يومُ الجلاء: رمزُ النضال اليمني نحو الحرية والسيادة الوطنية

موقع أنصار الله ||مقالات ||فتحي الذاري

يوم الجلاء وطرد آخر جندي بريطاني من جنوب اليمن رحلة من النضال نحو الحرية والسيادة الوطنية، تظل ثورة 14 أُكتوبر 1963 علامةً فارقةً في تاريخ النضال اليمني، حَيثُ تجسّد يوم الجلاء لحظة انتصار الشعب اليمني في طرد آخر جندي بريطاني من جنوب الوطن.

يأتي هذا الحدث كتتويج لجهود متواصلة في سبيل الحرية والاستقلال، ويعكس إرادَة الشعب في التمسك بكرامته واستعادة سيادته الوطنية، يمثل يوم الجلاء أكثر من مُجَـرّد حدث تاريخي، بل هو رمز للفخر والانعتاق من قوى الاحتلال ورفض الهيمنة الخارجية.

الاحتفال بهذا اليوم يذكرنا بتضحيات الأبطال الذين سطّروا صفحات الشجاعة والفداء، ويشجع الأجيال الجديدة على مواصلة مسيرة النضال لتحقيق العدالة والحرية وتسجل الثورات في اليمن ضد الاحتلال لحظات مفصلية في تاريخ الوطن؛ إذ جاءت ثورة 14 أُكتوبر 1963 لتنهيَ الاحتلال البريطاني وتطرد آخر جندي بريطاني من جنوب اليمن، وترسي قيم الاستقلال والكرامة الوطنية، وتعتبر انتصاراً لإرادَة الشعب في مواجهة الاحتلال والتبعية.

وعندما باع بعض المرتزِقة البلاد للطامع الجديد القديم، وساهموا في ترسيخ التبعية السياسية ونشر الفساد؛ ما أَدَّى إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، أشرقت ثورة 21 سبتمبر 2014 كدلالة جديدة على الرفض الشعبي للسياسات المستبدة والمطالبة بالتحرّر من وصاية القوى الخارجية.

كانت هذه الثورة بقيادة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله ورعاه- تعبيرًا عن رغبة الشعب في استعادة سيادته الوطنية وحقوقه، وبذلك، تؤكّـد ثورة 21 سبتمبر على أهميّة الوعي الشعبي والثقة في قدرة الشعب اليمني على تقرير مصيره في رفض الوصاية والتبعية السياسية والاعتماد الذاتي لليمن.

إن تاريخ اليمن يجسد صراعًا مُستمرًّا؛ مِن أجلِ الحرية والكرامة ويؤكّـد الحاجة الملحة للوعي الشعبي في التمسك بمكتسباته الثورية ويجب أن نتذكر دائمًا أن النضال؛ مِن أجلِ حق تقرير المصير والعدالة الاجتماعية هو واجب يتطلب تظافر الجهود؛ فالحرية والكرامة ليست مُجَـرّد شعارات بل هي قيم يجب أن نعيش؛ مِن أجلِها وأن نعمل على تحقيقها في كُـلّ جوانب حياتنا الوطنية.

إن الشعب اليمني الذي عانى من الأطماع الأجنبية وواجه كُـلّ التحديات بما فيها عدوان دول التحالف السعوديّ الأمريكي ومرتزِقتهم في اليمن وصد الغزاة والمحتلّين -بفضل من الله عز وجل وتوفيقه- للمجاهدين الأبرار من أبناء اليمن في الجيش واللجان الشعبيّة الذين قدموا أرواحهم في سبيل الله؛ دفاعًا عن الأرض والعرض وصون السيادة الوطنية لليمن وتحقيق انتصارات وطنية على كافة الأصعدة والمرابطين في مواقع العزة والشرف في صد عدوان دول تحالف العدوان السعوديّ الأمريكي ومرتزِقتهم في اليمن وآثاره المتبقية إلى اليوم، الحصار الاقتصادي المفروض على الشعب اليمني، وهو شعب يمتلك القدرة على إعادة بناء بلاده والتمسك بحقوقه؛ ولذلك فَــإنَّ الوعي والنضال المشترك هما السلاح الأمثل لتعزيز السيادة والهُوية الوطنية بمنهجية الهُوية الإيمانية، وتظهر كيف يمكن للإيمان والقيم الثقافية أن تعزز من قدرة الشعب على الابتكار والمقاومة من خلال دعم المقاومة الفلسطينية والتأكيد على الحقوق المشروعة، تواصل ثورة 21 سبتمبر تجسيدَ الأمل في التحولات الإيجابية وتحقيق الاستقرار المستدام، ليس فقط في اليمن ولكن في المنطقة بأسرها.

والعاقبة للمتقين.

قد يعجبك ايضا