وقولوا قولًا سديدًا

موقع أنصار الله ||مقالات ||يحيى المحطوري

أمام كُـلّ الحملات المعادية للتضليل أَو التشويه أَو حرف الأنظار، أوجِّهُ نصيحتي إلى قادة الأنصار ورفقاء الدرب والسلاح:

إن من يحب أن يُمدَحَ على نزاهته في أداء مسؤوليته أَو يُثنى عليه حين يؤدِّي عملَه دون تقصير كمن يحب أن يُحمَدَ على أدائه لصلاة الظهر والعصر، كتكليف شرعي ومسؤولية دينية، فلا تنتظروا من أحد جزاء ولا شكورا.

ونصيحتي لكم ألا تتأثروا بما يدور من ضجيج في التواصل الاجتماعي فيؤثر ذلك عليكم في النهوض بمسؤولياتكم وأدائكم لمهامكم، فلا تخافوا في الله لومة لائم.

فَــإنَّما انطلقنا لتحمُّل مسؤولياتنا؛ إرضاءً لله وعملًا لنصرة دينه، لا مِن أجلِ سُمعة، ولا رياء للناس، ولا حرصًا على تلميع الصورة أَو غير ذلك من محبطات الأعمال.

وإلى المسؤولين المقصِّرين والمهملين:

اعلموا أن غضبَ الله عليكم أخطرُ عليكم من غضب الشعب؛ فهو يعلمُ خائنةَ الأعين وما تُخفي الصدور، فاحذروا بطشَه وعقابَه ومؤاخذتَه، وبادروا إلى التوبة بإصلاح أنفسكم ومعالجة المواضيع المرتبطة بكم، وإنصاف الناس من أنفسكم.

والله المستعان.

وإلى إخوتي الأعزاء

الذين سلُّوا أقلامَهم للدفاع عن اليمن طوال عدة أعوام في وجه قوى الطاغوت والعدوان ومرتزِقتهم وعملائهم:

لكم التحية على روحكم الثورية العالية التي ما خنعت للظالمين والفاسدين يوماً، والتي تدفعكم للجهر والصدع بكلمة الحق فلا تخافون في سبيلها لومة لائم أبدا.

أرجو أن تتقبلوا نصيحتي لكم، وأن تعلموا يقينًا أني لا أقصد منها التشكيك في سلامة نية أحد أَو إخلاصه..

ولكن من المهم علينا جميعاً الانتباه للقضايا التالية:

أولاً:

الحذرَ من التأثر بضجيج مواقع التواصل الاجتماعي الذي يثيرُه الأعداءُ؛ لكي يوجِّهوا تفكيرَنا وأقلامَنا إلى مواضيعَ محدّدة لخدمتهم.

ثانياً:

الحذرَ من التعجُّل والتسرع في الحكم في أي موضوع دون معرفة كُـلّ المعطيات التي تتعلق به وترتبط بالهدف من إثارته وتوقيت نشره وإذاعته، وبعض هذه المعطيات ليس من مسؤوليتنا، وبعضها قد لا يكون نشرها مناسبا.

وعلينا جميعاً أن نتذكَّرَ قولَ الله تعالى:

وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا.

ثالثاً:

الحذرَ من مؤاخذة الله لنا حين نخطئ في الانجرار مع أية حملة تشويهية، ثم يتضح أن وراءها الأعداء، وليس هدفها بريئًا إطلاقًا، وبعضها وإن كانت صحيحة فَــإنَّ سهام تشويهها توجَّـه إلى غير من يتحملون المسؤولية عنها.

والله سبحانه وتعالى يقول:

أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَىٰ

وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّىٰ

أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ

إخوتي الكرام:

اعلموا أن الواقع العملي مليءٌ بالصعوبات والتحديات ولا يخلو أبدًا من الأخطاء والمشاكل، وهناك الكثير من الشكاوى والمواضيع التي تعالج يوميًّا عبر معظم القائمين على المسؤوليات في كثير من المجالات، وتعالج بصمت ودون تشهير أَو حديث في مواقع التواصل الاجتماعي أَو في غيره.

وَأَيْـضاً هناك مواضيعُ معقدة وصعبة وتحتاج الكثير من الوقت والتحري للفصل فيها، لا تعلمون عنها شيئاً، ولا منة ولا فضل لأحد على الاهتمام بها ولا ثناء على من يقومون بمسؤوليتهم في حلها.

وعلينا أن نعلمَ نحن وأنتم أننا مسؤولون أمام الله عن كُـلّ كلمة نكتبها أَو حرف ننطقه أَو شائعة نصدقها أَو عمل مغرض نتحَرّك فيه ببساطة وعفوية، أَو بحسن نية.

وإلى بعض الأقلام المتورطة مع العدو:

اعلموا أن الله مخرج ما كنتم تكتمون، وأنكم مهما خنتم أَو مكرتم وتآمرتم، فلن تنجحوا إلا في الإساءة لأنفسكم، فعقاب الله وعقاب أوليائه سينالكم، بما اقترفتم من كذب وافتراء، وبما توليتم الأعداء.

وعليكم أن تتذكروا قول الله تعالى:

يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَىٰ مِنَ الْقَوْلِ، وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا.

وإن نجحتم في خداع غيركم من بعض البسطاء ولم ينكشف لهم مكركم وخداعكم

فلن تفلتوا من عقاب الله لكم غدا في مشهد القيامة.

حَتَّىٰ إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ.

وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا، قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ.

وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَٰكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ.

وَذَٰلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ.

وحسبنا الله ونعم الوكيل.

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

قد يعجبك ايضا