اليمن رغم التضحيات.. ثباتُ المبدأ ووضوحُ الهدف
موقع أنصار الله ||مقالات|| خلود أحمد
ونحن على موعد كُـلّ خميس مع السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله-، والذي يشفي قلوبنا الموجوعة بدرر كلامه الصادق، ويسقي دروبنا القاحلة بمروج خطبه التي تنزل علينا كغيث مدرار، يروي ظمأ قلوب أنهكها الانتظار وطول الترقب، وبدأ الملل يتسرب إليها رويداً رويداً، ثم لا تلبث أن تستيقظ من سباتها العميق، وأن تطرد شبح اليأس والقنوط، على صدى تلك الكلمات الرحيمة، الحكيمة، المليئة بالعزم، والمفعمة بالبشرى، والتي تنبعث من ذلك الوجه الوضاء، المشع بالأنوار المحمدية، والمضيء بمصابيح الولاية العلوية، والمستنير بنور القرآن العظيم، كتاب الله الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من العزيز الحكيم جل في عُلاه سبحانه وتعالى..
ومما لا شك فيه أن من نعمة الله العظيمة علينا كشعب يمني أصيل أن منحنا وخصنا بهذه القيادة الربانية الحكيمة، التي حبانا بها الله سبحانه وتعالى، دون سائر الخلق، وخصنا بها دون سائر الأمم؛ وهذه نعمة عظيمة، ومنّة جليلة امتنّ الله بها على يمن الأنصار أرضاً وإنساناً.
إننا في خميس القائد من كُـلّ أسبوع نشعر بزخم إيماني كبير، ونشوة وشوق للجهاد والتضحية بشكل منقطع النظير، ولا يكاد يكون له مثيل في كُـلّ أقطار الأرض، فنرى تلك الحشود الثائرة في جمعة الأنصار، وهي تملأ الساحات في طوفان بشري قلّ نظيره، وأنعدم مثيله، ولا نملك أمام ذلك المشهد الرهيب إلا أن نقول ما شاء الله، تبارك الله، اللهم صلّ على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد، وزد وبارك في هذا العنفوان الشعبي المهيب، والثائر، والغاضب، والمتحرق شوقاً للجهاد، والمتعطش للشهادة، فكل شخص هنا في الساحة قد قدّم شهيداً مجيِّدًا من أعز الناس عليه، وأقربهم إلى قلبه، بل إن الكثير من الثوار الأحرار، والمجاهدين الأبرار قد فقد أسرته بأكملها في العدوان النازي الإجرامي المتوحش، الذي شنته قوى الاستكبار العالمي على هذا الشعب العزيز الكادح، فما الذي يمنعهم من مواصلة الدرب، والسير على النهج القويم الذي سار عليه أسلافهم وإخوانهم، الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه؟!
إن لكل يمني ثأراً قديماً عند ثلاثي الشر، ومنبع الإرهاب (أمريكا وبريطانيا وإسرائيل)، ولا بُـدَّ من تصفية الحسابات، وإخلاء العهدة، وهذا وقته قد جاء وبغير سابق إنذار، فلنستعد لأخذ الثأر، ولنتأهب لليوم الموعود، الذي اقترب مع اقتراب نهاية الكيان الإسرائيلي الغاصب، والذي بات زواله أمراً محتوماً، وقدراً لا مفر منه، وكان أمر الله قدراً مقدوراً.. ولن تجد لسنة الله تبديلاً ولن تجد لسنة الله تحويلاً.