السيد القائد: أمة المسيرة القرآنية لم تُكسر إرادتها بالعدوان بل واصلت المواجهة وصولاً إلى الموقف المشرف نصرة للشعب الفلسطيني

 

 

ألقى السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، اليوم الخميس، كلمة عن آخر المستجدات وعن الذكرى السنوية للشهيد  التي تأتي في إطار الأحداث والمتغيرات الكبرى وموقف شعبنا نصرة للشعبين الفلسطيني واللبناني . موضحا أن شعبنا العزيز في إطار معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس يقدم الشهداء في سبيل الله ويتحرك في كل المسارات . مؤكدا أننا ومنذ اليوم الأول لمسيرتنا القرآنية قدمنا الشهداء في كل المراحل الماضية في إطار الموقف الذي نحن عليه الآن من الإسرائيلي والأمريكي.

أوضح السيد أن شعبنا العزيز اتجه لنصرة الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة بكل شجاعة لأنه يثق بالله ووعوده من منطلق إيماني وقرآني رغم حجم التحديات.

 ولفت إلى أن الميزة المهمة للمسيرة القرآنية هي المشروع القرآني والتحرك وفقه، وشهيد القرآن السيد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه كان صوتا قرآنيا خالصا و تحرك بالمشروع القرآني في مرحلة مهمة وحساسة يسعى فيها أعداء الأمة من أتباع المشروع الصهيوني وأذرُعِه إلى فرض خيارهم على الأمة.

وأوضح أن المشروع الصهيوني الذي يتحرك فيه الأمريكي والإسرائيلي هو مشروع عدواني على أمتنا يصادر الحرية والاستقلال للشعوب ويصادر الأوطان والحقوق و المشروع الصهيوني هو تهديد للأمة وعدوان عليها في هويتها ودينها واستقلالها وحريتها وفي أوطانها وثرواتها. وأضاف : “تقبُّل من ينتمي لهذه الأمة رسميا أو شعبيا للمشروع الصهيوني يعني الاستسلام وأن تكون مع عدوك المستهدف لك ولأمتك والمشروع الصهيوني يريد أن يكون من تقبّلَه مجرد أداة لخدمته فيما هو خطر على الأمة، وهذا هو الغباء والخسارة بكل ما تعنيه الكلمة”.

وأوضح السيد أنه ومنذ الاستهداف لمسيرتنا القرآنية بالحروب العسكرية بدءا بالحروب الست وما تخللها ثم العدوان الأمريكي السعودي وصولا إلى هذه المعركة الشاملة، تجلى في كل مرحلة أهمية المشروع القرآني. مضيفا أن المشروع القرآني والخيار القرآني يبني الأمة في وعيها وبصيرتها ورشدها وحكمتها وفي روحها المعنوية لتكون بمستوى النهوض بمسؤوليتها. مؤكدا انه لا خيار سوى المشروع القرآني يمثل حلا للأمة في مواجهة أعدائها والتصدي للخطر الذي يستهدفها.

وأكد السيد أن أمة المسيرة القرآنية لم تُكسر إرادتها بالعدوان بل وثقت بالله وتحركت على أساس هديه وتعليماته بالوعي والبصيرة القرآنية والروح الإيمانية الجهادية، وبقيت المسيرة القرآنية مستمرة في مواجهة كل التحديات إلى مستوى الموقف المشرف العظيم الذي يتحرك فيه شعبنا العزيز نصرة للشعب الفلسطيني.

 

خلفيات المشروع القرآني

وتطرق السيد إلى مرحلة انطلاق المشروع القرآني الذي تبناه الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي عقب الأحداث التي مرت بها الأمة حينما وضع الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن الذي قال أنه “من ليس معنا فهو ضدنا ” فكان ولا يزال من المهم جدا تحديد الخيار لأن الأمريكي يريد إما أن تكون في الوضعية التي يريدك أن تكون عليها وإلا فهو سيعتبرك ضد برنامجه ومشروعه

وأوضح السيد أن الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن حينما تحرك وأعلن أن الأمة بين خيارين حصريين ووجه كلامه إلى الجميع وقال “إما أن تكون معنا وإما فأنت ضدنا”، يعني أنهم ضد من ليس معهم وكانت هذه المعية التي دعا لها الرئيس الأمريكي بالنسبة للأمة الإسلامية تعني الانتماء مع الأمريكي ضد شعوب الأمة ودينها واستقلالها وحريتها، لأن المشروع الصهيوني الذي يتحرك فيه الأمريكي والإسرائيلي هو مشروع عدواني يصادر الأوطان والحقوق ويقتل أبناء الأمة ويمتهنها وهو تهديد لها وعدوان عليها في هويتها ودينها وحريتها وثرواتها وهذه المسالة واضحة ولذلك فالتقبل ممن يتنمى للأمة يعني الاستسلام  وأن تكون مع عدوك الذي يستهدفك ويريدك أن تكون مجرد أداة طيعة لخدمته فيما هو خطر عليك وعلى  الأمة وأن تكون معه وأن تقبل بمصادرة حريتك واستقلالك وأن تقبل بالدور الذي تكون فيه أداة مستسلمة وتسخر إمكانات بلدك لخدمة العدو وتمكينه فيما هو يصادر عليك كل شيء وهذه الوضعية هي الخسارة بما تعنيه الكلمة.

ولفت السيد أنه في نفس الوقت إذا وقفت ضد المشروع الأمريكي فيعني أنك ضد أن تستباح الأوطان والثروات وأن يمتهن أبناء الأمة وأن يكونوا خانعين للعدو ويقدمون له كل شي ويحركهم كما يشاء ويريد ضد أن تستهدف مقدسات الأمة، كما أن الدخول في المشروع الأمريكي يعني المشاركة في تزييف حقائق الإسلام، واستهداف الأمة.

ضرورة تحديد الخيارات

 

وأوضح السيد أنه ولأجل ما سبق، كان من المهم جدا هو تحديد الخيار في (الضد أو المعية) لأمريكا لأن الأمريكي إذا لم تكون معه فسيعتبرك ضده، وهي وضعية استسلام ولذلك تحديد الخيار وتحديد الموقف هي مسالة مهمة جدا لأن المسالة مصيرية للدنيا والآخرة ، لافتا إلى أن أهم ما كان ينبغي مراعاته في تحديد الموقف هو مبدئية الموقف والخيار لأن هذه المسألة مهمة وخطيرة وكبيرة جدا ولذلك حرص شهيد القرآن السيد حسين بدرالدين الحوثي “رضوان الله عليه” على أن تكون الانطلاقة انطلاقة قرآنية وأن يكون تحديد القرار واتخاذ الموقف في إطار تعليمات الله وفي إطار القرآن الكريم وفي إطار مبدئي أخلاقي إيماني يتحرك على أساسه ويدعو الأمة للتحرك وفقه .

وأكد السيد أن الإنسان العربي والمسلم  لا يصنف عند الأعداء كإنسان له حقوق الانسان، فأي مصلحة أن تجند نفسك لطاغية تخسر بتجنيدك له الدنيا والآخرة ولكن للأسف تورط معظم الأنظمة العربية في خيار المعية مع أمريكا وتحالفوا معها وهم يدركون أن شعوبهم وأنظمتهم مستهدفة ولكنهم فتحوا بلدانهم للقواعد الأمريكية وتوجهوا وفق إملاءات أمريكا وتحركوا في بقية الأمور ليؤقلموا  كل شيء وفق التعليمات الأمريكية بما في ذلك السياسة الإعلامية والتربوية والتعليمية وهم يدركون أن المهم بالنسبة لأمريكا هو اخضاع شعوب أمتنا حتى على المستوى الرسمي والشعبي لمصلحة الإسرائيلي لأنه الشريك الحقيقي للأمريكي، وفي نفس الوقت الأمريكي والإسرائيلي كلاهما يسعيان إلى تنفيذ المشروع الصهيوني.

تحرك الشهيد القائد

 

وأوضح أن تحرك الأمريكي لم يكن من أجل مصالحه في المنطقة فقط فمصالحه محمية بالأنظمة العربية التي فتحت المجال ليأخذ الأمريكي ما يريد، لكن الأمريكي اتجه إلى السيطرة المباشرة والإخضاع للمنطقة بشعوبها وحكوماتها وأنظمتها لمصلحة العدو الإسرائيلي فهو يريد أن يكون العدو الإسرائيلي وكيله في المنطقة وهذه مأساة تمثل تهديدا كبيرا للأمة على دينها ودنياها. ولذلك تحرك الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي  بالمشروع القرآني ليكون الخيار ضد الأمريكي والإسرائيلي من منطلق قرآني ومبدئي.

وأضاف السيد أن المشروع القرآني الذي قدمه الشهيد القائد بالرغم من أنه كان صوتا قرآنيا وتحرك وفقه بحكمة ورشد وبخطوات عملية مسددة حكيمة تسعى لاستنهاض الأمة وتحريكها عمليا في البراءة من أعدائها والتحرك وفق رؤية عملية شاملة إلا أنه حتى ولو كان الخيار قرآنيا والصوت صوت القرآن فإن واقع الأنظمة الرسمية لارتباطها بأمريكا  كان قد وصل إلى درجة أن تتحرك وفق الاملاءات الامريكية لإسكات هذا الصوت وأن تعمل لمنع أي تحرك ضد الهيمنة الأمريكية والمشروع الصهيوني لاسيما اذا كان التحرك واعيا ومن منطلق صحيح وأسس صحيحة فهم يعملون على قمعه وتشويهه. لأن الأمريكي يريد أن يتحرك دون أن يعيقه أي شي وأن تكون الساحة مفتوحة أمامه دون عوائق.

خلفيات تخاذل الأمة

 

وفيما يتعلق بالمواقف الأمة المتخاذلة تجاه غزة فأوضح السيد أن افتقار الأمة للبصيرة هو ما يكبّل الأمة عن التحرك بالمسؤولية رغم ما تمتلكه من إمكانات هائلة وضخمة وعندما نشاهد أمة كبيرة في عددها وجغرافيتها وما هي عليه من العجز والضعف والوهن ندرك أهمية الاستنهاض في أوساط الشعوب لنشر الوعي والبصيرة لتعزيز الروح المعنوية الإيمانية الجهادية. مؤكدا أن الخطر ليس فقط على الشعب الفلسطيني بل هو خطر يستهدف الأمة بشكل عام، فأعداؤها حاقدون وطامعون فيما تملك هذه الأمة.

ولفت السيد إلى أن الأعداء يسعون لإبادة هذه الأمة، وما يفعلونه في فلسطين يمكن أن يفعلوه في أي بلد آخر، فما فعله الأمريكي سابقا في العراق وأفغانستان يمكن أن يفعله في أي بلد آخر مع الإسرائيلي في إطار المشروع الصهيوني الرامي لتغيير وجه المنطقة لكن عندما تتحرك أمتنا تجاه المشروع الصهيوني بالروح الجهادية وبوعي وبصيرة قرآنية تكون في مستوى المَنَعَة والقوة والعزة وتدرك أهمية كل عناصر القوة فالروح الجهادية التي تتحرك فيها الأمة تنهض بالأمة إلى مستوى مواجهة التحدي دون اكتراث بما يمتلكه العدو من جبروت.

وأكد السيد أن أمتنا بحاجة إلى أن تتحرر من عقدة الخوف من أمريكا و”إسرائيل” لأنها لا تمثل حماية للأمة بل تدفعه للاستسلام وليس للحذر والتحرك المضاد فالخوف يبعث الكثير من أبناء الأمة رسميا وشعبيا نحو الاستسلام والخضوع والطاعة والتسليم بالأجندة الأمريكية والإسرائيلية

وقال السيد: لدى أعدائنا من الحقد والعُقد ما لا يقبلون لأحد من أبناء الأمة أن يكون في وضعية محترمة وإن لم يكن توجهه عدائي تجاههم والأعداء لم يتركوا الشعب السوداني لحاله رغم أن أدواتهم فيه هي المسيطرة على الوضع بل اتجهوا لاستنزافه بمشاكل وصراعات وحروب. لافتا إلى أن استنزاف الأعداء لهذه الأمة بأشكال متعددة وتصفية حسابات مع منافسين آخرين بما فيهم مستقبلا ضد الصين وغيرها.

مدرسة الشهداء

ولفت السيد إلى أن الشهداء هم مدرسة عظيمة ومتميزة واستذكارهم يشحذ الهمم ويعزز الروح المعنوية الجهادية ويحيي الضمائر . لافتا إلى أن الشهداء هم من كل أطياف المجتمع من كل فئاته، من علمائه، من المزارعين والتجار، من الفلاحين، من المدرسين، من الطلاب، من الشباب، من الكبار، من مختلف أبناء المجتمع. مؤكدا أن  الشهداء يحظون بمنزلة رفيعة عند الله وكذلك بالتكريم العظيم والفوز بالحياة السعيدة وما يحظى به الشهداء من التكريم العظيم هو لقاء تضحياتهم في خدمة ونصرة القضية المقدسة والعادلة وترسيخ المبادئ الإلهية لحماية عباد الله. موضحا أن تضحيات الشهداء جاءت في إطار المواجهة بين قيم الحق والعدل ضد الشيطان وأوليائه بما يمثلوه من ظلام وشر وإجرام.

وحث السيد الجهات المعنية ذات العلاقة على الاهتمام أكثر وأكثر في إطار مسؤولياتها تجاه أسر الشهداء. كما حث المجتمع على أن يكون مدركا على الدوام لمسؤوليته تجاه أسر الشهداء، وأن يقتدوا بالشهداء في العطاء والإحسان.

 

قد يعجبك ايضا