اليمن.. حكايةُ فارسٍ بلا جواد

موقع أنصار الله || مقالات ||الشيخ عبدالمنان السنبلي

ماذا لو كان اليمنُ وجيشُها العظيمُ يمتلكُ من الإمْكَانات والقدرات العسكرية والدفاعية بعضاً مما تمتلكُه دولٌ عربية أُخرى، كالسعوديّة مثلاً أَو الإمارات أَو مصر أَو الأردن أَو حتى البحرين؟!

ماذا لو كان في حوزته العسكرية إف 15 وإف 16 وإف 18 والتايفون والرافال والميراج وأنظمة الرادارات المتقدمة والمتطورة وأنظمة الدفاع الجوي باتريوت و400 S وصواريخ التوماهوك وَ…، وغيرها مما تتكدّس به مخازن بعض الدول العربية..؟

تخيَّلوا قليلًا..

كيف سيكون المشهدُ اليوم..؟

يعني: هل كان الوضعُ سيظلُّ كما هو، وعلى حاله، اليومَ هناك في غزة وفلسطين..؟

وهل كان العدوّ الأمريكي والبريطاني والصهيوني أَيْـضاً سيستمر في عدوانه وطغيانه وإجرامه بحق أمتنا وشعبنا العربي الفلسطيني..؟

 

مستحيل طبعاً..

ذلك أن اليمن الذي استطاع اليوم أن يفرض قواعد اشتباك جديدة في معادلة الصراع العربي الصهيوني، وهو لا يمتلك من سلاح الجو سوى الطائرات المسيَّرة وطائرة واحدة فقط من طراز إف 5 وأُخرى من طراز سوخواي، بالإضافة إلى ثلاث مروحيات هيلوكبتر، لَقادرٌ وحدَه –بعون الله وتوفيقه- على أن يفعل الأفاعيل بالأعداء؛ فيما لو أنه كان يمتلك من الإمْكَانات والقدرات العسكرية ولو شيئاً قليلًا مما تمتلكه دولة، أَو حتى دويلة، واحدة فقط من الدول العربية المذكورة آنفاً؟!

والدليل هو ما يقوم به اليمنُ اليوم، وعلى قلة الإمْكَانات، من عملياتٍ عسكريةٍ جريئة وموجعة وصادمة للعدوِّ في أكثرَ من محور قتال أَو مواجهة..!

 

المفاجأة..

أن اليمنَ، ورغم أنه يبدو اليوم، وهو يخوضُ هذه المعركة، كفارسٍ مقاتلٍ شجاعٍ بلا جواد، إلا أنه -ومع ذلك- قد أثبت للعالم كله أنه هو الفارسُ العربيُّ الوحيدُ الذي بإمْكَانه خوضُ غمار الحرب، والتكيف معها، والقتال راجلاً، أَو بلا جواد.

في المقابل، لا أرى أُولئك العربَ الذين يكدِّسون أقوى وأحدث الأسلحة، لا لشيءٍ سوى لمُجَـرّد الاستعراض أَو الزينة، إلا أشبهَ بحظيرةِ حيواناتٍ واسعة ومكدسة بخيول كرامٍ، أَو كما يُظَن..

 

خيولٍ كرامٍ، ولكنها بلا فرسان..

وما تنفعُ الخيلُ الكرامُ ولا القنا..

إذا لم يكن فوقَ الكرامِ كرامُ..!

 

 

قد يعجبك ايضا