“طوفانُ الأقصى” يكشفُ الأقنعةَ ويُظهِرُ الوجوه
موقع أنصار الله ||مقالات||زهران القاعدي
يخرج الرئيسُ الأمريكي ويتحدَّثُ بكل وقاحةٍ واستكبار واصفًا من يقومون بالدفاع عن أنفسهم وأرضهم بـ “إرهابيين”، وأن الذي يقصف ويدمّـر ويقتل المدنيين الآمنين في منازلهم إنما يدافع عن نفسه، ولا يقف عند هذا الحد وحسب بل يطلق التهديدات والوعيد وَيقولها نحن إلى جانب إسرائيل (كيان الاحتلال) سندعم بالمال والرجال والسلاح وكلّ شيء، غير مكترثٍ بما سيلحق بالمدنيين، وهو يعلم علم اليقين أن كيانه لا يجيد سوى استهدافهم، وهو بذلك يظهر الوجه الحقيقي لأمريكا والتي ظلت تتغنى بمسمى حقوق الإنسان وغيرها، ويظهر مدى عداوتهم للأُمَّـة، وأنهم هم من يحتلون فلسطين وهي العدوّ الرئيسي للأُمَّـة والإنسانية، وأن إسرائيل هي ربيبة أمريكا.
نعم يقول ذلك بكل وضوح وحكام وزعماء العرب والمسلمين يتفرجون ويستمعون له بقلوب صاغية وأجسام مرتجفة يكسوها الخوف من كُـلّ جانب، يتكلم والعالم يسمعه، وفي نفس الوقت يلاحظ العالم ذلك الصمت المهين على حكام العرب والمسلمين ويتساءل؛ لماذا لم نرَ مقابل ذلك ملوك وزعماء الخليج أَو الدول العربية والإسلامية يتكلمون ويكسرون صمتهم ويردون عليه بنفس المنطق وبنفس اللهجة وبكل جرأة ويطلقون الخطابات والتهديدات ويقولون له إن الإرهاب هو كيانه المحتلّ والغاصب!؟
لماذا لم نشاهد حتى أحدهم يقول له: قف عند حدك فلدينا ما لديك وأكثر، لا تتجاوز قدر نفسك وتتخطى حدود مستواك، إن دعمت فسندعم، وإن قدمت فسنقدم، وإن تجرأت فسنقطع العلاقات معك ونقاطعك ونعلن الجهاد ضدك!
لماذا لا يحركون ساكناً تجاه ذلك!؟ أين تلك اللهجة التي كانوا يطلقونها أمام أحرار أمتهم، أين تلك الجيوش التي جيشوها لحرب اليمن وغيرها؟ أين اختفت تلك المسميات التي أطلقوها لأنفسهم كحماة الدين وحماة المسلمين وحماة الديار وغيرها؟ ما هذا الخنوع والاستسلام الذي يعيشونه، وما هذا الذُّل والهوان الذي حَـلّ عليهم؟ لا موقف، لا تنديد، لا رسالة، ولا حتى خطاب أمام الإعلام يحفظون به ماء وجوههم.
لماذا لا يحذون حذو قادة محور المقاومة ويعلنونها أمام الأمريكي والإسرائيلي وغيرهم، ويطلقون صوتهم أنهم إلى جانب فلسطين ومقاومته حتى تحرير أرضه واسترداد حقه وبناء دولته!!
دعونا نخبركم لماذا!!؛ لأَنَّهم أدوات للأمريكي وعبيده، لا يتحَرّكون إلا بأمره ومتى ما أراد وتحت توجيهاته، يحركهم لقمع المقاومات التي يكونها أحرار شعوبهم، والتي تتصدى لمشروعاته ومخطّطاته ضد الأُمَّــة الإسلامية، يحركهم ليشكلوا التحالفات ويجيشوا الجيوش وينفقوا الأموال لقتال أحرار أمتهم المقاومين فقط.
لقد كشف طوفان الأقصى تلك الأقنعة وأظهر الوجوه الحقيقية لصهاينة العرب من ملوك وحكام وزعماء، وصدم العدوّ ومحا مخطّطات التهويد وبخّر حلم التطبيع وأنهى أمل التركيع، وما بعد طوفان الأقصى ليس كما قبله.