اليومُ العالمي للمرأة المسلمة رسالةُ الرقي والأنموذج الأسمى
موقع أنصار الله ||مقالات||صفاء السلطان
سيدات بحجم السماء تقفُ في وجه التحديات يجسدنّ النماذج العظيمة والسامية، في زمن الجور والخلاعة والانحطاط، سيدات حق القول فيهن إنهن زهراء وزينب عصرهن وزمانهن المليء بالمسوخ البشرية، مؤمنات حملن على عاتقهن هم أُمَّـة فسعت كُـلّ واحدة منهن لتقديم كُـلّ ما تستطيع تقديمه، فإن أتينا للنموذج الراقي في يمن الإيمان فبلا ريب ستجدون ما تعجز الأقلام عن تسطيره وكتابته، فإن أخذنا النساء في القرى كمثال على تجسيد روحية العطاء التي أخذنها من السيدة الزهراء -صلوات الله عليها- فستجد امرأة تربي المواشي حتى إذَا حان بيعها أخذتها وأنفقتها في سبيل الله، حتى أنه وصل الحال بتلك النسوة العظيمات أن تنفق بقرتها التي تقتات هي وأسرتها منها في سبيل الله، عن أية عظمة يكتبون وعن أي إيثار يُسطرون أمام هذه النساء العظيمات، لا شك أَيْـضاً أنه قد لامست أسماعنا قصة النسوة اللاتي كُنّ يبعنّ الحطب لكي يستطعنّ المشاركة في كسر شوكة العدوان على اليمن قصص عظيمة بعظمة هذا الشعب وعظمة نسائه الصابرات المؤمنات.
أما لو أتينا للنماذج الراقية في تقديم الروح مقابل العزة والكرامة فسنجد النماذج الشامخة الصادقة المؤمنة، فعلى سبيل المثال لا الحصر والدة الشهيد فيصل عاطف، التي قدمت أبناءها الأربعة وما تزال تردّد وتقول (نحن نستحي من الله) أوليست هذه العبارة مماثلة لما سطره القرآن الكريم حاكياً عن الزهراء وأسرتها بقوله: (إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً)، أَيْـضاً من النماذج التقية النقية موقف أم الشهيد عبد القوي الجبري، التي واجهت الجبروت الداعشي الذي دفن ابنها حياً وماثلت بذلك نساء مؤمنات في أرض كربلاء ترفُضُ ما قدمته في سبيل الله.
اليوم وفي خضم الأحداث التي يعيشها العالم نجد الأيادي اليمانية الزهرائية العظيمة، فمظلومية اليمن لا تقل شأناً عن مظلومية فلسطين؛ فالمؤمنة في اليمن لا تربي ابنها إلا على أنه سيكون ذات يوم فارسَ القدس وقالع تحصينات اليهود، أما في جانب الدعم والمساندة فقد تحَرّكت هذه النساء في تقديم كلما تمتلكه من الأموال والحلي حتى وصل الإنفاق من محافظة واحدة إلى عشرين مليون ريال.
أما لو جئنا لزهراء غزة تلك الصابرة المحتسبة الواقفة بكل شموخ أمام العدوان اليهودي الوحشي فلن نجد إلا الإيمان قد تجلى في أعظم صوره، وإلا الإحسان في أزهى أمثلته، فهن على مدى أكثر من خمسة وسبعين سنة يجاهدن الطغاة والظالمين في كُـلّ أنواع المواجهة، ثابتات، شامخات، لا تغيرهن أحوال ولا تضعفهن مواجهات، فسلامٌ من أرض الإيمان إلى أرض الصبر والتضحيات.
وإن موعدنا النصر عما قريب وما ذلك على الله بعزيز.