التهابات معدية تفتك بالأطفال مع انهيار للخدمات الأساسية وحصيلة الشهداء ترتفع إلى 39363
لليوم الـ297 من العدوان على غزة، يواصل العدو الصهيوني ارتكاب جرائمه الوحشية من قتل للمدنيين وتدمير للمساكن والخدمات الأساسية ونشر الاوبئة في ظل الاستمرار في فرض الحصار الجائر ومنع إدخال المواد الغذائية والمستلزمات الصحية.
وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أفادت بأن جيش العدو الإسرائيلي ارتكب خلال الـ 24 ساعة الماضية 3 مجازر استهدف فيها منازل لعائلات في قطاع غزة اسفرت عن العشرات من الشهداء والمصابين، وصل منها للمستشفيات 39 شهيدا و93 اصابة، مضيفة أنعدد من الضحايا لا يزال تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول اليهم.
وبينت أن حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة ارتفعت الى 39363 شهيد و 90923 اصابة منذ السابع من اكتوبر/تشرين أول الماضي، داعية ذوي الشهداء والمفقودين في غزة إلى ضرورة استكمال بياناتهم بالتسجيل عبر الرابط المعلن، لاستيفاء جميع البيانات عبر سجلات وزارة الصحة.
التهابات جلدية معدية
وفي إطار الحرب البيلوجية التي يشنها العدو الصهيوني، أكدت مصادر طبية فلسطينية في قطاع غزة، أن هناك انتشارا واسعا للأمراض الجلدية خاصة بين الأطفال بسبب جرثومة تصيب الجلد.
وقال الدكتور حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان (شمالي قطاع غزة) أن “الالتهابات الجلدية تنتشر بين النازحين بسبب انعدام النظافة والتهوية والعلاج”، لافتا إلى أن “الأطفال المصابين بهذا المرض، يصابون أيضا بارتفاع الحرارة والبكاء المستمر وعدم قبول الرضاعة أو الطعام، نتيجة معاناتهم من التهابٍ جلديٍ معدٍ نراه لأول مرة”.
وحذر أبو صفية من “تطور الحالات بدخول الجرثومة إلى الدم والإصابة بتسمم وتعفن الدم، الذي قال إنه قد يؤدي في بعض الأحيان للوفاة”.
وانتشرت صور كثيرة على مواقع التواصل تظهر إصابات الأطفال بطفح جلدي على كافة مناطق الجسد بما فيها منطقة الوجه.
وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “أونروا”، أكدت أن العائلات في غزة تعيش في “ظروف غير إنسانية”، لافتة إلى أن الوصول إلى المياه والصرف الصحي محدود للغاية، مما يؤدي إلى زيادة الالتهابات الجلدية والأمراض.
وأشارت إلى أن غزة تحتاج إلى “زيادة الوصول الإنساني لتوفير الوقود بانتظام لضمان توفير المياه النظيفة، وتوفير لوازم النظافة، بما في ذلك الصابون”.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة ، اليوم الاثنين،عن اكتشاف وجود الفيروس المسبب لشلل الأطفال من نوع CVPV2 في مياه الصرف في محافظتي خان يونس والوسطى، مضيفة أن ظهور فيروس شلل الأطفال ناتج عن العدوان الإسرائيلي الذي تسبب في حرمان السكان من المياه الصالحة للاستخدام، مؤكدة أن ظهور الفيروس جاء بعد تدمير العدو الصهيوني للبنية التحتية للصرف الصحي وتكدس آلاف أطنان القمامة في قطاع غزة.
وكانت وزارة الصحة في غزة، قد حذرت سابقا من خطر تفشي فيروس شلل الأطفال في أنحاء قطاع غزة، بسبب تدهور نظام الصرف الصحي في القطاع.
وقالت إن زيادة أعداد النازحين وتكدسهم دون ماء وبين أماكن جريان مياه الصرف الصحي وحيث النفايات المتكدسة ودون توفر مواد النظافة الشخصية، يجعل الأمور مواتية تماماً لانتشار فيروس شلل الأطفال.
انهيار الخدمات
في ذات السياق، ناشدت بلدية خان يونس جنوبي قطاع غزة المجتمع الدولي والجهات المانحة التدخل العاجل والفوري لإدخال الآليات والمعدات اللازمة وقطع الصيانة المطلوبة لمنع انهيار الخدمات الأساسية في المحافظة.
وقالت لجنة طوارئ البلدية في بيان صحفي اليوم الاثنين، إنهاء تعاني من نقص في المعدات الخدماتية جراء تدمير جيش العدو الإسرائيلي لأكثر من 14 آلية من أصل 26.
وبينت أن الآليات المدمرة شملت شاحنات جمع وترحيل النظافة، والجرافات والحفارات التي تستخدم في فتح الطرق وإزالة أنقاض القصف الإسرائيلي المدمر على المدينة، وتعزيز جهود إصلاح منظومة المياه والصرف الصحي والصحة والبيئة.
وأشارت اللجنة إلى عبء خدماتي كبير تعاني منه المدينة إذ استقبلت منذ بدء الحرب على غزة نحو مليون و200 ألف نازح.
وقالت إنه الأعداد الكبيرة من النازحين وشح الموارد، والنقص الحاد في السولار اللازم لتشغيل مضخات المياه والصرف الصحي شكل ضغطًا كبيرًا على الخدمات المُنهارة أصلاً ما ينذر بقرب حدوث الكارثة البيئية التي لا تحمد عواقبها.
أزمة المياه في رفح
وقالت بلدية رفح جنوبي قطاع غزة أن تدمير جيش العدو الإسرائيلي الخزان الرئيسي للمياه سيفاقم الأزمة التي تعاني منها المدينة، في ظل عدم توفر إمكانيات لإنشاء خزانات بديلة أو قطع غيار لإصلاح ما تم تدميره.
ونشر أحد جنود العدو من اللواء ” 401″، السبت الماضي، توثيقاً على شبكات التواصل الاجتماعي لتفجير خزان المياه، وأرفقه بتعليق: “تدمير خزان مياه تل السلطان، على شرف يوم السبت”.
وعدّ رئيس بلدية رفح د. أحمد الصوفي، إقدام جيش العدو على تفجير خزان المياه الرئيسي المعروف باسم “بئر كندا” في حي تل السلطان غربي المدينة، جريمة ضد الإنسانية وتمادي في سياسة العقاب الجماعي والإبادة الجماعية.
وأوضح الصوفي في بيان صحفي اليوم الاثنين، أن خزان مياه كندا يغذي شبكة مياه رفح بـ 3000 متر مكعب يوميًا، ويعمر يعمل بقدرة تشغيلية 180 م3/ساعة.
وقال إن تفاخر جنود العدو بتفجير البئر “يكشف حقيقة أهدافهم بتخريب كل ما هو قائم وتدمير مقومات الحياة واستخفافهم بالقوانين الدولية”.
وبين الصوفي أن التكلفة الإجمالية لإنشاء خزان مياه كندا تقدر بنحو مليون و700 ألف دولار أمريكي بتمويل من عدة مؤسسات دولية.
وأضاف الصوفي: “إن تدمير الخزان الرئيسي سيفاقم أزمة المياه في المدينة، وستنعكس على المواطنين وكميات المياه التي يحصلون عليها، في ظل عدم توفر إمكانيات لإنشاء خزانات بديلة أو قطع غيار لإصلاح ما تم تدميره”.
وانتشرت منذ بداية حرب الإبادة التي يشنها جيش العدو على قطاع غزة العديد من مقاطع الفيديو لجنود يرتكبون انتهاكات في قطاع غزة، ما أثار انتقادات في مختلف أنحاء العالم.
وعلى سبيل المثال لا الحصر نشر جندي من جيش العدو في مايو/ أيار الماضي توثيقاً وهو يحرق كتباً في جامعة الأقصى.
ونشر جنود آخرون صوراً ومقاطع فيديو لأنفسهم يفجرون مساجد ويحرقون بيوتاً في مدينة غزة، وأيضاً وهم يلعبون بملابس داخلية لنساء من غزة عقب اقتحام بيوتهن، في واحدة من أدنى صور الانحطاط. كما نشر العديد من الجنود توثيقات لأنفسهم يعبرون من خلالها عن تأييدهم تجديد الاستيطان في قطاع غزة.
العدو الإسرائيلي يصر على الجريمة
المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أوضح في بيان له، السبت، أن أوامر الإخلاء القسري التي أصدرها جيش العدو الإسرائيلي شمالي رفح وجنوبي خانيونس في جنوبي قطاع غزة، وطردهم المنهجي من منازلهم وأماكن عيشهم، وحصر مئات الآلاف منهم في نطاق جغرافي محدود يجري تقليصه باستمرار، واستهدافه المتعمد من الجو والبر والبحر، يعكس إصرار “إسرائيل” على الاستمرار في ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة لليوم 295 تواليا، وإخضاعهم لظروف معيشية قهرية تؤدي بهم نحو الهلاك الفعلي.
وأوضح المرصد الأورومتوسطي أن أوامر الإخلاء التي أصدرتها قوات العدو ، السبت، وشملت السكان المدنيين في أحياء “الحشاش”، و”مصبح” في رفح، و”المنارة”، و”السلام”، و”قيزان النجار”، و”قيزان أبو رشوان” و”جورت اللوت” في خانيونس، هي في الحقيقة أوامر تهجير قسري، تشكل بحد ذاتها جريمة ضد الإنسانية وفقًا لميثاق روما الأساسي، عدا عن كونها فعلًا من أفعال جريمة الإبادة الجماعية المستمرة في القطاع منذ السابع من تشرين أول/ أكتوبر الماضي.
وقال الأورومتوسطي: إن عملية التهجير القسري الأخيرة تأتي امتدادًا لأكبر وأوسع عملية تهجير قسري جماعية طالت حتى الآن نحو مليوني إنسان في قطاع غزة، غالبيتهم اضطروا للنزوح القسري المتكرر عدة مرات.
وأشار إلى أن هذه الأحياء تضم عشرات آلاف السكان الذين كانوا نزحوا أصلًا من رفح ومن خانيونس، ومن شمالي قطاع غزة، خلال الأشهر الماضية، ومنهم آلاف نزحوا إلى هذه المناطق بعد أوامر التهجير في خانيونس بتاريخ 22 يوليو/تموز الجاري.
وذكر أن جيش العدو يوسع هجومه في هذه المناطق كامتداد لاجتياحه محافظة رفح منذ 7 مايو/أيار الماضي، والمستمر حتى الآن، إلى جانب توغله الثاني في خانيونس منذ يوم الاثنين الماضي 22 يوليو/تموز، مواصلاً سياسته المنظمة في ارتكاب جرائم القتل الجماعي وإحداث الإصابات والتدمير الواسع للمنازل والمباني والبنى التحتية الحيوية والحرمان من الرعاية الطبية وتدمير أبسط مقومات الحياة والتجويع والإفقار والترويع ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وجعل قطاع غزة مكانًا غير قابل للحياة والسكن.