الكارثة الصحية تتفاقم شمالاً: آلاف الغزيين محكومون بالموت
||صحافة||
حكم “جيش” العدو الإسرائيلي على الآلاف من الفلسطينيين الذين قرّروا البقاء في شمال قطاع غزة بالموت، سواء بالقصف والنزيف ونقص الرعاية الطبية، أو بالجوع والعطش، إذ تواصَل حصار المستشفيات لليوم الأربعين على التوالي، علماً أنه طوال تلك المدة، سمح جيش العدو لقافلة إسناد واحدة تابعة لـ«منظمة الصحة العالمية» بالوصول إلى مستشفى «كمال عدوان» في مشروع بيت لاهيا. وأوصلت القافلة حينها كميات من وقود السولار والمستهلكات الطبية، وبعد ساعات من مغادرتها، اقتحم جيش العدو المستشفى وأحرق كل ما أوصلته المنظمة من وقود وأدوية. والأمر ذاته تكرر، أولَ أمس، في مدينة بيت حانون أقصى شمال القطاع، حيث سمح العدو بدافع الاستعراض وصناعة الدعاية الإعلامية، لشاحنتي مياه ومعلّبات بالدخول إلى مراكز الإيواء، ثم بعد ساعات، هاجم تلك المراكز وهجّر أهلها، وخرّب وأحرق وأفسد كل المساعدات التي وصلت إليها، حتى قبل أن يستفيد منها النازحون.
وأمام تلك الوقائع، يؤكد غزّيون أن المئات من جثامين الشهداء لا تزال ملقاة في الشوارع وتحت الأنقاض. ويقول أبو محمد، وهو أحد المحاصرين في مشروع بيت لاهيا، لـ«الأخبار»، إنه «عندما يحدث القصف، نسمع أصوات الأهالي من تحت الأنقاض يطلبون النجدة. تمر ساعات من دون أن نستطيع الوصول إليهم بسبب القصف الشديد وإطلاق الرصاص من طائرات الكواد كابتر في اتجاه كل من يتحرّك، ثم بعد عدة ساعات يتلاشى الصوت قبل أن يختفي تماماً. هذا ما يحدث يومياً». ويتابع أنه «في كثير من الأحيان، يغامر الشبان والأهالي لإنقاذ جيرانهم. وبعد حمل المصابين على عربة تجرّها الدواب لنقلهم إلى المستشفى، يتعرّضون للاستهداف المباشر، وهو ما حدث على بوابة مستشفى كمال عدوان، حيث استشهد ستة من جيراننا قبل دخولهم المستشفى بلحظات».
الاحتلال يحرق المساعدات الطبية والغذائية
على أن من يصل المستشفى من الجرحى لن يكون حاله أفضل بكثير ممن تُرك ينزف حتى الموت، حيث يؤكد مدير مستشفى «كمال عدوان»، الدكتور حسام أبو صفية، أن «المستشفى لا يوجد فيه إلا طبيب واحد وعدد من الممرضين. ولا تتوفّر الأدوية والمستهلكات الطبية». ويقول أبو صفية الذي قتل الاحتلال نجله واعتقل كل طاقم مستشفاه الطبي: «تصلنا يومياً حالات خطيرة لا نملك أن نقدّم لها شيئاً. بدأ الناس يقاسون الجوع، والأطفال سوء التغذية، وهناك شحّ شديد في المسكّنات والأدوية والعلاجات (…) نطالب العالم بفتح ممر لإدخال الأطباء والأدوية لإنقاذ حياة المئات من الجرحى».
وبحسب الإحصائيات الرسمية، تسبّبت العملية المستمرة في مخيم جباليا ومحافظة شمال القطاع، باستشهاد أكثر من 2000 مواطن وإصابة 6000 آخرين. وساهم تقويض عمل سيارات الإسعاف والدفاع المدني منذ 21 يوماً في تفاقم أعداد الشهداء، حيث دمّر الاحتلال كل سيارات الإسعاف والدفاع المدني، واعتقل 6 من كوادر الأخير، وقصف مجموعات أخرى حاولت ممارسة مهامها.
الاخبار اللبنانية: يوسف فارس