عُرُوضُ النصر الأكبر صنعها 21 سبتمبر
موقع أنصار الله ||مقالات||خـــديجـة الـمرّي
في مشهدٍ استثنائي غير مسبوق في تاريخ اليمن السعيد، مشهد اندهش منهُ الصديق قبل العدوّ، أوسع من التفكير، وأقرب إلى الخيال، بل وأشبه من المُستحيل، وخارقٍ للعادة، وعكس التصورات، فيه المُعجزات، رغم كُـلّ الظـُروف الصعبة والتحديات، شهدت عاصمة العواصم، وقلب اليمن النابض، صنعاء الإباء والثبات، ومصنع الثوار، والرجال البواسل الأحرار، العاصمة السياسية الأبية شهدت أكبر عرض عسكري في شعب الحكمة والإيمان، وموطن الأنصار، ودول المنطقة استعرض فيه جميع التشكيلات القتالية من مختلف الوحدات البرية والبحرية والجوية، كما تم فيه استعراض الكليات العسكرية الحربية، وكلية الشرطة، إضافةً إلى عرض بعض الصواريخ البالستية بعيدة المدى، والطائرات التي تُسر الناظرين إليها، مع صقور الجو البواسل والشجعان.
إن هذا العرض العسكري المهيب في ميدان السبعين، إن دل على شيء فَــإنَّما يدلُ على أن الشعب اليمني بعد ثورة 21 سبتمبر أصبح يمتلك أكبر مخزون استراتيجي على وجه الخصوص، وترسانة عسكرية هائلة، ويمتلك قوة ردع كافية لتنكيل الأعداء، أشد تنكيل، وأشد قُوة وعنفوان وبأسٍ شديد، لقد أثبت هذا العرض العسكري أن هُناك مؤسّسةً عسكريةً قوية بل ومُتطورة على أرقى مستوى؛ لحماية البلد وسيادته، وَمُقدراته، بينما سيكون هُنالك سقوط مُدوٍّ لكل الأنظمة التي تُطبع مع الكيان الغاصب.
إن هذه اللوحة الفنية التي رُسمت، وهذه العروض المُهيبة ما هي إلا خير دليل وشاهد على ما أنتجته ثورة 21 سبتمبر المجيدة من صمودٍ وانتصار، من تحَرّك جاد، من حرية واستقلال، إنما هو نتاج وثمار هذه الثورة العظيمة والمُباركة ببركة قيادتها الحكيمة، التي غيرت الموازين، وأرعبت قِوى العمالة والمُستكبرين، وأعادت لشعبنا حريته من جديد، وأسقطت العُملاء والمُنافقين، وفضحت زيف المُتردّدين، وكشفت مشاريع الخيانة، وكسرت القيود، وكانت وما زالت وستبقى هي محط التفات أنظار هذه الأُمَّــة، وأن هذه ليست فقط للاستعراض؛ بل لا شك في ذلك بأن لها رسائل عديدة للداخل والخارج، يفهما العدوّ أكثر من غيره، والحليم من تكفيه الإشارة، إن كان يفهم هذه العبارة.
فاليمن سيبقى شعبًا واحدًا، سيادته واحدة، وتحت قيادة قرآنية حكيمة واحدة، ولن يقبل بالتقسيم والإذلال والخنوع من أحد، ولن يستسلم أَو يُوهن، ولن تضعف عزيمته وإرادته، أَو تلين، بل سَيُدافع ويُقاوِم؛ بوعي وبصيرة، واستبسال، مُعتمداً على الله، ومُتوكلاً عليه، واثقاً بتوفيقه وعونه ونُصرته: {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكيمِ}.
وما على العدوّ إلا أن يكف عدوانه علينا، ويرفع عنا حصاره، ويصرف المُرتبات، ويفتح المطارات، ما لم فَــإنَّ الردع سيكون أقوى، فسماء اليمن وأرضها، وبحرها، وجوها؛ ليست للنزهة، وما خفي كان أعظم، والنصر من الله آتٍ لا محالة للمؤمنين، والعاقبة للمتقين: {وَسَيَعْلَـمُ الَّذِينَ ظَلَـمُوا أي مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ}.