أسلحة محرمة دولياً على لبنان وغزة.. إجرام فوق القانون

موقع أنصار الله . تقرير |  أحمد داود

 

تجاوز العدو الصهيوني حدود اللامعقول، وداس على القانون الدولي، مستخدماً العديد من الأسلحة المحرمة دولياً في عدوانه على لبنان وغزة.

تشير التقارير الدولية إلى أن الدمار الذي لحق بقطاع غزة، يشبه إلى حد ما، إلقاء  ما يعادل 5 قنابل نووية من تلك التي ألقتها الولايات المتحدة الأمريكية على هيروشيما في اليابان، ومع ذلك لم يكتف العدو بالقصف العشوائي على منازل المواطنين، بل استخدم قنابل مخصصة لقصف التحصينات، وتم القاؤها على خيم قماشية للنازحين، في مشهد يدل على القساوة والتوحش، وعدم اللامبالاة بحياة البشر في غزة، حيث يتعاملون معهم على أنهم “حيوانات بشرية”، وفقاً للتوصيف المشين للمسؤولين الصهاينة.

وفي محاولة لاستكمال الخطط الاجرامية ضد لبنان، يعمد العدو الصهيوني إلى إبعاد قوات اليونيفيل من جنوب لبنان، بغية أن تخلو المنطقة من أي تواجد مدني أو أممي، ليتيح لجيش الاحتلال استخدام ما يشاء من قنابل محرمة دولياً في استهداف المناطق اللبنانية المحاذية لفلسطين المحتلة.

الفسفور الأبيض

وثقت عدسات الكاميرا خلال الأشهر الماضية عدة مشاهد لقصف عنيف تتصاعد منه أدخنة بيضاء في عدة مناطق بغزة وجنوب لبنان وصولاً إلى الضاحية الجنوبية، في تأكيد على استخدام سلاح الفسفور الأبيض.

ويعد الفوسفور الأبيض مادة كيميائية صلبة شمعية مائلة للصفرة أو عديمة اللون، تتسبب في حروق عميقة تخترق العظام، وهي قابلة للاشتعال من جديد أثناء العلاج الأولي أو بعده إذا تعرضت للأكسجين، وتستخدمه الجيوش لإضاءة ساحات القتال، وتوليد ستار من الدخان، وعند اشتعاله يلتصق بالأسطح مثل الجلد والملابس.

من أبرز المخاطر التي واجهت جنوب لبنان جراء استخدام العدو الإسرائيلي لهذا النوع من القنابل هي الأضرار التي لحقت بالقطاع الزراعي، حيث تسبب القصف بالفسفور الأبيض في إحراق 2400 دونم بالكامل (الدونم = 1000 متر مربع) و6700 دونم جزئياً، كما يقول وزير الزراعة اللبناني عباس الحاج في تصريح صحفي سابق.

لقد قضت الحرائق جراء القصف بهذا النوع من الأسلحة -كما يقول الوزير الحاج- على نوعين من الأشجار، القسم الأول المثمر مثل اللوزيات والأفوكادو والموز والحمضيات بأنواعها، والزيتون المعمر والذي يصل عمره إلى أكثر من 300 سنة”، أما القسم الثاني فهي الأشجار الحرجية أو الصبغية، والتي لا تقدر بثمن، وخاصة الأشجار المعمرة، منها عمرها أكثر من 2000 إلى 3000 سنة، أحرقها العدو الإسرائيلي بقنابل الفوسفور الأبيض المحرم دوليا”.

من ضمن الشهادات الدولية على استخدام العدو الإسرائيلي للفسفور الأبيض على جنوب لبنان، ما أوردته منظمة العفو الدولية، والتي أكدت أن الجيش الصهيوني أطلق قذائف مدفعية تحتوي على الفسفور الأبيض، وهو سلاح محرق، خلال العمليات العسكرية على طول حدود لبنان الجنوبية بين 10 و16 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

المنظمة وصفت الهجوم على بلدة الضهيرة بأنه “جريمة حرب”؛ لأنه لم يميز بين المدنيين والعسكريين، وما دام كذلك فهو فعل مروّع، وينتهك القانون الدولي الإنساني.

 

 

اليورانيوم المنضب

وإلى جانب الفسفور الأبيض، جرى الحديث خلال الأيام الماضية في لبنان عن احتمال لجوء الكيان الغاشم إلى استخدام سلاح “اليورانيوم المنضب” في قصف الضاحية الجنوبية ببيروت.

وأثارت نقابة الكيميائيين اللبنانية هذا الجدل، عندما أشارت إلى أن حجم الدمار واختراق المباني والأرض لعشرات الأمتار، يؤكد أن “إسرائيل” استخدمت قنابل تحتوي على اليورانيوم المنضّب المحرم دولياً.

وبحسب مختصين فإن اليورانيوم المنضب، هو سلاح أقوى من الفسفور بأضعاف، وهي مادة مشعة وطويلة الأمد، يمنع استخدامها في الحروب.

هذه المادة لا تخترق جسم الإنسان، وإنما ضررها هو في استنشاقها، حيث يؤدي إلى أضرار صحية على كافة أعضاء جسم الإنسان، وخصوصا الكبد، كما أن ترسبها يؤثر على التربة والمياه بشكل خطير”.

 

القنابل الفراغية

وإلى جانب الفسفور الأبيض، واليورانيوم المنضب، فقد لجأ العدو الإسرائيلي، إلى استخدام عدة أنواع من الذخائر المحرمة دولياً والتي يمنع استخدامها ضد البشر، مثل القنابل الفراغية.

وتشكل القنابل الفراغية نوعاً من أنواع القنابل المتفجرة هوائياً، إذ تحدث عند انفجارها غيمة تفجيرية ينتج عنها كرة نارية كبيرة، وتحدث ارتفاعاً في درجات الحرارة تصل لنحو 3 آلاف درجة مئوية.

ويتسبب هذا النوع من القنابل في إفراغ المحيط من الأكسجين، مما يؤدي لهلاك جميع الكائنات الحية خنقاً واحتراقاً، ومن لم يقتل بفعل القنبلة يمضي حياته أعمى أو مصاباً بارتجاج الدماغ، وتمزق طبلتيْ الأذن، بالإضافة إلى انسداد المجاري الهوائية وانهيار الرئتين، وإصابات أخرى خطيرة جدا.

MK-84

وفي جريمة هزت الضمير الإنساني، لجأ العدو الإسرائيلي إلى عملية اغتيال الشهيد القائد السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، باستخدام قنابل محرمة دولياً من نوع MK-84.

وهي تزن 2000 رطل، وتعادل 907 كجم تقريباً، وتم استخدامها من قبل الأمريكيين في حرب فيتنام، وهي معروفة بقدرتها التدميرية الكبيرة، مما يجعلها واحدة من أكثر الذخائر فتكاً في الحروب الحديثة.

ووفقاً للأمم المتحدة، يمكن لهذا النوع من الذخائر تدمير المباني القريبة، وتمزيق الرئتين، وتفجير تجاويف الجيوب الأنفية، وتمزيق الأطراف من أي شخص على بعد 350 إلى 360 متراً من الانفجار، ولهذا فهي قنبلة شديدة الفتك.

واستخدم العدو الإسرائيلي هذا النوع من القنابل في قصف مدينة غزة، حيث استهدف حي الرمال، وفي جريمة المواصي.

ويمكن القول إن الكيان المجرم، لم يترك وسيلة إجرامية إلا واستخدمها على قطاع غزة ولبنان، ومنها القنابل العنقودية، وقنابل جدام الذكية، والتي هي قنابل أمريكية متطورة، ذات تدمير عال ويصل مداها إلى 28 كيلو متراً، ويتم التحكم بها عبر الأقمار الصناعية، إضافة إلى قنابل هالبر، وهي قنابل انتقامية حارقة خارقة للحصون، استخدمتها إسرائيل خلال قصفها المباني داخل غزة، وكلها أسلحة يجرم القانون الدولي استخدامها.

 

قد يعجبك ايضا