الكيان الصهيوني يواجه تهديدا وجوديا ويتجه نحو الانهيار

 بطائرة (يافا) بعيدة المدى، متعددة المهام، وبرأس حربي شديد الانفجار وأنظمة تخف عن الرادارات والدفاعات الجوية، هاجمت اليمن قلب “إسرائيل” وأعلنت “تل أبيب” منطقة غير آمنة، ضربت الخطوط الحمر ولم تنتهي عواقب الضربة بانتهاء الحدث، فالعملية وقعت في لحظة حساسة للغاية، بعد 10 أشهر  من العدوان على غزة، وفيما كان رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يخطط لإلقاء خطاب التعالي أمام الكونغرس الأمريكي قبل أن يضطر إلى التأجيل وتغيير برنامج الزيارة.

الضربة اليمنية الاستراتيجية في” تل أبيب” ليل الجمعة الماضي أحدثت دمارا هائلا وقتلت مستوطن صهيوني وأصابت 10 آخرين، وألحقت أضراراً بـ250 شقة سكنية، حسبما أفادت صحيفة ” يدعوت أحرنوت” العبرية بأن مكتب ضريبة الأملاك في “تل أبيب” تلقى أكر من 250 طلبا بعد تضرر أكثر من 250 شقة جراء انفجار الطائرة المسيرة اليمنية، وهذه العملية ثبتت عدة حقائق تتعلق بالجيش اليمني وتوقيت العملية وأهدافها ونتائجها، فضلا عن تأثيرها عل مسار الحرب بكلها.

قطعت الطائرة اليمنية مسافة تزيد عن 2000 كيلومتر، شملت السفن الحربية الأمريكية قبالة سواحل اليمن وأنظمة الرادار الأمريكية المنتشرة في المنطقة، بالإضافة إلى “القبة الحديدية” وأنظمة الدفاع الجوي في “تل أبيب”، ناهيك عن احتياجها لعدة ساعات للوصول إلى هدفها، خاصة وأن توقيت إطلاق الطائرة في المشاهد التي وزعها الجيش اليمني كانت نهارا وتوقيت وصول الطائرة عند الساعة الثالثة و10 دقائق فجرا .

 

دلائل وصول الطائرة إلى هدفها

إن تمكن الطائرة اليمنية من الوصول إلى وجهتها يكشف أمرين: الأول الفشل الأمريكي في تدمير قدرات الجيش اليمني بعد أشهر من العدوان المتواصل، والأمر الآخر يتمثل في القدرة العالية للطائرة على المناورة، وهذا ما أشارت إليه  صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية  قائلة  “يبدو أنه لم يرصد أي رادار للجيش الإسرائيلي على الأرض أو في الجو أو في البحر الطائرة بدون طيار التي ضربت تل أبيب لإطلاق صفارات الإنذار لتحذير السكان ومنع إلحاق الضرر بموقع استراتيجي دولي ” مبنى السفارة الأمريكية في تل أبيب”، وهذا عمى كامل في الوقت الذي تكون فيه جميع الأنظمة على الجهد العالي وفي حالة تأهب قصوى”.

أما مزاعم  الناطق باسم جيش العدو الإسرائيلي بأنه تم اكتشاف الطائرة وأن عدم اعتراضها كان بسبب خطأ بشري، فإن هذا الادعاء يبطله ما أعلنه ناطق جيش العدو نفسه ليل الاثنين بأن ” القبة الجديدة” أطلقت  صواريخ اعتراضية في حيفا نتيجة الاشتباه بسرب من الطيور.

إن استهداف “تل أبيب” التي يوجد بها ما يقارب 87 سفارة أجنبية والتي تعتبر المركز الرئيسي لاقتصاد العدو الإسرائيلي، و تتم فيها معظم الأنشطة الاقتصادية وتتركز فيها معظم إدارة الشركات الاقتصادية والمالية مثل شركات الصناعات التكنولوجية المتقدمة والبنوك وشركات التأمين وشركات الأوراق المالية والبورصة وهذا يعطي الهجوم أبعادا إضافية، خاصة في ظل تضرر مبنى القنصلية الأمريكية في شارع ما يسمى “بن يهودا”.

 

ضربات اليمن أكثر رعباً

تعتبر العملية العسكرية اليمنية تصعيداً كبيرا، خاصة وأن  العدو الإسرائيلي مستمر بالمماطلة في إيقاف العدوان على غزة، وفي ظل تزايد التنسيق بين محور الجهاد والمقاومة، وترجم التنسيق عمليا إلى عمليات عسكرية مشتركة.

ولكن وبالنظر إلى حجم العمليات النوعية المساندة لغزة فإن الموقف اليمني متقدم جداً، فقد استطاع الجيش اليمني تعطيل الملاحة الإسرائيلية وإيقاف ميناء “إيلات” وتسريح العاملين فيه بعد استهداف ما يزيد عن 170 سفينة في البحرين الأحمر والعربي وفي المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط، كما تم مهاجمة السفن الحربية الأمريكية والبريطانية بشكل مباشر في عمليات عسكرية تحظ  بقبول جماهيري واسع جدا، وهذه العمليات عجزت التحالفات الأمريكية والأوروبية عن إيقافها أو الحد منها بل تصاعدت إلى الوصول لاستهداف “تل أبيب”.

لجأ العدو الإسرائيلي منذ عقود إلى كافة أنواع القمع والاعتداءات لإرهاق الضفة الغربية وجنين، وقمع الأنظمة العربية والإسلامية ومنعها من الحصول الاستقلال الذي يمكنها من اتخاذ القرار وحصارها عن امتلاك الأسلحة التي تهدد “تل أبيب” لكن ما لم يكن في ذهن أحد هو أن الهجوم سيأتي من اليمن المحاصر فالهجوم على “تل أبيب” من اليمن يحمل أيضا رسالة للسعودية، بعد أن اختارت مؤخراً الاستجابة لدعوات واشنطن والكيان لتفعيل خلاياها وميليشياتها داخل اليمن، لتفاقم الحصار الاقتصادي والإضرار بالعملة المحلية.

 

موقف العدو الإسرائيلي بعد الهجوم:

زادت العملية عالية الجودة من حدة التوتر الداخلي في “إسرائيل” ولم تكن الانتقادات موجهة لنتنياهو من المعارضة فحسب، بل من الوزراء في حكومته أيضًا فهناك من يرى أن عقد صفقة كان سيمنع الهجوم، بينما يعتقد آخرون مثل وزير “الأمن القومي” الصهيوني إيتمار بن جابر أننا “فقدنا الأمن في إسرائيل”، ويعد بن جابر من أبرز المؤيدين لتصعيد الحرب على الضفة الغربية و الحدود الشمالية كذلك.

من جانبه، قال زعيم المعارضة في حكومة العدو يائير لابيد: “إن سقوط الطائرة بدون طيار في تل أبيب دليل آخر على أن هذه الحكومة لا تعرف ولا تستطيع توفير الأمن لمواطني إسرائيل، ومن يفقد الردع في الشمال والجنوب يفقده أيضًا في القلب تل أبيب لا توجد سياسات ولا خطط، كل شيء علني نسبيا ويجب أن يرحلوا”.

رئيس حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان قال: “من لا يمنع الصواريخ على كريات شمونة وإيلات، لا ينبغي أن يفاجأ باستقبالها في تل أبيب”.

معلق الصحيفة العبرية “معاريف” بن كاسبيت قال: “الفوضى في الجنوب، في الشمال، في الغرب، في الوسط، في الشرق… لا تطاق”.، أما أحد المستوطنين الصهاينة فقال:” كنت في فندق في تل أبيب بالقرب من موقع انفجار الطائرة بدون طيار… لا يوجد شعور بالأمان، قانون كريات شمونة هو قانون تل أبيب”.، أما مراسل القناة 12 العبرية فصرح بالقول: ” بعد 9 أشهر من الحرب 9 ساعات في الجو، لا يستطيع سلاح الجو الإسرائيلي بكل أنظمته الدفاعية أن يستيقظ إلا بعد انفجار الطائرة بدون طيار” .

اتفق المسؤولين الصهاينة على الفشل والعجز وقوة وتأثير العمليات اليمنية، واختلفوا في من يتحمل المسؤولية والتبعات, وهذا مؤشر يكشف بجلاء حجم وتأثير الضربة اليمنية وحجم تأثيرها الذي سيمتد لزمن طويل.

دقة العمليات تفقد العدو صوابه

إن الاختراق بطائرة مسيّرة ذات قدرة تقنية،  ووصولها إلى قلب مركزٍ يعتمد عليه العدو كمركز إداري أساسي، بمنزلة عاصمة في أي بلدان أخرى، كان هذا مزعجاً جداً للعدو و مؤثِّراً عليه، ووصل الخطر، والقلق، والتهديد، إلى العمق، حيث لا يتوقع أن يصل، وبشكلٍ غير مسبوق، ولا مألوف في الواقع الإسرائيلي، وبالذات من أي بلدٍ عربيٍ مسلم، وهو ما شكل قَلِقاَ للعدو باعتباره خرق  كبير، وتجاوز لما لديه من قدرات للحماية وللدفاع الجوي، وفي نفس الوقت ضربة معنوية كبيرة.

و مستوى الانزعاج والقلق من حجم الضربة وتأثيرها وصداها كان واضحا يفوق أي محاولات للتقليل من أهميتها وقد عبَّر قادة العدو، وإعلامه، عن حالة الهلع والقلق التي عمَّت أوساط كيان العدو في “تل أبيب”، و لدى الأمريكيين في القنصلية الأمريكية.

يمثل نجاح العملية العسكرية مشكلة حقيقية للعدو وفي نفس الوقت هي تدل بكل وضوح على فشلٍ تام لكل الحماة والعملاء، الذين كانوا قد تكفلوا بحماية العدو الإسرائيلي، فالفشل الأمريكي والبريطاني والأوروبي والعملاء العرب واضح وكلهم فشلوا في حماية العدو الإسرائيلي، و منع وصول هذا التهديد إلى عمق الكيان.

وجد العدو الإسرائيلي نفسه في مأزق حقيقي، ومشكلة خطيرة، وأمام معادلة جديدة، ذات تأثير كبير ، ووجد فشلا واضحا من جهة الذين تكفلوا بحمايته من أي مخاطر تأتي من أي بلدٍ عربيٍ مسلم، وبالتالي وصل العدو الإسرائيلي إلى يقين أن استمراره في العدوان على غزة، وإبادته الجماعية للشعب الفلسطيني، ترتد عليه، وكلما استمر في العدوان؛ ارتدت عليه بمخاطر إضافية، ومشاكل حقيقية غير مسبوقة ولذلك اتجه العدو الإسرائيلي للعدوان المباشر باتجاه اليمن.

العدوان الإسرائيلي على اليمن

في يوم السبت 20 يوليو الجاري، شنَّ العدو الإسرائيلي عدواناً مباشراً على اليمن استهدف به خزانات شركة النفط، التي تستقبل شحنات المازوت والديزل الوارد إلى ميناء الحديدة، وكذلك خزانات مؤسسة الكهرباء في الحديدة، في محاولة يائسة لترميم بعضاً من صورته المتهالكة داخل الكيان المحتل، وفي الأوساط الإقليمية والدولية جراء الصفعة المدوية التي وجهتها له طائرة (يافا) اليمنية.

وهدف العدوان الإسرائيلي إلى استكمال مخطط استهداف اقتصاد الشعب اليمني، الذي بدأه الأمريكي وعملائه طوال السنوات الماضية كأحد أساليب الضغط لثني الشعب عن مواقفه تجاه قضايا الأمة، كما هدف العدو من استهداف الحديدة إلى الاستعراض، خاصة مع تعمده استهداف خزانات الوقود من أجل مشاهد النيران المشتغلة فيه، والدخان المتصاعد منه؛ ليصور العدو الإسرائيلي لجمهوره الغاضب والخائف وكأنه قد عمل عملاً كبيراً، وحقق إنجازاً كبيراً، ووجه ضربةً موجعة.

وبالمجمل فإن استهداف ميناء الحديدة، هو في الأساس مؤشر فشل، يؤكد عجز الكيان الصهيوني عن الوصول إلى أماكن تصنيع وإطلاق الأسلحة اليمنية الاستراتيجية، وما يؤكد الفشل في هذا الميدان ما كشفت عنه هيئة البث في كيان العدو بأن الاستخبارات العسكرية شكلت قبل 18 شهرا وحدة خاصة باليمن لوضع بنك أهداف يمكن مهاجمتها  وأن هذه الوحدة زودت “إسرائيل” و الولايات المتحدة بمعلومات استخباراتية عن منشآت تابعة للجيش اليمني، مضيفة أن هذه الوحدة سهلت قصف ميناء الحديدة، فإذا كان نتاج 18 شهراً من العمل الاستخباراتي يؤدي إلى تحديد أهداف كميناء الحديدة فإنه الفشل بعينه، فتحديده يمكن في عدة دقائق بالبحث في خارطة قوقل إرث.

العدوان مؤشر على الفشل

إن العدوان على اليمن ليس من واقع قوة، ولا من واقعٍ مريحٍ للعدو، فهو اضطر إلى تجاوز استراتيجيته، التي اعتمدها في البداية، عبر الاتجاه بكل ثقله وإمكاناته لاستئصال المقاومة الإسلامية الفلسطينية في غزة، ولإبادة الشعب الفلسطيني في غزة، ويحظى- في نفس الوقت- بحمايةٍ من الأمريكي والبريطاني، ومن العملاء والحلفاء التابعين للأمريكي، بحيث لا يصل إلى العدو الإسرائيلي أي خطر و تهديد، لكن العدو لم ينجح في ذلك، ولم يتأتى له ذلك، فالخطر وصل وتجاوز كل الأسوار لحمايته، وتجاوز كل التشكيلات التي قدَّمت الإمكانات والأموال، وتحركت بكل الأساليب والوسائل من أجل إسناده وحمايته، فتآكلت قوة الردع، وفشلت كل تلك التشكيلات التي كان الأمريكي يحيطه بها من أجل حمايته.

العدو يفقد الردع والنتائج عكسية

إن العدوان الإسرائيلي على الحديدة  لن يوفر له الردع، ولن يمنع العمليات التي ينفذها الجيش اليمني، إسناداً للشعب الفلسطيني ومجاهديه الأعزاء، ولن يمنع الجيش اليمني من الاستمرار في المرحلة الخامسة، من التصعيد ضد العدو الإسرائيلي،  فالردع الإسرائيلي انتهى نهائياً، ولو كانت الغارات والاعتداءات، واستهداف المنشآت المدنية في بلدنا تؤثِّر على الشعب اليمني ، لكانت أثَّرت عليه الغارات والقصف الذي يشنه التحالف الأمريكي البريطاني، ومن قبله العدوان الأمريكي السعودي على مدى ثمان سنوات مستمرة.

إن نتائج العدوان الإسرائيلي على اليمن حددها السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي والمتمثلة في المزيد من التصعيد والاستهداف للعدو الإسرائيلي وتطوير الإمكانات والقدرات، والتكيُّف مع مستوى التحدي.

إن المواجهة مع العدو الإسرائيلي لن تختلف عن المواجهة مع العدوان الأمريكي البريطاني الذي كانت نتائجه  أن تتطور قدرات قواتنا المسلحة أكثر فأكثر، وأن تزداد العمليات قوةً وفاعليةً أكثر، ومجمل حصيلة العدوان الأمريكي البريطاني أنهما تورطتها في اليمن دون تحقيق هدفهما المعلن لعدوانهما، وكذلك الحال مع العدو الإسرائيلي، ودخوله المباشر في العدوان على بلدنا، لن يعيد له الردع؛ وإنما سيساهم أيضاً في تصعيد العمليات ضده أكثر، وفي تطوير القدرات لاستهدافه أكثر، ولمواجهة التحدي أكثر، فالعدو الإسرائيلي سيخسر، ويفشل، ويجرُّ على نفسه المزيد من المخاطر، وعلى الإسرائيليين المغتصبين لفلسطين أن يقلقوا أكثر من أيِّ وقتٍ مضى، وأن يخافوا أكثر من أيِّ وقتٍ مضى، وأن يدركوا أنّ قادتهم الحمقى، والعدوانيين المجرمين، يجرُّون عليهم المخاطر أكثر وأكثر.

 

طبيعة الرد اليمني

إن العدوان الإسرائيلي على اليمن الذي جاء لتغيير الصورة المهزومة في عدوانه الإجرامي بحق الشعب الفلسطيني في غزة، فتح حرباً مفتوحة ستبقى قائمةً ومُستمرّة، حتى يأخذ الشعب اليمني بدوره في معاقبة العدوّ، والرد على اعتدائه الإجرامي فالعدوّ الإسرائيلي يحاول أن يوسّع من دائرة الصراع، وقد تجاوز دوائر الاشتباك المعروفة، ولذلك فالحرب لن تكون تحت العنوان المساندة لغزة فقط، بل سيستمر الاستهداف للعمق الإسرائيلي، وبشتى أنواع الوسائل الممكنة التي تصل إليها قدرات الجيش اليمني، فيما كشفت القوات المسلحة عن طبيعة الرد اليمني بأنه قادم لا محالة وسيكون كبيرا وعظيما.

أما  رئيسُ الوفد الوطني، محمد عبد السلام، فقد أكد أن “العدوان الإسرائيلي على اليمن غيَّر المعادلة، وأن الحرب أصبحت مفتوحة، ولم تعد منضبطة ولا ملتزمة بأية قوانين، أَو اعتبارات أُخرى، حتى لو توقفت المعركة في غزة“، مضيفا أن طبيعة ومستوى الرد، ستحدّده طبيعة المعركة، وظروفها، سواء من حَيثُ الكم والأهداف”، مؤكّـداً أنه “لا يمكن أن تكون هناك منطقة آمنة أَو منشأة عليها خط أحمر، وستصبح كُـلّ الأهداف متاحة وممكنة، وممكن الوصول إليها”.

وأكد أن فتح المعركة مع الشعب اليمني لن يكون بالأمر السهل، ولا بالأمر البسيط، فنحن لن نلتزم بقواعد اشتباك معينة، ولن تكون القضية مرتبطة بغزة، سواءً توقف العدوان في غزة، أَو لم يتوقف، فالمعركة أصبحت مع الإسرائيلي مفتوحة، ولفترة طويلة ولمستويات بعيدة جِـدًّا، وشعبنا اليمني لديه نَفَسٌ طويل،

اليمن لا يهاب المواجهة

إن موقف الشعب اليمني من العدوان الإسرائيلي عليه كان مغايرا تماما لما توقعه العدو، فالشعب اليمني وقيادته الثورية والسياسية عبرت عن السعادة الغامرة  بالمعركة المباشرة مع العدو الإسرائيلي؛ لأن العدو الإسرائيلي، والأمريكي ، كانت سياستهما في كل المراحل الماضية أن يقاتلوا الشعب عبر عملائهم، ويقتصر دورهم على  الإشراف والتوجيه، وتقديم التعليمات، وجني المال والأرباح مقابل مواقفهم العدوانية والإجرامية.

إن وصول الحال إلى أن تكون المعركة مباشرة مع العدو الأمريكي والإسرائيلي هو فشل كبير جداً للعملاء، ويتَّضح في بياناتهم مدى حنقهم، وعقدتهم، وغضبهم؛ لأنهم فشلوا، لأن الأمريكي وكذلك الإسرائيلي كان يجعل منهم أداة لمواجهة الشعب اليمني، والعدوان عليه، وفشلهم الذريع عن إنجاز المهمة التي أوكلت إليهم، اضطر العدو أن يتدخَّل بنفسه.

إن موقف الشعب اليمني هو موقفٌ واضح، بأنه يخوض معركةً مقدَّسة، وليست عبثية، رفع فيها راية الجهاد في سبيل الله، ووقف مع الشعب الفلسطيني المظلوم، وهذا هو الموقف المشرِّف، والموقف الحق، والموقف الذي يرفع الرؤوس الشامخة عليا، ويبيِّض الوجوه في الدنيا والآخرة.

معركة وحدة الساحات

إن العمليات النوعية لمحور الجهاد والمقاومة وما تبعها من عدوان على الشعب اليمني، حققت نتائج كبيرة على مستوى المنطقة، ومن تلك النتائج عدم تمكن العدو الإسرائيلي من البقاء على استراتيجيته في الانفراد بالشعب الفلسطيني في غزة، ومجاهديه الأعزاء، ومن هنا فقد نجح الشعب اليمني من ضرب الاستراتيجية التي اعتمد عليها العدو الإسرائيلي من بداية عدوانه على غزة، وهو اليوم مشغول، ومضطر لأن ينشغل بالمعركة على أكثر من محور ،  و لم يبق في وضعٍ آمنٍ يساعده على الانفراد بالشعب الفلسطيني ومجاهديه الأعزاء، دون أن يكون قلقاً ومتكئاً إلى الأمريكي؛ ليكون ظهراً له، وحامياً له، ومعه عملاؤه وحلفاؤه، ولكن بحمد الله فشلت هذه الاستراتيجية وانتهت.

إن التعاون فيما بين محور الجهاد والمقاومة تطرق إليه السيد القائد في خطابه إثر العدوان على الحديدة، حيث أوضح أن هناك تعاونٌ وثيقٌ وقويٌ وجيد، بين محور الجهاد والمقاومة وهناك تنسيقٌ يتطوَّر أكثر فأكثر، وهذا له ثمرته، وله أهميته، و أثره الكبير في إفشال العدو وفي الضغط على العدو كذلك.

وأضاف السيد أن هناك تنسيق قوي بيننا وبين الإخوة في كل جبهات الإسناد، وهذا التعاون، وهذا التنسيق مفيدٌ جداً في خدمة القضية الفلسطينية، وفي تعزيز الموقف العام ضد العدو الإسرائيلي.

مؤشرات زوال الكيان الإسرائيلي

إن المرحلة التي تمر بها الأمة هي مرحلة مهمة وفيها بشائر كبيرة للفتح الموعود،  ومؤشرات واضحة على أنَّ العدو الإسرائيلي يتَّجه نحو الانهيار، و الزوال، وتحول مساره من التصاعد نحو الانهيار، و التراجع، و تآكل الردع، و الفشل، وحالة الهجرة المعاكسة، والتأثيرات الكبيرة لهذه المعركة على العدو من الداخل حالة واضحة، يعترف بها قادته، و خبراؤه، وهم يعيشون في هذه المرحلة ما يعبِّرون عنه بالتهديد الوجودي، وهو كذلك إن شاء الله.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com