أين أنتم من (الحُجيجة)؟!
موقع أنصار الله ||مقالات||عبدالمنان السنبلي
أين أنتم من (الحُجيجة)..؟
أين أنتم من صفية بنت ثعلبة الشيباني..
والله، وبالله، وتالله.. أن شراك أحد نعليها أشرف وأطهر وأعز من تيجانكم جميعاً…
تعلمون لماذا..؟
لأنها فقط أجارت (الحُرَقَة): هند بنت النعمان حين استجارت بها، ولم تسلمها إلى كسرى..!،
أجارتها ولم تتردّد..!
هل تعلمون ماذا يعني أن تجير إمرأةٌ عربيةٌ إمرأةً عربيةً مثلها كان يحث في طلبها كسرى؟
يعني أنها تضع بذلك نفسها وأهلها وقومها في مواجهة مباشرة وخاسرة مع (كسرى) أعظم ملوك الأرض في ذلك الزمان..
ولكم أن تتخيلوا قبيلةً عربيةً صغيرةً (كبني شيبان) تضع نفسها في مواجهة مفتوحة مع قوة وإمبراطورية عظمى..!
لكنها فعلت، وأجارتها..
فما الذي دفعها وحملها على ذلك..؟
لقد كان بإمْكَانها، يعني، أن تتصرف بالضبط كما يتصرف حكام العرب اليوم..
أن تدع هنداً لمصيرها مثلاً، وتسلم نفسها وقومها مغبة التورط في مواجهة مع كسرى..
كان بإمْكَانها ذلك، ولن تعدم الأسباب والمبرّرات طبعاً..
كان بإمْكَانها أن تتعلل مثلاً بحجّـة أن النعمان بن المنذر (أبا هند) كان أدَاة بيد (إيران)، أقصد: (الفرس)، وقد كان كذلك فعلاً، لضرب واستهداف العرب والبطش بهم..!
كان بإمْكَانها أن تعتذر مستحضرةً ما كان من أمر العداوة والبغضاء بين قومها وبين نظام الملك النعمان بن المنذر الموالي يومها (لإيران)، عفواً: (الفرس)..
كان بإمْكَانها أن تُذكِّر (هنداً) بكل ما أقدم عليه أبوها النعمان بن المنذر من ظلمٍ وبطش وتنكيل بحق قومها، وحق القبائل المجاورة…
أن تلصق به تهمة التخابر مع (إيران) مثلاً، أقصد: (الفرس) أَو الإرهاب أَو داعش أَو أي شيءٍ من هذا القبيل…
كان بإمْكَانها فعل ذلك كله لتتنصل مما يتوجب وتُحتِّم عليها عروبتها وأخلاقها العربية..
كان بإمْكَانها حتى أن تتخابر مع (أمريكا) أَو (الروم) بالأحرى؛ للتفاهم حول كيفية استخدام قضية (هند) كورقة ضاغطة ضد (طهران)، أقصد: (المدائن)..
كان بإمْكَانها فعل ذلك كله، ولن يلومها أحد طبعاً..
لن يلومها، لثبوت ما كان عليه أمر النعمان بن المنذر من تكبر وتجبر وتنكر بحق قومه من العرب..
لكنها أبت وأجارتها..
أبت حميةً وغيرةً ونخوةً، فسجل لها التاريخ ذلك، وسجل لها أَيْـضاً قيامها باستنفار العرب جميعاً وحثهم للدفاع عن شرف وقيم ومبادئ وأخلاق العرب..
فكان يوم ذي قار…
اليوم، وبالنظر إلى ما تتعرض له (غزة) وَ(فلسطين) الآن من عدوانٍ بربريٍ غاشم، تخيلوا معي:
كم (هنداً) هناك اليوم تستجير..!
كم (هنداً) تستغيث..!
فهل أجارهن أحد من حكام (العرب)؟!
لا أحد طبعاً..!
الكل هنا يخشى الروم، عفواً: أمريكا..!
الكل يتآمر مع أمريكا..!
وحده السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي من أجار (غزة) وأغاثها بما تيسر له من الصواريخ والمسيرات من على بعد ٢٣٠٠ كيلو متر…
الدور والباقي على أُولئك الحكام العرب القريبين والذين لم تحَرّك فيهم مظاهر الدمار والإبادة الشاملة نخوةً ولا غيرةً تعادل في مجموعها مقداراً ضئيلاً من نخوة وغيرة (الحجيجة): صفية بنت ثعلبة الشيباني..!
فهل نساوي بذلك تيجانهم مجتمعةً بشراك نعلٍ من نعلي (الحجيجة)..؟
ما لكم كيف تحكمون؟