اليمنُ ينتصرُ لغزة ويُرضِخُ الكيانَ للمقاوَمة
موقع أنصار الله ||مقالات||زهران القاعدي
طيلة 45 يوماً من العدوان الصهيوني على غزة وما قبل العملية العسكرية في البحر الأحمر للقوات المسلحة اليمنية والتي أَدَّت إلى احتجاز سفينة إسرائيلية، ظل قادة الاحتلال خلالها ومن خلفهم الأمريكان يطلقون التهديدات اليومية بأن لا هدنة ولا حوار وأن حربهم على غزة لا يمكن إيقافُها حتى النصر على المقاومة وتحرير الرهائن، وأن أية هُدنة قبل ذلك ستكون انتصاراً للمقاومة الفلسطينية.
لقد كان نتنياهو متبجحاً ومتغطرساً وواثقاً من حجم دعم الغرب الكافر له اللا محدود والمتنوع، وَظّن أنه قد استفرد بغزة وَأهلها متناسياً أن لدى غزة محورَها وشعوبَها ستنتصر لها، كيف لا وقد بلغ الإجرامُ ذروتَه ومنتهاه بحق الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية؟! وقد أخطأ في ذلك، وأخطأ أَيْـضاً عندما تجاهل تحذيرات قائد اليمن أن طوفان البحر الأحمر سيغرقه إن لم يقف عند حده، وما هي إلا ساعات حتى بدأت القوات البحرية في الجيش اليمني بالتحَرّك والتنفيذ وَاحتجاز أولى السفُنِ الإسرائيلية.
لقد كانت تلك العمليةُ تفوقُ توقُّعاتِ العدوّ وتوقعاتِ داعميه وأرعبتهم وقصمت ظهورهم جميعاً، بالمستوى الذي كانت عليه نصراً للمقاومة وفرحاً وسروراً كسا قلوبَ المسلمين وأحرارَ العالم المتعطشة لموقف عملي قوي يوقف مجازر الإبادة بحق سكان غزة وينتصرُ لدماء الشهداء.
لقد كانت عملية البحر الأحمر نصراً يضافُ إلى نصر المقاومة في فلسطين وهزيمةً لأمريكا قبل ربيبتها “إسرائيل”؛ إذ غَيَّرت من موازين الحرب على غزة، وقلبت الطاولة على المعتدين، وما هي إلا لحظات حتى سارعوا في طلب التهدئة؛ لاستيعاب هول الضربة القاصمة من قبل القوات المسلحة اليمنية، التي هزت كياناتهم، وقذفت الرعب في قلوبهم، وأيقنوا أن غزة ليست وحدها، فما كان منهم إلا الرضوخ لمطالب المقاومة فيها واستبدال أسرى الكيان بالمعتقلين الفلسطينيين من نساء وأطفال، وتراجعت مستوى تلك الخطابات والبيانات والتهديدات التي كانت لا تتوقفُ ضد الفلسطينيين.
لقد عرف العالَمُ أن اليمنَ -قائداً وشعباً وجيشاً- لا يمكنه السكوت عن جرائم الإبادة في غزة، واستشعرت أمريكا مدى خطورة العمليات البحرية وَأنها قد تطالها وتنهك اقتصادها إن لم توقف حربها على غزة، وأن القيادة في صنعاء لا ينفع معها التهديدات والحروب، وهي جادة في خوض ملحمة البحر الأحمر ضد الكيان نصرةً لغزة ومقاومتها وشهدائها.