تأمُّلاتٌ في “طوفان الأقصى” وجرائم الصهاينة
موقع أنصار الله ||مقالات||محمد صالح الزافني
في ظل هرولة الأنظمة العربية نحو التطبيع مع كيان العدوّ الصهيوني، ومن رحم المعاناة الفلسطينية التي امتدت لأكثر من 70 سنة من احتلال القدس والأراضي العربية من قبل الكيان الصهيوني الغاشم، ومن آلام جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدوّ الصهيوني بحق المدنيين في قطاع غزة، التي لن تفلح في كسر إرادَة الشعب الفلسطيني وستتحطّم أهدافها العدوانية أمام بطولات وتضحيات المقاومة الباسلة.ومن رحم المعاناة تلك انطلقت عملية “طوفان الأقصى” فجعلت العدوّ الصهيوني في حالة إرباك وكشفت ضعفَه أمام إرادَة المقاومة الفلسطينية، مما جعل أمريكا تتدخل بقوتها العسكرية وبوارجها الحربية ومواقفها السياسية لدعم هذا الكيان الغاصب، بالرغم مما يمتلكه من قوة وتفوق من حَيثُ التسليح الحديث والمتطور.
إن الأوضاع الإنسانية الصعبة والمتفاقمة في غزة جراء مجازر العدوّ الصهيوني منذ السابع من أُكتوبر والتي خلفت أكثر من 4 آلاف شهيد جلّهم من الأطفال والنساء وأكثر من 13 ألف جريح، وكذا الاستهداف الممنهج للبنية التحتية والمنازل والأعيان المدنية، التي وَللأسف لم تجد المواقف الشجاعة عند الأنظمة العربية وَالتي لا ترقى إلى مستوى الحدث، وخَاصَّة موقف الجامعة العربية التي أدانت قتل المدنيين من الطرفين لتساوي بذلك بين الضحية والجلاد، تساوي الصهيوني الذي يقتل الأطفال والنساء ويدمّـر البيوت ويصب جام غضبه وحقده على المدنيين من خلال إلقاء القنابل المحرمة وشديدة الانفجار على أبناء قطاع غزة، بمن يدافع عن حقه وأرضه ومقدساته.
ما تمارسه أبواق وَأدوات الصهاينة الإعلامية من كذب وتضليل للرأي العام العالمي حول ما يجري في الواقع، وما تمارسه آلة الحرب الصهيونية وما يقومون به من تشويه صورة أبطال المقاومة الفلسطينية بأنهم قتلوا الأطفال، في فبركات إعلامية وَغير صحيحة وأن الصور أثبتت كيف تعاملت كتائب القسام مع الأطفال والنساء وكبار السن.
إن غزة تمثل الحاضنة الشعبيّة للمقاومة، وتقدم اليوم قوافل من الشهداء ضريبة دعمها للمقاومة، ونشيد بمواقف الشعوب العربية والإسلامية التي خرجت كالطوفان تنادي العالم بنصرة القضية وفتح الحدود ودعم الشعب الفلسطيني المناضل وفي مقدمة تلك المواقف موقف اليمن المتميز والسباق لنصرة القضية منذ انطلاقة عملية طوفان الأقصى بساعات.