الاستراتيجيةُ الأقوى لردع الصهيوأمريكي.. ثقافةُ الجهاد والاستشهاد
موقع أنصار الله ||مقالات||علي الموشكي
لقد استطاعت الصهيونية العالمية بدعم وإسناد رأس الشر الشيطان الأكبر أمريكا، بسطَ نفوذها على المنطقة العربية والإسلامية، ولديها العديد من الغايات والأهداف، ومن أهمها تأسيس مسمى الكيان الصهيوني بذرائعَ زائفة لتضليل الكثير من المنتمين للديانة اليهودية وبدافع العنصرية الدينية فرضتها على الوطن العربي، مستغلين التفكك والضعف للبلدان العربية بعد إنهاك واستعمار بريطاني وفرنسي وذلك بدافع الاستحواذ وبسط النفوذ، ولقد مررت أكذوبة أرض الميعاد ورسمت لتنفيذها سياسات واستراتيجيات طويلة المدى عززتها من خلال بسط النفوذ بالقوة العسكرية على الأرض الفلسطينية والتي أزهقت أرواح عشرات الآلاف الأرواح وهجَّرت الملايين من أبناء الشعب الفلسطيني، ودمّـرت مئات الآلاف من منازل المدنيين واستوطنوا في أراض شاسعة وهجروا آلاف المزارعين واقتلعوا شجر الزيتون التي البعض منها يعود عمرها لمئتين سنة، ومنذ بداية الاستعمار وإلى اليوم تأسس الكيان الصهيوني على دماء الشهداء الفلسطينيين، والذي أضيف إلى تاريخ الأُمَّــة الإسلامية آلاف السجلات الدامية، والتي تشكل نهراً من الدماء منذ بزوغ فجر الإسلام والتحَرّك في هداية البشرية وإيصال نور الله وتطهير الأراضي العربية من اليهود أعداء الله وأعداء الرسالات الإلهية، الذين كما أخبرنا الله عنهم يسعون في الأرض فساداً.
انحرافُ وضعية الأُمَّــة هو ما مكّن اليهود والنصارى والطغاة والمستكبرين، من العالم الإسلامي وتحمل المنحرفون الوزر منذ ذلك التاريخ وإلى اليوم، ونشر الثقافات المغلوطة المحسوبة على الإسلام بفعل المنافقين المتدينين والذين كانوا عوناً للطغاة والمستكبرين في طغيانهم وتركيعهم للشعوب الإسلامية وتقديم الإسلام بصورة ضعيفة جِـدًّا.
لا بدَّ من التقييم للواقع اليوم وتحديد المصير والتوجّـه وكشف الحقائق برؤية عملية لتصحيح واقعنا كأمة عربية وإسلامية، وتحَرّك في تنفيذها بصورة علنية، كما تحَرّك أولياء الله الصالحون كالإمام الخميني (رضوان الله عليه)، وكالشهيد القائد (رضوان الله عليه)، وكما يتحَرّك الإمام الخامنئي (يحفظه الله)، والسيد حسن نصر الله (يحفظه الله)، والسيد عبد الملك الحوثي (يحفظه الله)؛ كي نكون أُمَّـة قرآنية تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتوسيع دائرة محور المقاومة؛ لأَنَّ اليهود والأمريكيين سيضاعفون من حدة التحَرّك وسيكون عملاؤهم في طليعة من سيطفئون نور الله وسيتحَرّكون بلفيفهم، وما نرجوه ونأمله من أنظمة وشعوب الدول الإسلامية هو توحيد الصفوف والعمل على تعزيز مشروع المقاومة للصهاينة والأمريكيين، وإيقاف مجازر الإبادة الجماعية ومشاهد الإذلال للمواطن العربي، فمن حق الشعوب العربية أن تعيش بكرامة وعزة واستقلال القرار، ويكفي العملاء المطبعين وغير المطبعين دروساً في الذلة الإهانة والثأر للقضايا الكبرى والعيش بحرية وكرامة وعزة وشموخ في الدنيا وفي الآخرة.
دول محور المقاومة اليوم تذيق العدوّ الصهيوني مرارة الألم، وتبذل وتحَرّك كُـلّ جهودها وعتادها وما تستطيع في إسناد الشعب الفلسطيني لتطهير أراضيه من دنس اليهود، أمام صمت مخز وذلة أنظمة الدول العربية وتواطؤ البعض منها في تقديم يد العون للأمريكيين والإسرائيليين وجعل مطاراتهم موانئ للعدو وترنزيت لشحنات السلاح الذي يحركونه دفعات وبكميات هائلة للعدو الصهيوني؛ لكي يثخن قتلاً للأطفال والنساء المدنيين ومحاصرة المقاومة الفلسطينية.
فنحن -شعوب محور المقاومة- يجب أن نستمر في حالة التأهب والجهوزية والإعداد القتالي العالي ومساندة الشعب الفلسطيني بالمال والموقف، وخوض غمار المواجهة الإعلامية والمواجهة، من خلال الموقف ومناشدة الشعوب العربية للخروج الجماهيري المشرف لمطالبة الأنظمة باتِّخاذ المواقف المشرفة والمساندة والتي تحدّد مصير الأُمَّــة الإسلامية، والتأييد للمواقف العظيمة والمشرفة لدول محور المقاومة وقيادتها قرآنية التحَرّك والعداء لأعداء الله، وترسيخ ثقافة الجهاد والاستشهاد في سبيل الله قولاً وعملاً، ومن يحب الحياة سيعيش في ذلة وخنوع وسيدوس الأمريكان والصهاينة على كرامته بالقول وبالفعل وسيذوق الخزي في الدنيا وفي الآخرة.