الرابعة فاجعة.. حصارٌ بحري كامل على العدوّ الصهيوني

موقع أنصار الله ||مقالات ||منير الشامي

في خضمِّ تطورات الموقف اليمني الخالد في نصرة غزة أشار قائد الثورة -يحفظه الله ويرعاه – في خطابه الأسبوعي الخاص بمستجدات العدوان الصهيوني الوحشي على غزة، يوم الخميس الماضي، إلى التحضير للمرحلة الرابعة من مراحل التصعيد ضد استمرار عدوان العدوّ الصهيوني وحصاره على غزة، وضد تعنت العدوين الأمريكي والبريطاني الضالعين في دعم جرائمه ومجازره الوحشية ومشاركته في حرب الإبادة الوحشية على إخواننا في غزة.

وما كادت تمر 24 ساعة على خطاب قائد الثورة إلا وترجم المتحدث الرسمي للقوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع، إشارة قائد الثورة ببيان عسكري ألقاه من منصة السبعين أمام الحشود المليونية عصر الجمعة، وضح فيه طبيعة المرحلة التصعيدية الرابعة وكشف عن خطواتها ونطاقها ومعلناً عن بدئها تنفيذاً لتوجيهات السيد القائد في الانتصار لمظلومية الشعب الفلسطيني وعبر الخطوات التالية:

أولًا: بدء مرحلة استهداف كافة السفن المخترقة لقرار حظر الملاحة الإسرائيلية والمتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلّة من البحر الأبيض المتوسط في أية منطقة تطالها أيدي القوات المسلحة اليمنية.

ثانياً: إذَا اتجه العدوّ الإسرائيلي لشن عملية عسكرية عدوانية على رفح فسيفرض الجيش اليمني عقوبات شاملة على جميع سفن الشركات التي لها علاقة بالإمدَاد والدخول للموانئ الفلسطينية المحتلّة من أية جنسية كانت.

ثالثًا: منع جميع سفن الشركات المرتبطة بموانئ الاحتلال من المرور في منطقة عمليات الجيش اليمني بغض النظر عن وجهتها، وأكّـد أن القوات اليمنية مستعدة لمراحلَ تصعيدية أوسع وأقوى حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في غزة.

وبناءً على ذلك فَــإنَّ التصعيد في هذه المرحلة تضمن إجراءات صارمة وكارثية على العدوّ الصهيوني؛ فإدخَال البحر الأبيض المتوسط في مجال دائرة الاستهداف للسفن الإسرائيلية وكلّ السفن المتجهة إلى أي ميناء من موانئ الأراضي المحتلّة عبر البحر الأبيض، سواء أكان هدفها الشحن أَو التفريغ يعني فرض حصار بحري كامل على العدوّ الصهيوني وتوقيف كامل لتجارته الخارجية، وإغلاق الطريق على كُـلّ السفن المتجهة إليه سواء القادمة عبر طريق الرجاء الصالح أَو القادمة من دول أُورُوبا مباشرة عبر البحر الأبيض المتوسط.

تضمنت المرحلة أَيْـضاً إجراءات صارمة ضد العدوّ الصهيوني فيما لو جازف باقتحام رفح تمثلت بفرض عقوبات على كُـلّ شركات النقل البحري التي تتعامل مع العدوّ الصهيوني بحظر ملاحة كُـلّ سفنها في نطاق الحظر المعلن بالمراحل التصعيدية الأربع وبأثر رجعي، وهذا يعني أن القرار اليمني سيشمل كافة سفن أية شركة نقل يستمر تعاملها مع العدوّ الصهيوني أَو لها علاقة بموانئه بما فيها سفنها القادمة أَو المتجهة من وإلى دول أُخرى، وهذا سيجبر كُـلّ شركات النقل البحري وقف تعاملاتها مع الكيان الصهيوني تماماً؛ لأَنَّها اليوم أصبحت تدرك أن اليمن بقيادته الصادقة الشجاعة وبشعبه المؤيد والمفوض والمبارك لقراراتها لا يمكن أن يتراجع عن حرف واحد أعلنه وسينفذ كلّ ما تضمنته المرحلة التصعيدية الرابعة؛ الأمر الذي يشير إلى مضاعفة وتشديد الخناق عليه فلا يجد حتى سفينة واحدة يستأجرها مهما كانت عروضه.

وهذا يشير بكل وضوح إلى أن هدف المرحلة الرابعة هو فرض حصار بحري كامل على العدوّ الصهيوني وإيقاف كُـلّ أنشطة تجارته الخارجية من أقصى نقطة في البحر الأبيض المتوسط إلى أقصى نقطة في المحيط الهندي وشرق إفريقيا تكون الأسلحة اليمنية قادرة على الوصول إليها، وهذا التوسع الكبير في توسيع دائرة ومجال وبنك الاستهداف له دلالات كبيرة وأبعاد خطيرة ونتائج كارثية على العدوّ الصهيوني ستنعكس على تدهور اقتصاده ومجتمعه الداخلي وأوضاعه وستؤثر على مختلف قطاعاته الأُخرى وتدفع بها نحو الانهيار، ناهيكم عن التداعيات الأُخرى التي ستنتج عن ذلك من تخبط وإرباك، ستنعكس حتى على واقع المواجهات العسكرية.

من جهة أُخرى فإعلان قواتنا المسلحة دخول البحر الأبيض المتوسط دائرة استهدافها يؤكّـد أن هناك أسلحة يمنية جديدة ستدخل ميدان المعركة بمواصفات أكثر تطوراً وأكثر حداثة وأبعد مدى وأعظم سرعة؛ فقائد الثورة لا يمكن أن يقرّر هذا التصعيد إلا إن كان واثقًا من تنفيذه والوفاء بكل ما تضمنه.

 

قد يعجبك ايضا