إلى مقام الشهداء
موقع أنصار الله ||مقالات||مرتضى الجرموزي
في ذكراهم السنوية التي نحتفل بها تمجيِّدًا وتخليداً لمواقفهم، لعظيم تضحياتهم، لجميل مآثرهم البطولية والشجاعة النابعة من صميم الدين وفضائل الأخلاق المحمدية الإيمانية الجهادية.
اليوم ونحن، إذ نحيي هذه المناسبة العظيمة لنا وقفاتٍ مع أصحابها الطهر الكرام نستذكر فيها رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه فصدقهم ووفَّاهم أجورهم واصطفاهم إلى جنان الخلد شهداء، أحياء عند ربهم يُرزقون، فرحين بما أتاهم الله، مستبشرين مطمئنين، لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون.
الحديث عن الشهداء، زيارات روضاتهم، إحياء ذكراهم ترسخ فينا قيم النبلاء الذين خرجوا لإحياء القيم والأخلاق والدين وحفاظاً للسيادة والكرامة الدينية والوطنية والمجتمعية، ليس لليمن وحسب وإنما للأُمَّـة وكلّ المستضعفين، حضر شهداؤنا للدفاع عن كُـلّ ما له صلة بالدين والإنسانية.
بدمائهم وعظيم تضحياتهم حفظوا ماء وجه الأُمَّــة أمام الصلف الصهيوأمريكي والاستكبار العالمي، حرصاً منهم من ألا تُمتهن الأُمَّــة سيادةً أَو تُستبعد أَو تُذل من قبل من لا يرقبون فيها إلًّا ولا ذمة، فكانوا هم الحصن الحصين وهم الدرع الواقي والصخرة التي تحطمت عليها آمال قوى البغي والعدوان وأدواتهم العميلة في الداخل اليمني والمنطقة العربية الذين يعملون في سبيلهم ويمهدون الطريق أمامهم قتلاً لشعوبهم وتضييع الأُمَّــة عن مسارات عزتها وكرامتها ليسهل للأعداء ابتلاعها والسيطرة عليها وإخضاعها لخبث سياستهم وعقيدتهم المشجعة للسقوط والتيه بعيدًا عن القيم.
اليوم ومع الذكرى السنوية للشهيد يجب علينا أن نحمد الله ونزداد إليه قرباً فيما يرضيه، فلولا هو ونبلاء المجد مجاهدونا الكرام في الجيش واللجان والقبيلة اليمنية منذُ سنوات العدوان وحرب السلطة الظالمة بحق أبناء صعدة، وما تلتها من مواجهات متقطعة في مختلف المحافظات اليمنية بين قوى الخيانة وعتاولة الفساد والإجرام، إلى ثورتي الـ11 من فبراير والـ21 من سبتمبر وما أعقبها من عدوان وتحالف عالمي بقيادة أمريكا وربائبها في السعوديّة ودويلات الخليج ومن يدور معهم في فلك التطبيع والخيانة والطاعة العمياء للصهاينة والأمريكان.
نستذكر شهداءنا العظماء مجدداً، من خلدوا بتضحياتهم، بمعاناتهم، بصبرهم ورباطهم تاريخاً ملؤه العزة والكرامة، ملؤه التحدي والإصرار والانتصارات في مختلف الميادين وجبهات القتال، وتم دحر قوى العدوان وأدواتهم من محاور عدة بعمليات عسكرية كبيرة تكللت بفضل الله وثم بفضل مجاهدينا بالنجاح الساحق ضد تحالف العدوان، فمنهم من قضى نحبه شهيداً في سبيل الله، ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً.
سلام الله على شهدائنا، سلامٌ على أرواحهم الطيبة ونفسياتهم الزاكية ودمائهم الطاهرة، سلامٌ على كُـلّ قطرة دم سالت منهم، سُفكت في جبل وفي تلٍ ووادٍ وفي الصحراء وفي الهضاب وعلى السواحل.
سلامٌ على جباهٍ سجدت لله راكعةً له باتت ليلها ونهارها في ثكنات جهادها ومواقع رباطها بقوة إيمَـان وعزيمة لا تلين حتى نالت شرف الشهادة أَو الانتصار في سبيل الله فوزاً بإحدى الحسنيَّينِ: النصر أَو الشهادة.