السيد القائد: أبناء غزة يتضورون جوعاً / أين الدول العربية الثرية وأين حقوق المرأة التي يتشدق بها الغرب
موقع أنصار الله – صنعاء – 12 شعبان 1445 هـ
ألقى قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، اليوم الخميس، كلمة عن آخر التطورات في فلسطين .. حيث أوضح أن الشعب الفلسطيني المظلوم في غزة يعاني للأسبوع الـ20 أقسى وأصعب أشكال المعاناة نتيجة العدوان الإسرائيلي الذي انتهج من بدايته السلوك الإجرامي والإبادة الجماعية واستخدم كل وسائل الإبادة.
وأوضح السيد أن أمريكا وبريطانيا ومعظم الدول الأوروبية الكبرى بادرت في اليوم الأول من العدوان لتقديم كل أشكال الدعم للعدو الصهيوني وبالرغم مما يمتلكه العدو الإسرائيلي من إمكانات عسكرية ضخمة فقد قدمت له أمريكا والغرب السلاح والمال والخبراء.. وأضاف : أين دعم المسلمين للشعب الفلسطيني المظلوم الذي هو جزء منهم وهو صاحب الحق الواضح والثابت؟!.
ولفت إلى أن الشعب الفلسطيني هو جدير بالدعم والمساندة بالاعتبار الإنساني وبكل الاعتبارات ، فأكثر الدول والأنظمة والحكومات تقف موقف المتفرج والبعض منها موقف المتواطئ وموقف الداعم بالسر للعدو الإسرائيلي.. مؤكدا أن خذلان معظم الحكومات والأنظمة ومن ورائها سكوت الشعوب سبب من أسباب جرأة العدو الإسرائيلي لمواصلة إجرامه وتشديد حصاره.
وقال السيد: للمرة الثالثة يستخدم الأمريكي الفيتو في مجلس الأمن لمنع أي قرار بوقف الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في غزة والأمريكي مُصر على استمرار الإبادة الجماعية لسكان غزة بكل وسائل الإبادة، كما أن الأمريكي يوفر أكبر غطاء من أجل أن يكون التجويع للشعب الفلسطيني في غزة إلى ذلك المستوى الفاضح للدول والمؤسسات الغربية و أكثر ما استخدم الأمريكي حق الفيتو منذ تشكيل مجلس الأمن إلى اليوم هو لخدمه العدو الإسرائيلي ولذلك فالأمريكي شريك أساسي للعدو الإسرائيلي في كل جرائمه بحق الشعب الفلسطيني في كل المراحل الماضية
وأشار إلى أن الأمريكي ورث من البريطاني الدور في رعاية الإجرام الصهيوني وحماية العدو الإسرائيلي وتقديم كل أشكال الدعم له، كما حوَّل الأمريكي دور مجلس الأمن وأعاق دور الأمم المتحدة في أي اتجاه إنساني لصالح الشعوب المستضعفة.. مؤكدا أن المسؤولية تتعاظم على الجميع والمسلمون في المقدمة مع تفاقم الوضع الإنساني في غزة وحجم المأساة.. وتساءل قائلاً : ماذا ينتظر المسلمون ليتحركوا؟ هل يريدون أن تتحقق الإبادة الجماعية بالشكل الكامل لسكان غزة؟! .. مؤكدا أن عدد الشهداء الذي معظمهم من الأطفال والنساء يتزايد باستمرار وبلغ عدد المجازر 2544 في استباحة واضحة للحياة الإنسانية.
وأكد أن العدو الإسرائيلي مواصل لمسلكه الوحشي في منع الغذاء عن الأهالي ومنع دخول الشاحنات المحملة بالغذاء إلى الأهالي.. لافتا إلى أن تعليق برنامج الغذاء العالمي لأنشطته مع المستوى المؤلم جدا من المعاناة والجوع في غزة ليكشف طبيعة دوره.. مضيفا أن سوء الدور الأمريكي والإسرائيلي يظهر في التلاعب على مستوى المنظمات الدولية والبرامج التي تتحرك تحت العناوين الإنسانية.
التجويع في غزة
وأوضح السيد أن حالات الوفيات من الجوع تتصاعد وهناك وفيات في الأطفال والطاعنين في السن حيث نفدت أو تكاد تنفذ حتى أعلاف الحيوانات في كثير من مناطق قطاع غزة وفي شمال القطاع بشكل أكبر.. مؤكدا أن مئات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني في غزة يتضورون من الجوع ويناشدون أبناء أمتهم بجوعهم ومعاناتهم.. وأضاف : أين الدول العربية الثرية التي تهدر مئات المليارات في أمور عبثية وتافهة وتغذية الفتن ولا تقدم القليل من الطعام للشعب الفلسطيني.
وقال السيد: تهدر كثيرُ من الدول كميات هائلة من طيب الطعام إلى المزابل ويعاني سكانها من السمنة ولا يقدمون شيئا من الطعام للشعب الفلسطيني.. مؤكدا أنه ليست هناك تحركات جادة وملموسة لكبريات الدول العربية وكأن دورها ينحصر في مجال الفتن والصراعات المدمرة للأمة من الداخل.. وأضاف: لماذا لا تحاول كبريات الدول العربية أن تتحرك في دور مشرف وإيجابي ولو في الملف الإنساني بإيصال الطعام والغذاء والدواء لأهالي غزة؟..
وتابع السيد: عرفنا جدية البعض في مواقف تافهة عندما تحركوا فيها باهتمام كبير واتخذوا إجراءات متنوعة من المقاطعة إلى الحروب.
وأوضح أن العدو الإسرائيلي أطلق النار على تجمع لآلاف الأهالي حاولوا الحصول على كمية من الطعام والطحين فقتل وجرح عدد منهم ، كما نفذ العدو الإسرائيلي إعدامات بدم بارد أثناء الاحتجاز بحق المختطفين بمن فيهم الأطفال والنساء فأين حقوق المرأة التي يتشدق بها الغرب أمام إعدامات العدو الإسرائيلي للنساء؟!.. مؤكدا أن الغرب لا يردد شعار حقوق المرأة إلا في سياقات لا أخلاقية أو تافهة أو لتفكيك المجتمع من الداخل، ففي العدوان على غزة تلاشت حقوق المرأة عند الغرب لما كانت هذه المرأة هي المرأة الفلسطينية ولما كان الجاني والمعتدي هو العدو الإسرائيلي.
وأوضح السيد أن العدو الإسرائيلي اقتحم مجمع ناصر الطبي بالدبابات والطائرات المسيّرة وكأنه يقتحم قاعدة من أكبر القواعد العسكرية ، كما استهدف العدو الإسرائيلي في المستشفيات حتى الأطفال الخُدّج والرُضّع والمرضى بكل فئاتهم.. مؤكدا أن هناك مأساة حقيقية في الجانب الصحي والمئات من الآلاف يعانون وأكثرهم تضررا هم الأطفال.. لافتا إلى أن العدو الإسرائيلي ارتكب جريمة فظيعة باختطاف الأطفال الرُضّع قسرا من أمهاتهم وفصل آلاف الأطفال عن ذويهم أثناء النزوح وهناك 17 ألف طفل مفصولون عن ذويهم وفق إحصائيات غير نهائية وهم في وضعية صعبة..
هزيمة العدو الصهيوني
وأكد السيد أنه ومع حجم المأساة والظلم والإجرام فهناك فشل للعدو الإسرائيلي في تحقيق أهدافه المعلنة ومن أبرزها استعادة أسراه، فالعدو فشل في استعادة أسراه وهو فشل ذريع رغم مضي 20 أسبوعا من الحرب وفي نطاق جغرافي محدود.. مضيفا أن العدو لم يتمكن من القضاء على المجاهدين في غزة الذين ما زالوا في حالة تماسك ويقاتلون ببسالة وفاعلية، فالمجاهدين في غزة ينكلون بالعدو بالرغم من أنهم يعيشون نفس المعاناة التي يعيشها أهاليهم في القطاع.
وأوضح أن همجية العدو واستهدافه الشامل للشعب الفلسطيني لم تنفعه ولم يحصل على صورة نصر.. مضيفا أن العدو يراكم رصيده الإجرامي في التدمير والقتل والحصار والتجويع لكنه يزداد فشلا بشكل واضح فخسائر العدو البشرية بالآلاف لكنه يحاول التكتّم عليها ويبذل جهدا في ذلك بل إن بعض الجنود الصهاينة يعانون من اختلالات عقلية من هول المعارك والاشتباك مع المجاهدين من مسافة صفر.
وقال السيد : تحول الجندي الإسرائيلي إلى مريض نفسي أو مختل عقليا، حالة منتشرة فيهم لما هم فيه من إجرام وطغيان ولحرصهم الشديد على الحياة.. مضيفا ان الأضرار النفسية والمعنوية كارثة على الصهاينة لأن وضعيتهم مهزوزة، هم لا يعيشون حالة الاطمئنان، كما يقدر عدد الذين هربوا من الأراضي المحتلة إما بشكل نهائي أو مؤقت أكثر من مليون صهيوني لعدم الاستقرار، كما أن هناك مسار للهجرة المعاكسة لأن الصهاينة يعيشون فعل التهديد الوجودي.
وأوضح أن خسار العدو العسكرية كبيرة والاقتصادية غير مسبوقة بالرغم من الدعم الهائل الأمريكي الغربي الذي يحظى به فالعملة الإسرائيلية لم تعد مستقرة، مع تراجع في الاحتياط للنقد الأجنبي وارتفاع الدين العام وعلى مستوى العجز الكبير في الموازنة للعدو ، كما هناك تداعيات في كل المجالات الاقتصادية من الإنتاج والاستثمار ونقص العمالة والقطاع العقاري.
وقال السيد: هناك شلل في الموانئ وتراجع في السياحة وانخفاض في الملاحة الجوية وهناك خسائر رهيبة في اقتصاد العدو الإسرائيلي تصل إلى مئات المليارات من الدولارات وخسائر العدو الإسرائيلي بالرغم مما يحظى به من الدعم فيه عبرة مهمة فخسائر العدو في مواجهة إمكانات بسيطة للمجاهدين في غزة تعني أنه عدو قابل للهزيمة كما هُزم سابقا في لبنان وغزة.
وفيما يتعلق بحزب الله فأوضح أن جبهة حزب الله في لبنان جبهة كبيرة و فاعلة ومؤثرة على العدو الإسرائيلي وتلحق الخسائر المباشرة الكبيرة بالعدو، وجبهات الإسناد مستمرة من لبنان بفاعلية عالية وكذلك الأخوة المجاهدون في العراق مستمرون بالرغم من استهداف العدو الأمريكي لهم استهدافا مكثفا.