دورُ الشعوب في معركة “طُوفان الأقصى”

موقع أنصار الله ||مقالات||د. فؤاد عبدالوهَّـاب الشامي

جاء رد الكيان الصهيوني الإجرامي على عملية “طُوفان الأقصى” البطولية في ظل ضوء أخضر أمريكي ودولي وبسقف مفتوح، فقد قصفوا قطاع غزة بكل ما يملكون من قوة دون مراعاة لطفل أَو امرأة أَو رجل مسن أَو مريض، وأطبقوا الحصار على القطاع ومنعوا عنه الماء والكهرباء والغذاء والدواء دون مراعاة للقوانين الإنسانية الدولية والشرائع السماوية، وكان أمريكيون والصهاينة قد ظنوا بأن الشعوب لم يعد لها أي دور في القضايا السياسية بعد أن تم تدجينها والتأثير عليها من خلال الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي المسيطر عليها من قبلهم، أَو من خلال عمليات التطبيع التي فُرضت على الشعوب دون أن تعترض عليها.

ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان فقد انتفضت الشعوب في كُـلّ أنحاء العالم باستثناء دول محدودة منها السعوديّة والإمارات، انتقضت نصرة لغزة ومطالبة بوقف الحرب عليها، لقد رأينا السيول الهادرة من البشر تخرج في اليمن والعراق والأردن وإيران وإندونيسيا وماليزيا وحتى في العواصم الأُورُوبية والأمريكية، في لندن وكوبنهاجن ونيويورك وواشنطن وغيرها من المدن العربية والإسلامية والعالمية، وكل تلك الشعوب أعلنت موقفها المتعاطف مع الشعب الفلسطيني والداعي لوقف الحرب، وقد فوجئت الدول المؤيدة لحرب الكيان الصهيوني على غزة وعلى رأسها أمريكا بمواقف الشعوب غير المحسوبة، وهذا دفع تلك الدول إلى الوقوف بحزم إلى جانب الكيان ووفرت له غطاءً رسميًّا لشرعنة ما يقوم به من جرائم ومذابح في مختلف مدن قطاع غزة، وعملت على مواجهة تحَرّكات الشعوب عن طريق نشر الأكاذيب والافتراءات ضد الفلسطيني بواسطة الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي التابعة لهم، ولكن تلك الجهود لم تنجح في تغيير مواقف الشعوب المؤيدة للحقوق الفلسطينية.

وقد كان للتحَرّكات الشعبيّة التي خرجت في مختلف أنحاء العالم دورٌ في التأثير على مجريات الأحداث المتعلقة بالحرب الصهيونية على غزة، فقد كان لهم دورٌ في تغيير موقف القادة العرب عندما تراجعوا عن عقد قمة مع الرئيس الأمريكي، وكان لهم دور في عرقلة مشروع تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، ودفعت الشعوب بعض الدول إلى تغيير موقفها من الحرب؛ ولذلك لا يجب أن تستهين الشعوب بما تقوم به من تحَرّكات فهي التي سوف يراهَنُ عليها في إعادة الحقوق ومنع تجاوزات أمريكا والصهيونية العالمية على الدول الضعيفة.

قد يعجبك ايضا