غزّة.. وتحوُّلاتُ المشهد إقليميًّا وعالميًّا
موقع أنصار الله ||مقالات||محمد يحيى السياني
غزةُ وما تعانيه اليومَ من مجازرَ وإبادة جماعية وحصار خانق، من العدوّ الإسرائيلي والأمريكي، وما يقابلُه من صمودها الأُسطوري، وشجاعة واستبسال مجاهدي المقاومة الفلسطينية أمام جيش العدوّ وداعميه الأمريكان والغربِ المنحازِ للصهاينة المجرمين.
هذه المعركة وطوفانها العابر لحدود غزة وفلسطين والإقليم، والمنطقة والعالم بأكمله، قد صنعت تحولات كبيرة، على الخارطة الإنسانية والسياسية والعسكرية، وأكّـدت بوضوح وبالدليل القاطع للعالم بأسره، بأن أمريكا التي لطالما ادعت، كذباً وزوراً بأنها الداعم الراعي للسلام في العالم، هي اليوم في غزة وقبلها بالأمس في كُـلّ بلدان العالم التي تعرضت للعدوان والمجازر والدمار، تذرف دموع التماسيح، على انتهاكات حقوق الإنسان، وهي في الوقت نفسه، تشعل فتيل الحروب والفتن هنا وهناك، في هذا العالم، وهي اليوم في غزة تمارس نفس دورها الخبيث والمقرف معاً، فهي من مدت الصهاينة بالسلاح والمال والدعم اللوجستي والغطاء السياسي، وتحشيد الغرب المنافق التابع لها؛ للتخندق مع العدوّ الإسرائيلي في هذا العدوان الفاشي الغاشم، لقتل أبناء الشعب الفلسطيني المظلوم، كما تمارس خستها المعهودة، بالمتاجرة بأوجاعه وآلامه وجراحاته ولعقود طويلة في أروقة الأمم المتحدة وفي كُـلّ الأزقة المظلمة للأنظمة العربية المطبعة والمتواطئة معها ومع العدوّ ضد القضية الفلسطينية العادلة.
مع دخول الأسبوع الخامس من “طُوفان الأقصى”، وعلى مجازر الإبادة الجماعية لجيش الصهاينة في غزة، يظل صمود وبسالة المقاومة، هو الملفت والمسيطر عالميًّا على المشهد وقد أعطى امتدادُ وتوسعُ المعركة مع العدوّ، بُعداً كَبيراً للمواجهة وتحوُّلاً تصاعدياً لها؛ فحزب الله في لبنانَ يدُكُّ مواقعَ العدوّ العسكرية في الشمال، بضربات دقيقة ومركزة ومؤثرة معاً، فضلاً عن ضربات أحرار المقاومة في العراق وصواريخ ومسيَّرات الأنصار في اليمن التي وصلت مدياتُها إلى عمق العدوّ الإسرائيلي في فلسطين المحتلّة، وهذا الزخم الكبير والتحول الفارق للمعركة بعد مشاركة المحور عسكريًّا فيها هو من يعيقُ تقدُّمَ قوات العدوّ برياً نحو غزة ويعزز الفشل والهزيمة النكراء التي تعرض لها ويتعرض لها جيش العدوّ الإسرائيلي المجرم.
غزة اليوم مع محور المقاومة، في هذه المعركة الكبرى تؤسِّسُ للأُمَّـة صروحًا شامخة من العزة والكرامة والمجد، فما يحدُثُ هو من أهم المحطات التاريخية الفارقة التي ستعكسُ بتداعياتُها وآثارُها على الشعوب العربية والإسلامية والعالم، وبات فيها انتصارُ غزة والمقاومة ضرورةً حتميةً ومصيريةً؛ لتمضيَ التحوُّلاتُ ويكتملُ المشهد.