من ضرر، ولو أدنى ضرر.

ولاية الامام علي عليه السلام

  • المفهوم القرآني، مفهوم ثقافة يوم الولاية، يقدم الإمام علي (عليه السلام) من موقعه الذي جعله الله فيه، والذي وصل إليه بإرادة إلهية، وتربية إلهية، وتربية نبوية، بمعايير إيمانية، باعتباره في هذه الأمة بعد نبيها أرقى هذه الأمة في كماله الإيماني ومستواه الإيماني، وارتباطه بالمشروع الإلهي، من حيث العلم بهذا المشروع والمعرفة، من حيث الارتباط العملي والالتزام الحياتي لهذا المشروع الإلهي، ومن حيث الائتمان عليه، التخلق بأخلاقه، ومن حيث الالتزام بقيمه ومبادئه ويأتي -لهذا الدور-امتدادٌ لنبي الله.
  • لا يعني موت الأنبياء انتهاء المسألة وانقطاع الهداية الإلهية وانتهاء ثمرة هذا النهج الإلهي، ولا يمكن ان يغلق الله سبحانه وتعالى كل نوافذ النور، ويترك المجال للظلمة لتطغى في واقع البشرية، عندما يموت نبي من الأنبياء بل لا بد من الاستمرارية لهذا المشروع ولهذا النهج الإلهي، ما بعد النبي (صلوات الله عليه وعلى آله).
  • يأتي النص الإلهي ليقول: {وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} [المائدة: 55]، مقدماً للإمام على (عليه السلام) ضمن مواصفاته الإيمانية الراقية، ليأتي التقديم له في البلاغ النبوي في يوم الغدير ضمن تشخيص واضح بالاسم، ((فهذا علي)) وبالإشارة إليه باسمه وشخصه، ماسكاً بيده، ومقدماً له من فوق أقتاب الإبل، ((فهذا على مولاه)). كولي للأمة من بعد الرسول وامتدادا له.
  • الإمام علي (عليه السلام) يستمر في هذا الدور، ما بعد النبي (صلوات الله عليه وعلى آله)، وهو دور مهم، ودور أساسي في مرحلةٍ خطيرة لأن العادة القائمة فيما بعد الأنبياء السابقين هي حالة اختلاف بعد كل نبي من الأنبياء، وحالة نزاع بين أمته، فهل تترك هذه الأمة لتتنازع وتختلف، وتتفرق في دينها في مفاهيم هذا الدين؟! لذلك يقول ((فَمَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَهَذْاَ عَلِيُّ مَوْلَاهُ)).
  • بالنسبة لله سبحانه وتعالى كلنا متفقون على الله، والرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) نحن جميعاً متفقون عليه أنه هو محمد بن عبد الله هو رسول الله الذي أنزل الله الكتاب الكريم إليه وهو نبينا، والمسلمون متفقون على هذا ولأن المسألة مسألة هداية فالله له منهج وهداية ممتدة من عنده سبحانه وتعالى مرتبط بنا، يتجه نحونا، وتأتي عبر الأنبياء ثم أعلام الهدى من بعدهم إذاً فمِن تحت النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) ستتشعب الطرق، أليس كذلك؟ ويتركز الكثير أمامك رجالاً ونساءً، وهنا تحصل الإشكالية، ألم تظهر قنوات كثيرة، وكلٌ يدعي أنه بواسطته يوصلك إلى محمد ثم إلى الله تعالى، بواسطته يرشدك إلى هدي الله ورسوله.
  • في كثير من تجارب البشرية بعد الكثير من الأنبياء والرسل كان يحصل فيها اختلافات وتباينات واضطرابات وتعدد في الاتجاهات وفي المفاهيم وأخطاء في النقل وفي غير ذلك.
  • الله هو يعلم أن واقع هذه الأمة بعد نبيها لن يكون مختلفا عن سائر الأمم وقد حكى في سورة البقرة عندما قال {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ}(البقرة: من الآية253) والأمم عادة عندما يحدث فراغ كبير ليس بعد الأنبياء فقط حتى بعد أي زعامة رئاسية مهمة جدا تكون قد بنت أمة ،يحصل في الأمم اختلافات وتباينات واتجاهات متعددة متنوعة.
  • للدين الإسلامي وللرسالة الإلهية خصوصية فهي ليست واقعاً عادياً فالاختلاف والاضطراب فيها يعتبر ضياع للرسالة وضياع لجهود الرسول صلوات الله عليه وعلى إله التي بذلها بشكل كبير وتفريغ لهذا الدين من مضامينه الرئيسية ومبادئه القيمة ولأن الخطاء هنا يعتبر مفترقاً للطرق وتبقى الفلتة الى آخر أيام الدنيا لذلك فهنالك حساسية كبيرة وكان لا بد من ان يكون هنالك امتداد للنهج الإلهي وان لم يكن في موقع النبوة. ولذلك قال الرسول صلوات الله عليه وعلى إله كلمته الشهيرة والثابتة بين أوساط الأمة والمروية من جميع فرق الأمة قال عن علي عليه السلام (علي مني بمنزله هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدي)، وموقع هارون من موسى معروف أنه الموقع الأول بعد موسى ليس هناك بين أصحاب موسى وبين جماعة موسى وأمة موسى من له موقع هارون أبدا.
  • إلا انه لا نبي بعدي لكن يمتد دوره كوزير كوصي كمعلم كقائد امتدادا اصيلاً نقياً مضموناً لرسالة الله سبحانه وتعالى للإسلام لتعاليم الإسلام حاملاً لهذه الرسالة قيماً وأخلاقا ومبادئ وسلوك وممارسة وقيادة.
  • كان الامام علي عليه السلام يملك المؤهلات البارزة والمميزة ،ولم يكن شخصية مغمورة أو مشكوك في أهليته في هذا المقام لمثل هذا الدور وهذه المهمة.
  • الامام علي عليه السلام كان متميزا بوضوح في إيمانه منذ بداية مسيرة الإسلام ومتميزاً في وعيه وعلمه وفي جهاده متميزاً بارتقائه البارز والواضح والملموس.
  • احاديث النبي صلوات الله عليه وعلى إله عن الامام علي عليه السلام لم تكن مجرد مدائح أو عبارات تشجيعية، إنما ليعزز له دوره المستقبلي لاعتبارات مهمة وحساسة في مستقبل الأمة فحينما كان الرسول يقول (علي مع القران والقران مع علي) ويقول (علي مع الحق والحق مع علي)، (ان فيكم من يقاتل على تأويل القران كما قاتلت على تنزيله من هو، أنا ذاك أنا، قال لا هو ذاك هو خاصف النعل وكان الامام علي عليه السلام يخصف نعل رسول الله صلوات الله عليه وعلى إله.
  • الامام علي هو الذي يؤمن الارتباط السليم بالرسول وهو بوابتنا الى الرسول والى هداية الله تعالى والأمة حينما تختلف وتتنوع اتجاهاتها وأفكارها ونظرتها الى الدين وتحدث التباينات والاختلافات، فإن الامتداد المضمون الأوثق والأنقى هو علي، وإذا كنت تريد الحق فعلي مع الحق والحق مع علي.
  • حينما تختلف الأمة على القرآن في مفاهيمه في دلالاته في تفسيره في مضمونه العملي (علي مع القران والقران مع علي)
  • حينما تختلف الأمة على القران على نبيها في توجهاته في أفكاره في سيرته في سلوكه من يعبر عنه؟ (أنت مني وانا منك) يقول النبي صلوات الله عليه وعلى إله (على مني وانا منه) يعني هو امتدادي هو الذي يعبر عني عن أخلاقي عن سلوكي عن سيرتي إذا اختلفت الأمة عني.
  • والإمام على عليه السلام في واقعه في سيرته شخصية عظيمة لا يوجد أي إشكالية بشأنه حتى يرى الإنسان انه شخص ما ينبغي أن يفرض على الأمة وان يقدم للامة، فعندما نعود الى سيرته والى ما قدمه والى ممارساته الى سياساته الى أخلاقه الى تصرفاته الى أدائه حتى في الظروف والتحديات والمشاكل الكبيرة. نجد أنه تعاطي معها بكل حكمة وراعى فيها مصلحة الأمة وكان يركز على خير الأمة ولك أن تتخيل ان علي لم يكن له هذا الدور ولم يكن هناك هذا الدور من أساسه كيف ستعصف بالأمة الأحداث الكبيرة جدا ولكانت أثرت بشكل رهيب على رسالة الله سبحانه وتعالى.
  • ثقافة الغدير تقفل كل الأبواب على كل الجائرين والمتسلطين والطغاة؛ لأنها قدمت النموذج، وقدمت للأمة ما يحفظ لها ويضمن لها أصالة الامتداد للنهج الإلهي، ما بعد رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله).
  • من خلال هذه النصوص وما سبقها من نصوص، قدم لنا ضمن مفهوم الولاية المفهوم الذي يضمن الامتداد الأصيل لمنهج الله سبحانه وتعالى، ويحدد النموذج الأعظم والأرقى في الأمة الذي يمكن أن تكون الأمة متطلعة إليه على الدوام؛ لتعرف من هم رموزها الذين ينبغي أن تلتف حولهم، أن تنتهج نهجهم، أن تأتمنهم في تجسيدهم لقيم الإسلام وأخلاقه، وفي تقديمهم لمفاهيم الإسلام ومدلول نصوصه، وهؤلاء هم ((فهذا علي مولاه)).
  • حينما نتطلع إلى الإمام علي في زمن النبي في حياته مع رسول الله تلميذاً، يربيه النبي (صلوات الله عليه وعلى آله)، ويعلمه، ودوره في تلك المرحلة مع رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، دوره فيما بعد حياة رسول الله إلى حين استشهاده، ترى -فعلاً-ما ترى فيه أيضاً شواهد واضحة على تلك النصوص، ومصاديق عملية وحقيقة لتلك النصوص التي تحدثت عنه.
  • ولاية الإمام علي (عليه السلام) لم تكن مجرد ولاية سلطة انتهت باستشهاده، بل ولاية اقتداء واهتداء، تبقى الأمة مرتبطة بها على مدى الزمن في كل الأجيال، تبقى الأمة معنية بالالتفاف الدائم إلى علي (عليه السلام) لتستفيد من علي، كيف كان علي هذا في كل مراحل حياته، وفي كل مراحل دوره الكبير في الإسلام.
  • في هذه المرحلة التاريخية التي نعيشها كأمة إسلامية تواجهنا الكثير من التحديات، والكثير من الأخطار، ما يحدث اليوم عندنا في اليمن، ما يحدث في بقية المناطق في العالم الإسلامي والساحة الإسلامية بحاجة إلى أن نلتفت إلى أصالة الإسلام في منهجه في قيمه، في منهجه، في رموزه، فنرى فيه النور الذي يخلصنا من كل الظلمات، والذي ينقذ أمتنا من كل المحن، ويصحح لها واقعها بكل ما فيه من التباسات وأخطاء ومشاكل واضطرابات …إلخ.
  • نحن معنيون أن نتعاطى بمسؤولية فوق كل شيء، أن نترفع عن كل العصبيات. فالعصبيات داء جاهلي بقي في داخل الأمة وأثر على الأمة كثيراً، حتى في نظرتها إلى القرآن. إلى الرسول إلى المفاهيم الإسلامية.
  • نحن معنيون اليوم أن نسعى إلى جمع كلمتنا على التقوى، على القيم الإسلامية الأصيلة، إلى معالجة كل المشاكل والمحن التي نعاني منها في واقع أمتنا الإسلامي.
  • المسلمون أمة مستهدفة بكل ما تعنيه الكلمة، ولا يضمن لهم أن يكونوا أقوياء في مواجهة كل التحديات والأخطار الرهيبة التي تستهدفهم إلا أن تجتمع كلمتهم على الحق، وأن يعودوا إلى أصالتهم، وأن يكونوا أمة تتوحد، وتعتصم بحبل الله جميعاً، ثم تتحرك في مواجهة تلك التحديات والأخطار.
  • اليوم الأمريكي يتدخل في كل شؤوننا في الساحة الإسلامية!! شؤوننا السياسية وشؤوننا الاقتصادية وشؤوننا الثقافية وشؤوننا الفكرية، شؤوننا الاجتماعية في كل تفاصيل حياتنا!! وفي كل شؤون حياتنا، ويصيغ برنامجا يأخذ من الإسلام شكليات معينة ثم يكون في واقع الحال على النحو الذي يتحقق من خلاله وتحقق من خلاله مصالح أمريكا فوق كل اعتبار. فوق كل شأن. فوق كل مسألة.
  • المسألة الأولى والرئيسية تكون على هذا النحو، هذه النتيجة!! نتيجة في الأول بالأول فتح المجال للجبارين والجائرين والظالمين، ثم ولاية الأمر اليهودية والصهيونية والأمريكية، لتكون هي من يحكم واقعنا.

 

 

قد يعجبك ايضا