ميلادُ وثورةُ الرسول الأكرم.. منبعُ كُـلِّ الثورات
موقع أنصار الله ||مقالات||وفاء الكبسي
قال تعالى: ﴿قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ﴾، ومن أصدقُ من الله قيلاً؟ وأيُّ شهادة أعظم من شهادة الله؟ فبالتأكيد واليقين جاء النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- إلى الوجود وجاء معه النور، فقد أضاءت الدنيا بعد ظلام، وارتقت بعد انحطاط وإسفاف، واستبشرت المخلوقات بميلاده الشريف الذي يعتبر بحد ذاته ثورة خالدة على كُـلّ ظلم وطغيان وفساد وشرك وباطل، فهو (ثورة الإسلام الأولى) على يد أعظم عظماء التاريخ سيِّد العالمين -رسولِ الله محمد بن عبد الله- أعظم ثائر وقائد قاد ثورة حقيقية ممتدّة الأثر، جذرية التغيير، متميِّزة في خيريها للبشرية، اكتسبت شموليتها وكمالها وعالميتها من عالمية قائدها الأعظم محمد -صلى الله عليه وآله وسلم-؛ لأَنَّ الله قال لنبيه: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)، رحمةً للعالمين المؤمن والكافر والإنس والجن، والإنسان والحيوان؛ لأَنَّ رحمة النبي من رحمة الله تعالى التي وسعت كُـلّ شيء، فكان المصطفى ولا زال خير ثوار الحق على الإطلاق، وكانت ثورته خير الثورات؛ لأَنَّها ثورة ربانية مؤيدة من الله تعالى، حاربتْ الوثنية والشرك والخرافة وحقّقت للإنسان أعظم ما يتماهى مع كرامته الإنسانية، وهو توحيد الله الخالق وعبوديتُه وإفرادُه بالحاكمية، ثورة غيرت فلسفة الحياة وفهم الإنسان لمقصِدِ وجوده فيها، ومكانةُ الدنيا من الآخرة، ومهمتُه في العُمران الحضاري في رحلة الامتحان التي يقضيها على الأرض، وارتقت بالإنسان إلى آفاق مُذهلة في النُّبْل والرحمة والعدل ومكارم الأخلاق، بل إنها أحدثت انقلاباً إنسانياً وسياسيًّا تفتخر به البشرية في مجال العلاقة بين الحاكم والمحكوم والعلاقات الدَّوْلية وفلسفة الحروب، فالإسلام نفسه جاء لتحرير الإنسان والجماعات والدول من سجن القوميات والديكتاتوريات الطاغوتية العقائدية إلى عدل التوحيد والشريعة ورحابتهما.
ثورة الإسلام الأولى بقيادة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- هي منبع الثورات فقد تلتها ثورات عدة كـثورة الإمام الحسين بن علي -عليهم السلام- وثورة الإمام زيد -عليه السلام- إلى أن جاءت ثورتنا المجيدة ثورة 21 سبتمبر بقيادة ابن بنت رسول الله سليل بيت النبوة السيد القائد عبدالملك بن بدرالدين الحوثي -حفظه الله- ثورة ربانية ثابتة ضد الباطل والظلم والفساد واجهت أهل الشرك والنفاق كلهم، من أمريكيين ويهود وأعراب سعوديّين وإماراتيين ومن لف لفيفيهم من المرتزِقة والعملاء من هنا وهناك، ثورة ممتدة من الثورة الأولى للإسلام بقيادة النبي الأكرم.
الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف لهذا العام أتى بالتزامن مع ذكرى ثورة 21 سبتمبر، والتي تعتبر محطة تربوية تكمن أهميتها في التزود منها بالقيم والمبادئ العظيمة بما فيها الصبر والثبات في مواجهة العدوان ومخطّطاته التي تستهدف تمزيق اليمن ومسخ هُــوِيَّة أبنائه.
فمهما حاصرنا العدوان ومرتزِقته في مرتباتنا ومعيشتنا فَــإنَّنا نعرف أن السبيل لرفع كُـلّ هذه الظلمات وهذا الحصار والطاغوت هو في التمسك بالرسالة والرسول والاستمرار في الثبات على قيمنا ومبادئنا، وأن نحصن شعبنا من تضليلهم وإجرامهم وعملائهم، ونعمل بكل جد لبناء بلدنا ولا نسمح للمفسدين بأن يخلخلوا واقع شعبنا، فالشعب اليمني وصل إلى مستويات عظيمة وسيستمر بإذن الله، حتى يحبط كُـلّ مؤامرات الأعداء وكلّ التحديات التي يحيكونها ضد اليمن؛ لأَنَّ ثورة الـ 21 من سبتمبر هي ثورة عظيمة بأهدافها وأسسها وإنجازاتها العظيمة، بقيادة ربانية عظيمة وبشهادة العالم، لدرجة أنها أصبحت أم الثورات ورائدتهنّ، بل خيمة للإنسانية أنعشت كُـلّ الآمال والأحلام نحو حياة إنسانية أفضل لكل الأُمَّــة.