العمليات المشتركة مع المقاومة العراقية.. رعب حقيقي للمنظومة الغربية

 

العمليات المشتركة تنجح في استهداف 10 سفن و5 أهداف حيوية في الكيان الإسرائيلي

 

 

في ظل التطور النوعي الغير مسبوق، وسعت القوات المسلحة اليمنية عملياتها العسكرية ضد الكيان الإسرائيلي وفتحت مساراً جديداً للعمليات النوعية تمثل في تنفيذ عمليات مشتركة مع المقاومة الإسلامية في العراق وهذا التطور دق ناقوس الخطر لدى محور الشر والإجرام، لما تمثله الخطوة من تهديد وجودي لمصالهم في المنطقة.

ومنذ انطلاق العمليات العسكرية المشتركة بين القوات المسلحة اليمنية والمقاومة الإسلامية في العراق تم استهداف 10 سفن مرتبطة بالعدو الإسرائيلي بالإضافة لدك 5 أهداف حيوية في فلسطين المحتلة.

أولى العمليات المشتركة نفذت في الـ9 من يونيو الماضي وكانت عملية مزدوجة الأولى استهدفت سفينتينِ كانتا تحملانِ معداتٍ عسكريةً في ميناءِ حيفا، والعملية الثانية استهدفتْ سفينةً انتهكتْ قرارَ حظرِ الدخولِ إلى ميناءِ حيفا في فلسطينَ المحتلة، ونُفذت العمليتان بعددٍ من المسيراتِ وكانتِ الإصابةُ بعونِ الله دقيقة.

إثر ذلك، تم تصعيد العمليات العسكرية المشتركة وفي الـ22 من يونيو تم تنفيذ عمليتينِ عسكريتينِ مشتركتينِ، العمليةُ الأولى استهدفتْ أربعَ سُفُنٍ في ميناءِ حيفا منها سفينتانِ ناقلتا إسمنت، والأخريان سفينتا شحن عامة، تابعةٍ لشركاتٍ انتهكتْ قرارَ حظرِ الدخولِ إلى موانئِ فلسطينَ المحتلةِ وذلكَ بعددٍ منَ الطائراتِ المسيرة، فيما استهدفت العمليةُ الأخرى سفينةَ ( Shorthorn Express) في البحرِ الأبيضِ المتوسطِ وهي في طريقِها إلى ميناءِ حيفا، وذلكَ بعددٍ منَ الطائراتِ المسيرة.

وفي الـ26 من يونيو الماضي عاودت القوات المسلحة اليمنية والمقامة الإسلامية في العراق تنفيذ العمليات المشتركة وتم استهداف السفينةَ ( MSC Manzanillo) الإسرائيليةَ في ميناءِ حيفا بعددٍ من الطائراتِ المسيرة، وبعدها بيومين تم تنفيذ عملية مشتركة استهدفت السفينةَ (Waler ) النفطيةَ في البحرِ الأبيضِ المتوسطِ وذلكَ بعددٍ من الطائراتِ المسيرةِ وكانت في طريقِها إلى ميناءِ حيفا، وجاءَ استهدافُ السفينةِ لانتهاكِها قرارَ حظرِ الدخولِ إلى موانئِ فلسطينَ المحتلة، أما في الـ15 من يوليو فنفذت القوات المسلحة عملية مشتركة في البحرِ الأبيضِ المتوسطِ استهدفتْ سفينةَ (Olvia) وحققتِ العمليةُ هدفَها بنجاحٍ بفضلِ الله.

 

أما العمليات المشتركة ضد الأهداف العسكرية في الكيان المحتل فقد تم تنفيذ 5 عمليات، الأولى والثانية نفذتا في الـ12 من يونيو الماضي وتم خلالهما استهداف هدف حيوي في مدينةِ أسدودْ بصواريخَ مجنحةٍ، وهدف مهم في مدينةِ حيفا بعددٍ منَ الطائراتِ المسيرةِ.

كما نفذت عملية مشتركة في الـ27 من يونيو الماضي استهدفت بعددٍ من الصواريخِ المجنحةِ هدفاً حيوياً في حيفا، أما العملية الرابعة فنفذت في الـ2 من يوليو الجاري ضد هدف حيوي في حيفا بعددٍ من الصواريخِ المجنحة، فيما تم تنفيذ العملية العسكرية الخامسة في الـ8 من يوليو ضد هدف حيوي ً في أُمِّ الرشراشِ جنوبيَّ فلسطينَ المحتلةِ بعددٍ من الطائراتِ المسيرةِ.

تأكيد أممي لتأثير العمليات المشتركة

 

ومؤخرا كشف تقرير أممي عن تأثير العمليات العسكرية المشتركة بين اليمن والعراق على الأهداف الصهيونية في البحر الأبيض المتوسط، حيث وأوضح التقرير، الذي نشره موقع “ريليف ويب” التابع للأمم المتحدة، في8 يوليو أن الهجمات التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية بالتعاون مع المقاومة العراقية أثرت بشكل كبير على حركة الشحن في المنطقة.

وأشار التقرير إلى أن ناقلة المنتجات النفطية “والر” تعرضت للاستهداف في البحر الأبيض المتوسط، حيث قامت بإيقاف تشغيل نظام التعريف الخاص بها أثناء وجودها في المياه المحيطة بحيفا، في محاولة لإخفاء مسارها نحو “إسرائيل”.

وأضاف التقرير أن القوات الصهيونية أبلغت عن عدة اعتراضات تتوافق مع تصريحات صادرة عن اليمن، تؤكد تنفيذ عمليات عسكرية في شرق المتوسط. وتطرقت البيانات الأممية إلى مشروع بيانات أحداث الصراعات المسلحة، الذي سجل استخدام الزوارق المسيّرة من اليمن بمعدل غير مسبوق منذ إغراق السفينة “توتور” بزورق مسيّر.

وأفاد التقرير بأن استخدام الزوارق المسيّرة من اليمن من المرجح أن يشهد زيادة، خاصة بعد الكشف مؤخرًا عن نسخة جديدة من القارب المسيّر “طوفان”، الذي يحمل رأسًا حربيًا يصل وزنه إلى 1500 كيلو جرام.

دقة الاستهداف في البحر الأبيض المتوسط

 

وعلى الرغم من الرقابةِ الإعلامية الشديدة التي يفرضُها العدوُّ الصهيوني بشأن تأثيرات العمليات المشتركة بين القوات المسلحة اليمنية والمقاومة الإسلامية في العراق، إلا أن بعض التأثيرات بدأت بالظهور بشكل واضح، مؤكّـدة وقوع الهجمات التي يتكتم عليها العدوّ، وتسبُّبَها بتأثيرات على حركة وارداته.

منظمة “يورو جروب أنيمالس” الأُورُوبية لحماية الحيوانات، نشرت مطلع يوليو، تقريرا ذكرت فيه أنه في الأسبوع الأخير من يونيو “تعرَّضت سفينة نقل الماشية (شورثورن إكسبرس) التي كانت قادمًا من الاتّحاد الأُورُوبي إلى ميناء حيفا، لهجوم بطائرات بدون طيار”، مشيرة إلى أن السفينة “كانت تحمل حوالي 12 ألفَ حيوان حي”.

وكانت القوات المسلحة أعلنت في 23 يونيو تنفيذَ عمليتَينِ مشتركتين مع المقاومة الإسلامية في العراق، استهدفت إحداهما السفينة (شورثورن إكسبرس) في البحر الأبيض المتوسط وهي في طريقها إلى ميناء حيفا بعدد من الطائرات المسيَّرة، بحسب بيان نشره العميد يحيى سريع يومَها.

وقال بيان المنظمة الأُورُوبية: إنه “على ضوء هذا الهجوم وبالتعاون مع أربع منظمات دولية لحماية الحيوانات، تم إرسال خطاب إلى مفوضة الاتّحاد الأُورُوبي للصحة والسلامة الغذائية، دعونا فيه إلى التعليق العاجل لجميع شحنات الحيوانات الحية من الاتّحاد الأُورُوبي إلى موانئ شرق البحر الأبيض المتوسط طالما استمرت الأعمالُ العدائية في المنطقة”.

وتسلط هذه الدعوة الضوء على تأثيرات كبيرة تنطوي عليها العملياتُ اليمنية والعمليات المشتركة مع المقاومة الإسلامية في العراق على واردات العدوّ الصهيوني التي تأتي عبر البحر الأبيض المتوسط، علمًا بأن هذا الأخير هو الطريق البحري الأخير الذي يعتمد عليه العدوّ بعد إغلاق البحر الأحمر؛ فالدعوة إلى وقف شحنات المواشي إلى موانئ فلسطين المحتلّة هي نموذج لردود مماثلة قد تلجأ إليها شركاتٌ وجهات أُخرى مع استمرار الهجمات على السفن المتجهة ميناء حيفا.

 

قلق المخابرات الصهيونية

وتصاعد القلق الصهيوني من التطور الملحوظ في العمليات العسكرية اليمنية، في البجر الأبيض المتوسط والتي تم بعضها بالاشتراك مع المقاومة العراقية، ففي أواخر يونيو الماضي كشفت وسائلُ الإعلام العبرية، عن مخاوفَ متعاظِمةٍ لدى استخبارات العدوّ الصهيوني من تصاعُدِ العمليات اليمنية المسانِدةِ لغزة ووصولها إلى البحر المتوسط، حيث نشر موقع صحيفة “آي 24” الإسرائيلي، تقريرًا جاء فيه أن “أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تشعر بقلق متزايد من فتح جبهة جديدة ضد “إسرائيل”، وهذه المرةَ في البحر الأبيض المتوسط، بحسب تفاصيل سمحت أجهزة الأمن الإسرائيلية بالكشف عنها”.

ونقل الموقع عَمَّا وصفه بمصدر مطلع قوله: إن “السيناريو المرعِبَ هو وصول صاروخ في البحر الأبيض المتوسط؛ الأمر الذي سيكون كارثة”، مضيفا أن “التهديد لا يقتصر على ميناء إيلات والبحر الأحمر، بل يمتد إلى قبالة السواحل الإسرائيلية في المتوسط” حسب وصفه.

حدث غير متوقع

وفي دراسة لمركز أبحاث تابع للكونجرس الأمريكي 11 يونيو، قال مركز ويلسون ومقره واشنطن: إن الوصف الدقيق لما قامت به اليمن بشأن الحرب على غزة يطلق عليه توصيف (البجعة السوداء) والتي تعني في السياسة الأمريكية الأمنية الحدث غير المتوقع وغير المتوقع على الإطلاق يؤدي إلى عواقب وخيمة غير متوقعة.

الدراسة أشارت إلى أن الهجوم الذي نفذته القوات اليمنية على ست سفن تجارية في البحر الأحمر والعربي والأبيض المتوسط نهاية مايو الماضي “يوضح قدرة “الحوثيين” المستمرة على ضرب أهداف كبيرة ومتعددة حتى بعد ستة أشهر من الحملة العسكرية التي تقودها أمريكا لإنهاء هجمات اليمن”.

وقالت الدراسة لمركز ويلسون التابع للكونجرس: إن القوات اليمنية تملك صاروخ طوفان وهو التهديد الباليستي الأطول مدى “والذي تقدر وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية أنه يمكنه الطيران لمسافة 1200 ميل وبالتالي الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط”. وشككت الدراسة التابعة للكونجرس من أن تكون الهجمات اليمنية لها ارتباط بإيران.

هجمات تفوق سرعة الصوت

 

بعد أن استعدت لعقود من الزمن لمواجهة الاتحاد السوفيتي، ثم روسيا والصين لاحقًا، على الممرات المائية في العالم، تجد البحرية الأمريكية نفسها الآن عالقة في قتال مع القوات المسلحة اليمنية مع فشل ذريع في وقف الهجمات اليمنية التي تستهدف السفن التي تتعامل مع كيان العدو الإسرائيلي.

وكالة (أسيوشيتد برس) الأمريكية أجرت تحقيقا في منتصف يونيو يؤكد أن جميع الدلائل تشير إلى أن الحرب ستشتد، مما يعرض البحارة الأمريكيين وحلفاءهم والسفن التجارة المحظورة لمزيد من المخاطر.

وقال القائد في البحرية الأمريكية “إريك بلومبرج”، أحد قادة السفينة الحربية “يو إس إس لابون” لـ”أسوشيتد برس”: “لا أعتقد أن الناس يفهمون حقًا مدى خطورة ما نقوم به ومدى تعرض السفن للتهديد”، “علينا أن نخطئ مرة واحدة فقط، وعلى الحوثيين فقط اجتياز ذلك”.

وحسب الوكالة، “يمكن رؤية وتيرة النيران على المدمرة من طراز Arleigh Burke، حيث تم حرق الطلاء حول فتحات منصات الصواريخ الخاصة بها بعيدًا عن عمليات الإطلاق المتكررة. في بعض الأحيان يكون لدى البحارة ثواني لتأكيد إطلاق “الحوثيين”، والتشاور مع السفن الأخرى وفتح النار على وابل صاروخي قادم يمكن أن يتحرك بسرعة قريبة أو تتجاوز سرعة الصوت”.

وقال الكابتن ديفيد ورو، العميد البحري المشرف على مدمرات الصواريخ الموجهة: “إن هذا يحدث كل يوم، وكل ساعة، وبعض سفننا موجودة هنا منذ أكثر من سبعة أشهر للقيام بذلك”.

وشهدت إحدى جولات إطلاق النار في 9 يناير إسقاط سفينة لابون وسفن أخرى وطائرات من طراز F/A-18 من حاملة الطائرات يو إس إس دوايت دي آيزنهاور 18 طائرة بدون طيار وصاروخين كروز مضادين للسفن وصاروخًا باليستيًا أطلقه “الحوثيون” حسب الوكالة.

في كل يوم تقريبًا – باستثناء التباطؤ خلال شهر رمضان المبارك – قالت الوكالة: “يطلق الحوثيون صواريخ أو طائرات بدون طيار أو أي نوع آخر من الهجمات في البحر الأحمر وخليج عدن ومضيق باب المندب الضيق الذي يربط الممرات المائية. ويفصل أفريقيا عن شبه الجزيرة العربية”.

وقال بريان كلارك، وهو غواص سابق في البحرية الأمريكية وزميل كبير في معهد هدسون: “هذا هو القتال الأكثر استدامة الذي شهدته البحرية الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية – بسهولة بلا شك”، ويضيف “نحن على وشك أن يتمكن الحوثيون من شن أنواع الهجمات التي لا تستطيع الولايات المتحدة إيقافها في كل مرة”،

أسلحة لا مثيل لها

وفي مطلع يوليو الجاري قالت صحيفة “معاريف” العبرية، نقلاً عن دراسة أجراها معهد دراسات الأمن القومي الصهيوني: إن الكشف عن ترسانة الأسلحة التي تملكها القوات اليمنية، ما هو إلا جزء مما يمتلكونه، مشيرة إلى أن القوات اليمنية تمتلك ترسانة ‏صواريخ باليستية متوسطة وطويلة المدى، وصواريخ كروز، وصواريخ مضادة للسفن، وطائرات مسيّرة هجومية ‏وانتحارية، وأساطيل من الطائرات بدون طيار، كما يتمتع اليمنيون بقدرات ومهارات في الاستخدام العملي للأنظمة ‏غير المأهولة لتنفيذ هجمات فتاكة.

وأكدت أن الاقتصاد الإسرائيلي تكبد خسائر اقتصادية كبيرة جراء عمليات قوات صنعاء العسكرية في البحر الأحمر دعماً ومساندة للشعب الفلسطيني، ومن أبرزها تلك الخسائر توقف النشاط في ميناء “أم الرشراش” الذي يواجه ‏أزمة خطيرة أدت إلى انخفاض التجارة بين الاحتلال ودول العالم، لا سيما أن الميناء كان بمثابة نافذة لتصدير العديد ‏من البضائع.

وذكرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الصهيونية، في تقرير لها في 23 يونيو الماضي أن من أسمتهم “الحوثيين” أصبحوا خبراء في استخدام الزوارق المسيّرة، مما زاد من حجم التحدي أمام “إسرائيل”، مضيفة أن هذه الزوارق تمكنت مؤخراً من إغراق سفينة “توتور”، مما يبرز فعالية هذا النوع من الأسلحة في العمليات البحرية.

 

قد يعجبك ايضا