“القوة 400″ واستمرار الدور الوظيفي لصالح أمريكا و”إسرائيل”
حزام الأسد
تحت مبرر جمع الأدلة والمعلومات والبيانات عن ما يسمى بالمشتبه بهم من رموز “السلفية الجهادية” في اليمن والصومال آنذاك تمكن الأمريكيون نهاية التسعينيات من فتح فروع رسمية لمكاتب التحقيقات الاتحادي الفيدرالي (FBI) ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) في كل من صنعاء وعدن.
ومن أجل تسهيل تلك المهام عمدت واشنطن إلى بناء جهاز الأمن القومي في اليمن ككيان يناط به التعاون التكاملي مع المكاتب الفرعية ل(FBI) و(CIA) إضافة الى ما يتعلق بملف القرن الافريقي وعلى وجه الخصوص موضوع الصومال وهو ما تم بالفعل حيث صدر القرار الجمهوري رقم 262 لعام 2002م بتأسيس الأمن القومي وتكليف المدعو عمار عفاش وكيلا بصلاحيات واسعة داخل الجهاز، وكان من أهم المهام الرسمية والرئيسية للجهاز بحسب القرار: تعزيز وتطوير علاقات التعاون مع الأجهزة والهيئات المماثلة في البلدان الشقيقة والصديقة وتبادل المعلومات والخبرات معها.
وهذه المهمة الخطيرة المنصوص عليها في مهام تشكيل الجهاز كانت لإعطاء الغطاء القانوني للعمالة والخيانة والتآمر على أبناء الشعب اليمني لصالح قوى عالمية معادية.
والخلاصة: أن تأسيس جهاز الأمن القومي جاء برغبة وطلب أمريكي لتلبية حاجة واشنطن الأمنية والمخابراتية في إنشاء كيان وظيفي يمثل امتدادا لأجهزتها في الداخل اليمني، ولهذا فقد حضي الجهاز باهتمام رسمي كبير من قبل النظام السابق كتعبير عن الولاء والطاعة للإدارة الأمريكية كما حضي أيضا برعاية واشراف ودعم امريكي مباشر، وأوكلت إليه العديد من المهام الخطيرة لاسيما المتعلقة بالسيادة الوطنية وتعزيز الحضور والتواجد والنفوذ الأمريكي في اليمن على كل المستويات.
وما نراه اليوم من تمكن رجال الأمن بفضل الله من الكشف عن خلية مرتبطة بشخصية من نصّبه الامريكان والصهاينة مسؤولا تنفيذيا لجهاز الأمن القومي سابقا أو ما يعرف اليوم بـ”قوة 400″ يؤكد استمرار ذلك المسار الأمريكي مع فارق المتغيرات والأحداث الجارية في فلسطين والدور اليمني الكبير المساند لأهلنا في غزة، وحالة التماسك والتلاحم الشعبي اليمني المنقطع النظير والذي مثل جدارا وحاجزا صلبا أمام أي محاولة اختراق أمريكي او إسرائيلي وهذا بفضل الله أولا وأخيرا وبحكمة القيادة وما يقدمه أبطالنا في الميدان من أدوار جهادية عظيمة وموفقة.
“وما النصر إلا من عند الله” صدق الله العظيم