زمنٌ يتغربَلُ فيه الناس
موقع أنصار الله ||مقالات||محمد حسين فايع
يقول الشهيد القائد في ملزمة الصرخة في وجه المستكبرين “يجب على المؤمنين المستضعفين أن يسهموا دائماً في كشف الحقائق في الساحة؛ لأَنَّنا في عالم ربما هو آخر الزمان كما يقال، ربما -والله أعلم- هو ذلك الزمن الذي يَتَغَرْبَل فيه الناس فيكونون صفَّين فقط: مؤمنين صريحين أو منافقين صريحين.. والأحداث هي كفيلة بأن تغربل الناس، وأن تكشف الحقائق”.
اليوم هناك مواجهة حقيقية بين فريق المؤمنين المستضعفين المجاهدين الممثلين بالمقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني وبين فريق المستكبرين الممثلين بقوى الكفر العالمي بقيادة العدوّ الصهيوأمريكي، وعلى المسار هَـا هي الحقائق تتكشف، حَيثُ الناس أصبحوا فعلاً فقط قسمين أَو فريقين مؤمنون صريحون ومنافقون صريحون.
على مسار المعركة القائمة بين الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية وبين العدوّ الصهيوأمريكي المستكبر نلحظ أنه كلما زاد اصطفاف المؤمنون الصريحون مع الشعب الفلسطيني ومقاومته، كلما زاد في المقابل اصطفاف فريق المنافقين الصريحين مع كيان العدوّ الإسرائيلي.
اليوم نجد أن أنظمة وكيانات التطبيع والتبعية الأعرابية ومن يدور في فلكهم هم فعلاً المنافقون الصريحون، حَيثُ وصلوا في اصطفافهم وتخندقهم العلني مع العدوّ الإسرائيلي إلى حَــدّ المشاركة العسكرية المباشرة له في ارتكاب مجازر الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وفي هذا السياق كشفت قناة فرانس 24 أن طائرات حربية إماراتية تشارك سلاح الجو الإسرائيلي في شن الغارات على قطاع غزة وارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين، وأكّـدت مراسلة القناة نقلاً عن مصادر عسكرية إسرائيلية مشاركة طائرات حربية عليها علم الإمارات جنباً إلى جانب مع الطائرات الإسرائيلية في قصف غزة، النظام المصري بدوره يشارك العدوّ الإسرائيلي في منع وصول المساعدات وعلى رأسها الوقود إلى مستشفيات قطاع غزة وذلك من خلال إغلاق معبر رفح.
من جهته النظام السعوديّ يعمل بحرص على أن يحتوي موقف أية قمة أَو اجتماع للجامعة العربية أَو لمنظمة التعاون الإسلامي؛ بهَدفِ صد ومنع أي موقف موحد وقوي من شأنه أن يصب في صالح ونصرة المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني في مواجهته العدوّ الصهيوأمريكي، بل لقد وصل الأمر بالنظام السعوديّ إلى حَــدّ محاولة الاعتراض للمسيَّرات والصواريخ التي تطلق من اليمن لاستهداف قواعد ومنشآت العدوّ الإسرائيلي، نصرةً لفلسطين شعباً ومقاومةً الذي يواجه الحصار والدمار وعمليات الإبادات الجماعية.
أما النظام الأردني وما أدراك ما النظام الأردني فقد طلب بشكل ملح من الأمريكان ومن كيان العدوّ بأن يزودوه بمنصات مضادة للصواريخ والمسيَّرات لا لكونه مستهدفًا وليس في مواجهة عدوان، وإنما ليؤدي دوره كقاعدة متقدمة على مسار حماية كيان العدوّ الإسرائيلي من أية ضربات صاروخية أَو مسيَّرة قد تمر عبر الأجواء الأردنية.
بناءً على هذا التكشف للحقائق على مسار الفرز الذي أحدثته المواجهة التي تخوضها المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني في مواجهة العدوّ اليهودي الصهيوني تجلى فعلاً انقسام الناس إلى فريقين فقط مؤمنون صريحون ومنافقون صريحون، ووفقاً لوعد الله وسنته الثابتة يمكن القطع بأن نتيجة المواجهة بين الفريقين محسومة وحتمية، وعلى النحو التالي:-
أولاً: بخسارة فريق المنافقين الصريحون بانهيار وزوال أنظمة وكيانات النفاق والتطبيع القائمة اليوم، وفي هذا يقول الله: (فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَو أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أنفسهِمْ نَادِمِيْنَ).
ثانياً: بهزيمة تحالف الكفر والاستكبار بقيادة أمريكا وإسرائيل وفي هذا يقول الله تعالى: (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا) إلى قوله تعالى: (وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا، وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا).
ثالثاً: بانتصار فريق المؤمنين الصريحين المجاهدين في سبيل الله، المتولين لله ولرسوله وللمؤمنين، وفي هذا يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)، (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)، (وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ) صدق الله العظيم.