[ ذو الكمالِ الأعظم ” ص ” ] !

 

الشاعر/ حميد الغزالي

 

مَنْ أبلغُ الشُّعَراءِ وَصْفَاً ياتُرى

وفصاحةً مدحَ النَّبيَّ مُحمَّدَا ؟!!

 

تاللهِ ما وصَفَ النَّبيَّ بمدحِهِ

فبوصفِهِ مدحَ القصيدَ وجوَّدَا

 

تصِفُونَ كُنْهَ محمدٍ ومحمدٌ

بلغَ الكمالَ بما حوى وتفرَّدَا؟!!

 

فاللهُ أبدعَ خلْقَهُ وخلَاقَهُ

مِمَّا يَشاءُ كما يَشاءُ وسدَّدَا

 

وكسى الجَمالَ به فكانَ مُبَرَّءَاً

من كلِّ عيبٍ في الورى فتجرَّدا

 

إعجازُ ربِّ العالمين محمَّدٌ

صفةً وذاتاً في الحياةِ مُخَلَّدَا

 

ومحمدٌ بُشْرى النَّبُوَّاتِ الأولَى

ولسانُ صِدْقٍ للخَليلِ تولَّدا !!

 

وتلى بشائرَكَ المسيحُ بمهدِهِ

للعالمين مُبشِّراً بكَ أحمدَا

 

ياخيرَ مَنْ حملَ الرسالةَ ماحياً

حلكَ الدُّجَى بِسَنا البيَانِ وبدَّدَا

 

ياصاحبَ الخُلُقِ العظيمِ وجامعٌ

جُلَّ الشمائلِ والخصالِ تعَدُّدَا

 

فاللهُ خصَّكَ بالخوارقِ عِبرةً

وجوامعَ الكَلِمِ العظامِ وأيَّدَا

 

هو في الأوائلِ مَن أقرَّ لِرَبِّهِ

حقَّ العبادةِ مُسلِمًا وموحِّدَا

 

فغدى قريناً للجلالةِ كلَّمَا

نادى المُؤَذِّنُ للصلاةِ ورَدَّدَا

 

ياأوَّلَ الرُّسُلِ الكرامِ وخاتِمٌ

للدِّينِ كلِّهِ جامعاً ومجدِّدَا

 

صلى عليكَ اللهُ في ملكوتِهِ

فثَنَى بها الملأ العظيمُ وردَّدَا

 

شرَحَ الصُّدُورَ بما تَلَى عن ربِّهِ

سُوَرَاً تُشِعُّ الُّلبَّ أضواءَ الهُدَى

 

وأَلَانَ بالقرآنِ مِنْ آياتِهِ

للسمعِ قلباً كانَ صَخْراً جَلْمَدا

 

حمَلتْ رسالتُهُ السَّلامَ مَنَائِرَاً

وقَضَى على الثأرِ المَقِيتِ وأوصَدَا

 

فغدى السَّلامُ له شِعَاراً ثابتاً

وشَعِيرةً للعالمين مؤبَّدَا !!!

 

مَا كانَ دَعَّاءَ الزَّعَامةِ كابِرَاً

مُتَكَبِّرَاً في قَومِه أو سَيِّدَا

 

بل دَاعِياً للدِّينِ كلَّ زعامةٍ

مِن حولهِ رِفْقَاً بهم وتوَدُّدَا

 

حَمَلتْ كواهلُهُ مكائدَ قومِهِ

قسْرَاً فعاشَ مُهَجَّرَاً ومُشَرَّدَا

 

كم عاندُوهُ وكايدوهُ بشِرْكِهِم

وتَكَتَّلُوا حِلْفَاً يُكِنُّ له العِدَى

 

فأثابَهُم نُصْحَاً كريماً عَلَّهُ

يَلْقى بذاكَ النُّصحِ لُبَّاً أرْشَدَا

 

لكنَّهُم نصَبوا العِداءَ وجيَّشُوا

للحربِ كي يستأصلوه على المدى

 

فرأى بأنَّ الحربَ أمرٌ قد قَضَى

ربُّ السَّماءِ بها فجَدَّ وشَدَّدَا

 

فَرَمَى على مَن كايدوه بحربهم

سَيفَ الجِهادِ مُجَنَّدَاً ومُجَنِّدَا !!

 

فأعَدَّ عُِدَّتَهُ وجَيَّشَ صحبَهُ

ليخوضَ أمراً لا محالةَ قد بَدَا

 

مُسْتَنصراً باللهِ حتى جاءَهُ

جُنحُ الملائكِ في أكُفِّهِمُ الرَّدَى

 

نزلتْ عليه سَكينةٌ من رَّبِّهِ

مُزْنٌ تزيدُ المؤمنين توَقُّدَا

 

واللهُ بالغُ أمرِهِ فأثابَهُ

نَصْراً عزيزاً كانَ أصْدقَ موعِدَا

 

فأذاقَ أهلَ الشِّرْكِ تنكيلاً بهم

كأسَ الهزيمةِ فاستساغَهُمُ الرَّدى

 

فهوَ الغيورُ على مَحًارمَ دينِهِ

وهو المُصَافحُ للصَّحابِ يداً يدا

 

وهو اليتيمُ أبو اليتامي طاعمٌ

وأخو الثَّكَالى شافياً ومُضَمِّدَا

 

بيدٍ بَنَى مَجْدَاً عظيماً أسُّهُ

دِينٌ ودنيا للصَّحابِ ومهَّدَا !!

 

فاستَمْسَكُوا العُرْوةَ حتى استَخْلَفُوا

في الأرضِ حُكْمَاً إِمْرَةً وتَعَبُّدَا !!!

 

بأبي وأُمِّي أنتَ ياعلمَ الهُدَى

نفسي وما ملكتْ يَدَيَّ لكَ الفِدَا

 

مهما تغَنَّى المادحون بوصفِهِ

وتفَنَّنَ الشِّعرُ الفصيحُ بما شدَى

 

فالشِّعرُ أعْجَزُ أنْ يفِيكَ بلفظِهِ

خَلْقاً وأخلاقاً ونوراً مُرْشدا !!

 

أزكى الصلاةِ عليك يانورَ الهُدَى

ماناحَ طيرٌ في الرياضِ وغرَّدَا

 

صلى عليكَ العرشُ والثقلانِ ما

أفْنَى وأبقى في الحياةِ وأَوجَدَ

 

المُوجِدُ الخلَّاقُ جلَّ جلالُهُ

تغشاكَ دوماً يامحمدُ سَرْمَدَا

 

والآلَ والأصحابَ مِنْ أنصارِهِ

والتابعينَ لهَدْيِهِمْ ومَنِ اهتَدَى

 

صَلِّ وسلِّمْ ياإلهي عليهِمُ

ما الظلُّ في شمسِ النهارِ تمدَّدَا

قد يعجبك ايضا