ربِيعُ النُّور

 

للشَّاعِر/ ماجد المطري

 

يومٌ تَجَلَّى فطافَ الدَّهرَ إبهارا

وأخجَلَ الصُّبحَ بالإشراقِ أنوارا

 

سِيقَت بهِ رحمةُ المولى مُسوَّمَةً

للعالمينَ هُدىً للناسِ مُختارا

 

أنعم بهِ من ربيعٍ فاضَ مولِدُهُ

غيثاً كسا الدهرَ بالآياتِ أزهارا

 

أضفى بهاءاً على الدُّنيا بطلعَتِهِ

فاخضرَّتِ البِيدُ إجلالاً وإكبارا

 

وازدانتَ الشُّهْبُ فَخرَاً وارتَدَت حُلَلاً

وأنشَدَت في سَديمِ الكونِ أخبارا

 

واستبشرَت بالنبيْ أهلُ السَّما فرحاً

ممَّا رَأوا سبَّحَوا جَهرَاً وإسرارَا

 

يا “أحمدَ الطُّهرِ” لي في حُبكُم شَغَفٌ

يستنطقُ الفِكرَ كي يرويهِ أشعارا

 

إنَّ السُّرورَ بكُم ياسيِّدي شرَفٌ

يغدو بهِ الحرفُ عندَ الوصفِ مُحتارا

 

ياسيَّدَ الخَلقِ يا أنمى الورى شرَفاً

قُمنا بحبّك يامولايَ ثُوَّارا

 

وكنتَ والآلَ حينَ البحرُ مُضطَرِبٌ

سفينةً أركعَت بالحقِّ إعصارا

 

حينَ اقتفيناكُمُ نهجاً نُعَزُّ بهِ

ثُرنا فلَم نقتفِ “نيلسون” و”جيڤارا”

 

إذ يمَّمَت “نَجدُ” نحوَ الغربِ قِبلتَها

وشيَّدَت لقوى الطاغوتِ أوكارا

 

وحينَ عادَت إلى ماضي جَهالِتِهَا

زدنا بِحبِّكِ بالإيمانِ إصرارا

 

لمَّا هتَفنا بأنْ لبَّيكَ أحمَدَنا

هاجَت علينا رياحُ البغيِّ إنكارا

 

أحفادُ من كانتِ البغضاءُ من فمِهِم

تبدو .. هُنا يسكُبونَ الحِقدَ آبارا

 

يُخفِي (الشِّماغُ) زنانيراً مُصَهيَنَةً

ويستُرُ (البِشتُ) رُهباناً وأحبارا

 

تحالَفَ “النفطُ” و”اسرائيلُ” في صَلَفٍ

ليكتبوا العارَ “تُلمُوداً” و”أسفارا”

 

وبينما من دِمانا يَسفِكُونَ فهُم

على “الهُولُوكُست” صَبُّوا الدَّمعَ مِدرارَا

 

شاءُوا لقتلِكَ يامختارُ في دَمِنا

فعِشتَ فينا وأهديناكَ أعمارا

 

“الأوسُ” مِنَّا “وعمَّارٌ” “وخزرَجُنا”

وهاهُنا اليومَ صارَ الكلُّ “عَـمَّارا”

 

هُنا الملايينُ أجنادٌ مجنَّدةٌ

قد عاهدوا اللهَ ان يَلقَوكَ أنصارا

 

هُنا لدينِكَ يا خيرَ الورى هِمَمٌ

تُسطِّرُ الفتحَ آصالاً وأبكارا

 

وعن حياضِكَ يا(طه) نذودُ فما

شحَّت دِمانا عن الإغداقِ أنهارا

 

من كانَ منهاجُكُم يسري بأضلعهِ

فكيف يهتابُ قَوَّاداً وسِمسارا

 

لبَّيكَ صدقاً من الأعماقِ نرفعُها

يطوي صداها مدى الآفاقِ تِكرارَا

 

لا عاشَ قلبُ امرءٍ عن يومِ مولدِكُم

آمالَهُ الحِقدُ .. وليَصلَى بِهِ نارا

 

وكَرَّمَ اللهُ شعباً أنتَ قُدوَتُهُ

يا خيرَ هادٍ على البطحاءِ قد سارا

 

جئنا نُجدِّدُ ميثاقَ الـوفاءِ لكم

ليُشخِصَ الكونُ “للسبعينِ” أنظارا

 

إليكَ تنسابُ يا (طه) مواكبُنا

سيلاً من الودِّ إن أبصرتَ هدَّارا

 

صلَّى عليكَ إلهُ العَرشِ ماسَطَعَت

شمسٌ وماشعَّتِ الأقمارُ إبدَارا

 

صلَّى علَيكَ مع الآلِ الكِرامِ ومَن

والاكَ والآلَ تَسلِيماً وإقرارا

قد يعجبك ايضا