صمتُ العرب أشدُّ جُرمًا
موقع أنصار الله ||مقالات ||يحيى صلاح الدين
هل ماتت قلوب العرب من النخوة؟ هل نسي العرب أن العرب إخوة وأن عليهم مسؤولية أخلاقية وعروبية ودينية لنصرة غزة ووقف ما تتعرض له من الإبادة الجماعية على أيدي اليهود الخنازير بكل وحشية ووقاحة منذ ما يقرب من عام؟، لماذا يصمت العرب بشكل مخزٍ لم يسبق له مثيل، فلا مظاهرات خرجت ولا جيوش تحَرّكت، باستثناء موقف الشعب اليمني البطل وحزب الله في لبنان، فمَـا هو السبب، مَا الذي حَـلَّ بالعقل والضمير العربي؟
كيف نفسّر هذا الصمت نريد أن نفهم هل يجوز للعرب السكوت أمام ما يحصل من جرائم بحق أهلنا في غزة على أيدي اليهود لعنهم الله؟!
أين علماء الوهَّـابية وعلماء الأزهر، لماذا خرست ألسنتهم التي صدعتنا بمصير عجوز دخلت النار؛ بسَببِ هرة؟!
هل أجاز القرآن السكوت في مثل هكذا جرائم، وهل يمكن لمن يسكت أمام كُـلّ هذه الجرائم أن يسمى بمؤمن، بل هل حتى يدعى بإنسان؟
ألم يقل الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا﴾ [النساء: 75].
هل يمكن أن نصف الصمت في مثل هكذا حالة شرك أو فسق أم كفر وارتداد عن القيم والدين وعمى وضلال حسب ما يصف القرآن، نريد أن نفهم وبوضوح وصراحة كيف مات ضمير العرب، هل يمكن أن يسمى من يسكت من العرب مؤمن أم أنه كافر أم فاسق، مَـا هو حكم الدين في العرب وخَاصَّة الحكام؟.
صمتُ العرب حول ما يجري في غزة أمرٌ رهيبٌ لربما كان أشدَّ إجراماً من جرائم اليهود بحق الفلسطينيين، نريد أن نفهم هل كفر العرب ولكن بصمت، هل هو قهر جماعي، نريد أن نفهم ماذا حصل للضمير داخل نفوس العرب، هل مات، هل كفر العرب ولكن بصمت، أم أنهم مكبلون؟!
المستجداتُ في غزة والممتدة إلى الضفة شواهد تبين لنا حقيقة العدوّ الإسرائيلي، من لم يحركه مشهد تمزيق الجنود الصهاينة للقرآن الكريم فلم يعد فيه ذرة من الإيمان، من يفرط في المقدسات يمكن أن يفرط في عرضه وشرفه ووطنه، وهي حالة خطيرة ينبغي على المسلمين إعادة النظر استمرار الإجرام الصهيوني بكل تلك الوقاحة والجرأة والإبادة الجماعية هو عار إنساني على المجتمعات.
إن سكوت العرب على جريمة الإبادة الجماعية وتدمير قطاع غزة وتهجير أهله يُعتبر جرماً كَبيراً، ومشاركة لليهود في هذه الجريمة، خَاصَّة وأن الدول العربية تمتلك الكثير من الأوراق التي تمكّنها من إيقاف حرب الإبادة الجارية في قطاع غزة، وإفشال مخطّطات التفريغ والضم والتوسع الصهيوني على حساب الشعب الفلسطيني، وأن تقاعسها عن استخدام هذه الأوراق لا يعفيها من المسؤولية أمام الله مهما كانت الذرائع والمبرّرات.