جَمرةٌ من البَحرِ
الشاعر/ سامي الحوثي
سَفِينُ العِدى أم قَشَّةٌ أيّها البحرُ؟!
فما العُذرُ بالأسطولِ آتٍ.. بل الخَمرُ
أغطرسةُ النيرانِ؟! بل غَطسَةُ العِدى
بنارِ حِمًى.. في شَطَّهِ النَظَرُ الشَّزرُ
وفي بابِهِ زَجرٌ.. وما ثَمَّ مَندَبٌ،
مَضيقٌ بهِ ضيقٌ مِن الظُلمِ يا دهرُ
صَرَخنا لهم بالموتِ أم إننا لهُ
دَعَياناهمُ حتى أتى بهمُ الكِبرُ؟!
عليهم سلامُ الموتِ منّا تحيَّةً
فواشنطنُ الضَّيفُ الذي سِلمُهُ الغَدرُ
وصنعاءُ مِضيافٌ وحاشا البُغاةُ إذ
يمرُّون لا قتلٌ يكونُ ولا أَسرُ..
أفيقي من السُكرِ المُحيطِ فإننا
سُكارى من الهديِ الحكيمِ ولا سُكرُ
كأنّكِ إذ وافيتِ تبغينَ حتفَنا
ولا حتفَ إلا حتفُكِ المدُّ والجَزرُ!
هُنا ثروةُ النصرِ المُخَزَّنِ ثورةً
مفاتحُهُا المجدُ المؤثَّلُ والفِكرُ
هي الهدنةُ العمياءُ فالحربُ لم تَزَل
برشَّاشِ تجويعٍ، وفي صَدرِنا الفقرُ
عدا أنّنا باللهِ من أغنيائها
وفي وجهِنا فخرٌ وفي كفِّنا ثأرُ
إذا السِلمُ بالوفدِ العُمانيِّ كاذبٌ
فلا عاصمٌ من غَضبَةٍ سَلَّها الصبرُ
سريعُ الخُطَى بالثأرِ لم يُثنِهِ وَعرُ
كذلكَ سيلُ الشعبِ لم يُرضِهِ عُذرُ
تعالَوا إلى بحرِ اليمانين حيثُما
تَسَعَّرَ نبضُ الماءِ، أو ماجتِ الجَمرُ..
تعالَوا حوارًا فوقَ طاولةِ الردى
فما الحلُّ إلّا الحربُ والفيصلُ النصرُ
لنا النفطُ في بَطنِ الثرى ولكم إذا
أردتم طريقَ النفطِ يُوصِلُكم قَبرُ