“طوفان الأقصى”.. يومُ العدالة العالمي
موقع أنصار الله ||مقالات||إكرام المحاقري
كانت المفاجأة الأعظم من نوعها، حتى قيل عن هذا اليوم بأنه “يوم العدالة العالمي” لما فيه من أحداث انتصرت للإنسانية وأعادت الأمل للحياة في كرامة وحرية واستقلال، فما مضى ومنذ أربعينيات القرن الماضي، عاش الفلسطينيون واقعاً من الظلم والمرارة تحت وطأة الاحتلال الصهيوني والتخاذل العربي، لكن أحداث اليوم تحكي نصرَ وعزةَ وإرادَةَ الفلسطيني على قلب واقع الاستكبار المرير، وبث الأمل في قلوب ووجدان الشعوب الحرة في العالم.
كانت لحظة مباغتة للعدو الصهيوني لم يحسب حسابها رغم تبجحه بأدواته الاستخباراتية، ووقع الصدمة جعلته يبتلع عبارات الاستخفاف والاستهزاء برجال المقاومة التي اعتاد ترديدها، لكن إرادَة الله أرادت أن يخرس الباطل في ساعات قلائل على أيدي المجاهدين، وكانت المفاجأة كافية لكشف زيف القدرات الصهيونية، وهشاشة تلك الاستخبارات التي ضربت بقدرة وقوة الله وبأس المجاهدين في سبيله، أصحاب القضية العادلة، وحماة المقدسات الإسلامية.
تلك المشاهد التي نقلتها عدسة المجاهد الفلسطيني والتي أظهرت الصهاينة في حجمهم الحقيقي، ونقلت صورة حية عن مدى ضعف ووهن الكيان الغاصب والمستوطنين والجنود الذين سقطوا قتلى وأسرى في لحظات، كانت تلك الحقيقة التي أخفتها الصهيونية خلف قناع القوة الاستراتيجية والتي قامت بتلميعها تلك الأنظمة العربية الخائنة للقضية والمقدسات، لكن الحقيقة تجلت مثل شمس في رابعة النهار، ومع استمرار الفلسطينيين في تمريغ أنف العدوّ وكسر غروره حتى يذهب بعيدًا عن الأرض المقدسة خاسئاً وهو حسير.
هناك من تحدث عن مشاركة جماعية لقوى محور المقاومة في معركة طوفان الأقصى، وهناك من قال بأنها المعركة الفاصلة، وما بين كُـلّ ذلك هناك تصريحات واضحة لسيد المقاومة، السيد حسن نصر الله، والقائد الهمام السيد عبدالملك الحوثي، والسيد الخامنئي، وكلها تؤكّـد بأن إسرائيل تحتضر على أيدي رجال المقاومة الفلسطينية، وبأننا لم نتدخل بعد في الميدان.
لقد قام محور المقاومة بمساندة أصحاب الأرض بالمال والسلاح والتقنية، وهو مستعد لخوض المزيد دفاعاً عن القضية المركزية، وهذا ما جعل المعركة بين فريقين واضحين، واللذان تمثلا في دول محور المقاومة وبين إسرائيل والدول المطبعة والتي وقفت مواقف مخزية استنكرت القيام الفلسطيني غير آبهة بالدماء الفلسطينية والتجاوزات الصهيونية.
أخيراً: فلسطين انتصرت، حتى وإن كثرت التضحيات بسقوط الأبرياء جراء الضربات الصهيونية الحاقدة، إلا أن ما يحدث اليوم قد قلب المعادلات، فالنمور الورقية احترقت وتلاشت، وزمن الخضوع ذهب دون عودة، حتى وإن نعقت أبواق التطبيع بالشؤم، فالمقاومة قد حدّدت وجهتها نحو قبلة التحرير والحرية، وهذه وجهة جميع الشعوب العربية والإسلامية الحرة، وليحزم بنو صهيون أمتعتهم ويرحلوا عن أرضنا ومقدساتنا.. وإن غدًا لناظره قريب.