اليمنُ والقضيةُ الفلسطينية: موقفٌ لن يتبدّل
موقع أنصار الله ||مقالات||هنادي محمد
ثماني سنوات خاضها الشعبُ اليمني في مواجهته للعدوان السعوصهيوأمريكي، ما زال السيناريو قائمًا حتى اللحظة، مؤامرات والتفاف متكرّر حول عملية إحلال السلام المشرّف وحلّ الملفات الإنسانية، ثماني سنوات عاشها شعبنا معتمدًا على الله -جلّ شأنه- من خلال بناء قدراته الدفاعية وتصنيع الأسلحة وتأهيل مهارته الذاتية الميدانية؛ حتى أصبح يمتلك خِبرةً كبيرة في قيادة المعارك وتفعيل السلاح المناسب زمانًا ومكانًا.
التجربةُ القاسيةُ والمعاناةُ الكبيرة التي عاشها شعبنا، والتي لا تزالُ آثارُها حتى اليوم نتاج الجرائم التي ارتكبتها السعوديّة والإمارات بإيعازٍ أمريكي إسرائيلي، جعلته أقربَ الشعوب إلى الشعب الفلسطيني المظلوم، يشعر بِأنَّاته ويحس بآلامه ويهتز نتاج القصف الذي يتعرض له على مدار الساعة كما لو كان الجسد اليمني هو الذي تقطّع أجزاءه ويسال دمه؛ لأَنَّ صوت أزيز الطائرات ما زال صداه عالقًا في آذاننا، وصور شهدائنا تملأ جدران منازلنا وتزيّن شوارعنا، وحرقة الثكالى وبكاء اليتامى لم يجف بعدُ؛ ولأَنَّنا ما نزال نحارب حتى اللحظة لاستعادة حقوقنا المشروعة الممثلة بالمرتبات.
القضية الفلسطينية كانت -ولا تزال- القضية الأُمَّ والمركَزيةَ لدى الشعب اليمني وقيادته الثورية منذ بزوغ فجر المشروع القرآني النيّر الذي أعاد ترتيب القضايا وفرز الأولويات كما ينبغي، بحسب الأهم والأخطر، فاحتلت فلسطين المرتبة الأولى، وأتى العدوّ الصهيوني في رأس الهرم العدائي الذي يتوجب محاربته ودفع شروره وفساده، وهكذا ترسخت الثقافة القرآنية في فكر شعبنا حتى رآه العالم اليوم بالصورة المشرفة التي ميزته هن غيره وجعلته منافسًا لبقية الأحرار في أمتنا.
روح المسؤولية الإيمانية ووحدة القضية هي ما أنتجت الموقفَ الحر الصادق الذي أعلنه سماحة السيد القائد/ عبدالملك الحوثي “يحفظه الله” باستعداده التام للمشاركة العسكرية في الدفاع عن أهالي غزة ونُصرةً للمقاومة الإسلامية في المعركة التاريخية، انعكس بصورة سريعة ومباغته، فعلًا ضاربًا في الميدان وعويلًا من العدوِ يسمع صوته جميع من في الدنيا، مسيّراتٌ طائرة وصواريخ مجنحة تحلّق في الفضاء؛ لتصل بكل قوتها محدثةً طوفانًا يمانيًّا ذا بأسٍ شديد يحرق طغيانهم ويكسر استكبارهم ويجعلهم صاغرين أذلاء، في المقابل يشفي صدورَ أُمَّـة مؤمنة تدعو بكل محبة لهذا القائد الذي مثّل أملًا كَبيراً لنُصرة المستضعفين والمظلومين، وعزز الروح الجهادية لدى المجاهدين.
تأكيداتٌ متكرّرة من قيادات سياسية وثورية يمنية بالاستمرار في توجيه المزيد من الضربات للعدو الصهيوني الغاصب حتى يتوقفَ عن عدوانه وهمجيته، وبنُصرة فلسطين بالمَسيرات والمُسيَّرات، قولاً وفعلاً وذلك كموقف مبدئي وثابت لن يتغيرَ أَو يتبدّل، والعاقبةُ للمتقين.